ما دلالات زيارة رئيس بونت لاند عبد الولي غاس لكسمايو؟

وصل الإثنين الماضي وفد رفيع المستوى برئاسة عبد الوالي غاس رئيس حكومة بونت لاند الصومالية الي مدينة كسمايو جنوب البلاد في زيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام اجرى خلالها لقاءات مع احمد اسلان مدوبي، رئيس جوبا لاند وعدد من مسؤولي الإدارة تم البحث فيها سبل تطوير العلاقات بين جوبا لاند وبونت لاند وتعزيز الأوصرالأخوية بين سكان الاقليمين وذلك بحسب مسؤولين في حكومة جوبا لاند.

 لكن الزيارة التي تأتي في اطار الحراك السياسي الذي يشهده البلاد في الأونة الأخيرة لا تخلو من رسائل عدة الي القوى السياسية في الصومال وخصوصا  حلفاء الرئيس حسن شيخ محمود الذين يضعون هذه الأيام كله ثقلهم للحيلولة دون انشاء تحالف سياسي عريض يشمل رؤساء الحكومات الإقليمية معارض لتوجتهاته الرئيس حول المسار السياسي في البلاد.

كما تعطي الزيارة دلالات تتعدى تقوية الراوبط الأخوية الي بناء تعاون استراتيجي طويل الأمد بين الإدارتين وتوحيد رؤيتهما السياسية تجاه التطورات السياسية في البلاد في ظل الاستعدادات الجارية لتنفيذ أهم مقررات رؤية عام ٢٠١٦ والمتمثلة في اعادة صياغة الدستور الفدرالي وتشكيل اللجانات الوطنية المستقلة .

وقعت الإدارتين خلال الزيارة على مذكرة تفاهم في عدد من المجالات التي تهم الجانبين أبرزها، التعاون في مجالات الأمن والسياسية والتجارة وتقديم بونت لاند كافة اشكال الدعم لجوبالاند ولا سيما في مجال اعادة بناء المؤسسات الحكومية.

ووفقا لبيان اصدره مكتب الرئيس عبدالولي غاس، اتفق الإدارتين على ان المرحلة التي يمر بها البلاد تتطلب الي توحيد رؤية الإدارتين حيال المسار السياسي وتطبيق رؤية عام ٢٠١٦ وتوسيع النظام الفيدرالي بالاضافة الي تعزيز التعاون بين الإدارتين في مجال الأمن ومحاربة حركة الشباب، متعهدة إدارة بونت لاند بفتح أكاديمياتها العسكرية أمام شرطة إدارة جوبا لاند.

وفي المجال الاقتصادي والإداري اعلن الجانبان اتفاقهما على تعزيز التعاون التجاري بين الإقليمين ورفع مستوى التبادل التجاري بينهما ومساهمة بونت لاند في جهود نظيرتها الرامية الي بناء مؤسساتها الإدارية وتقديم كافة اشكال الدعم لها في هذا الصدد. 

يرى كثير من المراقبين ان رؤية جوبا لاند وبونت لاند حول المسار السياسي في البلاد لم تكن في السنوات الأخيرة متطابقة وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقة مع الحكومة الإتحادية؛ لأن العلاقة بين الحكومة الاتحادية وبونت لاند متوترة، بل وصلت في بعض الأحيان الي حد القطيعة بينما ظلت جوبا لاند منذ اتفاق اديس ابابا عام ٢٠١٣ تحتفظ بعلاقة جيدة مع رئيس الجمهورية حسن شيخ والحكومة الاتحادية أوعلى الأقل تحاول الإبتعاد عن كل ما من شأنه ان يسبب الأذى للعلاقة بينهما. 

وهذا هو احد أهم الأسباب الرئيسية التي ادت الي تأخر زيارة عبد الولي غاس الي جوبا لاند والذي كان ينبغي ان يكون من أوائل الزائرين للاقليم بعد انشائه عام ٢٠١٣ نظرا للروابط العشائرية بين سكان الاقليمين، جوبا لاند وبونت لاند. 

وفي اشارة الي امتعاض جوبا لاند عن تأخير زيارة غاس اعرب احمد اسلان خلال لقاء جمعه مع عبد الولي غاس والوفد المرافق له عن استغربه بتأخر زيارة الأخير لكسمايو، مؤكدا على أهمية أوصر المحبة والأخوة التي تربط جوبا لاند مع بونت لاند ولافتا الي انه كان ينبغي حدوث هذا اللقاء قبل هذا التوقيت، بغية تشكيل رؤية سياسية موحدة تجاه كافة الملفات الصومالية العالقة . 

ومهما تكن الأهداف الحقيقية لزيارة رئيس حكومة بونت لاند عبد الولي غاس فان توقيتها واتفاق التعاون الاسترانيجي التي وقعتها إدارة بونت لاند مع جوبا لاند يثير عدة تساؤلات ملحة لا بد من الإجابة عنها، ابرزها: ما هو موقف حكومة جوبا لاند من الخلافات بين الحكومة الاتحادية وبونت لاند؟ وما موقفها من حكومة المناطق الوسطى المرتقبة اعلانها قريبا مع العلم ان بونت لاند  ليست راضية بالطريقة التي تدير الحكومة الاتحادية هذا الملف؟ وهل يعتزمان تشكيل جبهة معارضة تضم رؤساء الحكومات الإقليمية ؟ وهل هما راضيان عن طريقة ادارة الحكومة الإتحادية المساعدات الدولية للصومال؟

زر الذهاب إلى الأعلى