رسالة مفتوحة الي الرئيس شريف حسن آدم

سيادة الرئيس …

لقد اصبحتم أول رئيس لثلاثة اقاليم من أهم المناطق الاستراتيجية في البلاد، وتلك امنية لطالما راودت كثير من السياسين الصوماليين، وحققتكم خلال فترة وجيزة انتصارات سياسية عظيمة، حيث صارت شخصيتكم المحترمة شخصية جديرة بالدراسة والبحث لدوركم ونفوذكم المتزايد، وقدرتكم على التحمل والوقوف في وجه العواصف الهوجاء التي ازاحت كثيرا من أقرانكم ورفقاء دربكم من المشهد السياسي المتقلب في الصومال.

كم انتعشت الآمال عندما انتخبتم رئيسا لمناطق باي ، وبكول، وشبيلي السفلى؛ لأنكم انتخبتم رئيسا لمناطق لم تشم نسيم الحرية منذ الاستقلال، ولم تنل نصيبها من الرعاية والاهتمام منذ وجودها على الأرض .. انتخبتم رئيسا لمناطق كانت محرومة من ابسط حقوقها في التنمية والازدهار الي ان غدت من أفقر مناطق البلاد واكثرها تخلفا وبطالة قياسا لما تتوفر لديها من امكانيات مالية هائلة كافية لتحقيق آمال وتطلعات شعوب تلك المناطق، بل لسد جانب كبير من احتياجات البلاد. 

سيادة الرئيس…

تكالبت الأمم علي تلك المنطقة، وتحالف القاصي والداني من اجل ليّ ذراعها وتهميش دورها، والاستغلال من ثرواتها بقوة السلاح وفوهات البنادق. قتل آلاف من رجالها وشرد عدد كبير من أبناءها وكانت خيراتها تنهب ابتداءا منذ سقوط نظام سياد بري عام ١٩٩١ مرورا بأيام جنرال الراحل عيديد وفترة نظام المحاكم الاسلامية وانتهاء بالادارت التي كانت تعينها الحكومات الانتقالية وفق هوى ورغبات الاشخاص المسيطرين على تلك الاقاليم، وتحت مبررات واهية ودوافع يسودها الظلم والسياسة التوسعية.

لكن اليوم مع انتخابكم رئيسا لتلك الاقاليم  قد تتغير الأجواء وقد يبزغ فجر جديد لسكانها الذين يحذوهم الأمل في ان تفتح لهم نافذة امل واسعة وافاق جديدة رحبة من التنمية والرقي وان كافة المقومات التي تمكنكم من تحقيق ذلك متوفرة، ولا تتطلب الأمر من سيادتكم الا الحزم والإرادة القوية….وبالصبر واليقن تنال الإمامة.

سيادة الرئيس…

 إن الأيام دول ولن تدوم على حال، وان التاريخ لا يرحم، وان سجلاته لا تماطل ولا تجامل في كشف حساباتها. اذا هل تشمرون عن سواعدكم لصنع تارخ مشرق يسجل في صفحات ناصعة وبمداد من الذهب، تتذكره الأحفاذ، وترويه الأجيال الي يوم الدين، ام تكتفون بالكلام بالمعسول والخطاب الطنان؟ 

هل ستبادرون الي انقاذ مناطق باي، وبكول، وشبيلي السفلى من خلال تجميع أبناءها، وتوحيد عشائرها، ولم شمل مكوناتها السياسية والاجتماعية المختلفة أم  ستكرسون واقع الإقصاء والتمييز والانقسام الموجود حاليا في المنطقة؟

هل ستسعون الي تشيكل نظام استبدادي آخر أم ستعملون جاهدا على ارساء دعائم نظام ديمقراطي يملؤه العدل والمساوة؟

سيادة الرئيس…

 صحيح انكم تعملون في بيئة سياسية فاسدة لاتساعد على العمل والانجاز ، وفي ظروف امنية بالغة التعقيد، لا تشجع على اطلاق عنان الإبداع والتفكير المتوقد .. صحيح أيضا ان كثيرا من  السياسيين لا يحملون هم هذ البلد ولا يهمهم سوى المال والجاه  وان ما لديهم من الحس الوطني لا يرتقي الي مستوى تطلعات هذا الشعب المكلوم ولا يؤهلهم الي تحقيق  انجاز كبير يغير مسار حياة ملايين الصومالين في مشارق الارض ومغاربها… لكن أملنا فيكم عريض لتغيير الواقع السياسي والأمني في المنطقة  بالتعاون مع الرجال  الاكفاء اصحاب الهمة العالية والنظرة الثاقبة الذين يترفعون عن سفاسف الأمور ويتطلعون الي القمم الجبال العالية. فهؤلا جديرون بمساعدتكم في اداء المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقكم وخصوصا في وضع السياسات والاستراتيجيات الطموحة لتنمية مناطق جنوب غرب الصومال.

سيادة الرئيس … 

ما قمتم به حتى الآن يستحق الاشادة والتقدير ويعطينا جرعة كبيرة من التفاؤل، فقد وضعتم خلال الشهور الماضية كل ثفلكم على اخماد الفتن في المنطقة وانهاء الصراعات بين العشائر …وبالفعل تحقق جرء كبير من اهدافكم النبيلة.. لكن الطريق نحو تحقيق الهدف المنشود طويل، والرحلة الحقيقة نحو التنمية لم تبدأ بعد.

لأن طموحات شعوب جنوب غرب الصومال كبيرة وغير محدودة…  يشتاقون الي رؤية انجازات سريعة على الأرض.. يتطلعون الي رؤية  ابراج عالية في  واجد، وحدر، ومركا، وبراوة، وافجوي، ودينسور، وبيدوة  .. يتطلعون الي رؤية مشاريع عملاقة لتطوير بنى التحتية للاقليم ولاسيما قطاعات المواصلات والزراعة والتعليم والصحة … ينتظرون احر من الجمرة الي رؤية  طرق سريعة وجسور ملتوية تربط بين المدن المختلفة  في جنوب غرب الصومال.. ورؤية عمل دؤوب من اجل رفع صروح العلم  والمعرفة عالية، وبناء المدارس، والجامعات، والمعاهد التقنية، واحياء قطاع الصحة، والمستشفيات التخصصية، والمصانع والمعامل التجريبية في مختلف مدن باي، وبكول، وشبيلي السفلى.. وما ذلك على المجتهد بعزيز. 

سيادة الرئيس …

فاهتمامنا بالصومال ليس اقل من حرصنا على المناطق الثلاثة لذلك اضم صوتي لمن يناشكم بالحرص على وحدة وسيادة الصومال والوقوف امام وجه مخططات التقسيم، لأن هناك جهات اقليمية ودولية تسعى الي تفتيت وحدة البلاد وتقسيمه الي دويلات  تابعة للدول المنطقة.. 

سيادة الوطن ووحدة ترابه أمانة في رقبتكم ياسيادة الرئيس وانتم مسؤلون عنها غدا أمام الشعب والتاريخ ..

حفظ الله الصومال وشعبه من كل سوء 

 ودام الصومال قويا وموحدا

 

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى