3 أسباب وراء الصراع بين الصوماليين والأوروميين في إثيوبيا

 تتجدد المعارك بين الصوماليين والأوروميين  في مناطق بشرق إثيوبيا،للمرة الثالثة خلال هذا العام. شهدت هذه المناطق خلال الأيام القليلة الماضية مواجهات عنيفة بين القوميتين أدت لحد الآن الى سقوط 30 قتيلا على الأقل ومعظمهم من الصوماليين واصابة عشرات آخرين بالاضافة إلى تشريد حوالي 30 ألف شخص من قراهم وبلداتهم. كما تم تدمير عشرات من المكاتب الحكومية وسيارات الشرطة في تلك المناطق جراء الاحتجاجات التي رافقت المعارك.

موقف الحكومة الاتحادية

عبرت الحكومة الإثيوبية عن أسفها من تكرار المعارك في شرق البلاد، وأكدت سعيها على انهاء الأزمة بشتى الوسائل بالتعاون مع إدارة الأقليمين الصومالي والأورومي وزعماء العشائر. وقال وزير شؤون الاتصالات الإثيوبية، الدكتور نيجيري لينتشو، إن  الحكومة الاتحادية نحجت في السيطرة على الوضع الذي وقع في الحدود بين ولايتي أوروميا والاقليم الصومالي. وأضاف الوزير  أن الحكومة الفيدرالية، بالاضافة الى قيادتى الدولتين الاقليميتين، تسعى جاهدة لحل المشكلة، مضيفا ان قوات الدفاع الوطنى المنتشرة فى المنطقة تقوم بالتدابير المطلوبة لنزع فتيل الأزمة ، مؤكدا اعتقال الجماعات التى نفذت الهجوم على السكان.

موقف الطرفين

اتهمت إدارة أوروميا نظيرتها  الصومالية بأنها تقف وراء تجدد المعارك بعد نشرها قوات مسلحة بصفة غير مشروعة في الحدود بين الاقليمين، وقامت هذه القوات، بحسب إدارة أوروميا بارتكاب اعتداءات فاضحة بحق الأورومين. وقال اديسو اريجا ،مسؤول الاتصالات فى إقليم أوروميا  أن الشرطة السرية فى المنطقة الصومالية عبرت إلى منطقتهم وقتلت العديد منهم.

وبدوره نفى بوقر على عمر، من الادارة الصومالية في مقابلة صحفية التهم الموجهة إلى الإدارة ، وذكر أن ما لا يقل عن 32 صوماليا، من بينهم شقيقه الأصغر، لقوا مصرعهم ليلة الإثنين الماضي فى بلدة عوادى ، وهى بلدة صغيرة تقع بين مدينة هارار ومدينة دير داوا الشرقية.

جدور المشكلة

هناك ثلاثة أسباب تقف وراء استمرار المشكلة وتجدد المواجهات بين القوميتين:

السبب الأول هو النزاع حول ملكية قرى وبلدات  تقع في الحدود بين منطقتي الصومال وأورميا التي تقدر بـ 1.400كم  وهي مناطق تمتاز بالرعي والزراعة، وتتنازع على ملكيتها  العرقية الصومالية والعرقية الأورومية اللتان تشكلان غالبية السكان في إثيوبيا ، وفشل الطرفان في إيجاد حل سلمي لنزاعهما الذي استمر منذ عشرات السنين وترسيم الحدود بينهما.

نظمت الحكومة الاتحادية في اثيوبيا استفتاء بشأن ملكية المناطق المتنازعة عام 2004 غير أن نتيجة الاستفتاء التي وصفها الصوماليون بالمنحازة كانت لصالح الأوروميين ولم يتم حتى الآن تنفيذها، بل تصاعدت وتيرة الصراع واصبحت غارات القبائل شبحا يطارد سكان القرى والبلدات المتاخمة للحدود بين منطقتي الصومال وأورميا.

العامل الثاني الذي هو أكثر اهمية يتمثل برؤية بعض المحللين أن الحكومة الفدرالية الاثيوبية لا ترغب  في انهاء الصراع بين القوميتين  بشكل جدي خوفا من أن يؤثر ذلك سلبا على حربها ضد الجماعات المتمردة من كلا القوميتين والتي تقاتل من اجل الاستقلال عن اثيوبيا.

والجدير بالاشارة  الى ان المواجهات الاخيرة تزامنت مع رفع الحكومة الاتحادية الاثيوبية مطلع هذا الشهر حالة الطوارئ المفروض على  مناطق اوروميا التي شهدت مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة خلفت عشرات القتلى والجرحى.

أما السبب الثالث: يتهم البعض أن الجماعات المسلحة التي تقاتل من أجل تحرير المناطق الصومالية والاورومية بالوقوف وراء هذه المعارك المتكررة وان الهدف من ذلك هو ابقاء تلك المناطق الغنية بالغاز والنفط متوترة وساخنة لعرقلة أعمال الشركات النفطية الأجنبية في اقاليم شرق اثيوبيا. كما تستخدم هذه الجماعات الصراعات العرقية اداة ناجحة لتوتير المنطقة وزيادة الضغط على القوات الاثيوبية التي تقاتل في عدة جبهات داخلية وخارجية.

محمود علي نور

كاتب وباحث صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى