رغم مقتل زعيمها، “الشباب” ستكون أكثر خطرا من أي وقت مضى

نشرت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية مقالا تحليليا حول مقتل زعيم حركة الشباب أحمد غودني وتأثير ذلك على قدرات الحركة في مواصلة قاتلها ضد الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي في الصومال.

وألقى المقال الضوء على  إمكانية إنهيار حركة الشباب، وحدوث انشقاقات داخل الحركة. وما تأثير الأصوات الداعية الي إبقاء قتال الحركة داخل الصومال؟  وماهي العقبات التي تقف أمام بناء القوات الحكومية؟

 وفيما يلي نص المقال: 

في ١سبتمبر الجاري شنت طائرات أمريكية غارة على عربة كانت تمر بالقرب من مدينة براوة الساحلية جنوب الصومال. وقتل في تلك الغارة، زعيم حركة الشباب التي تقاتل ضد قوات الإتحاد الأفريقي وقوات الحكومة الصومالية وعددا من قياداتها البارزة من بينها،أجانب.

هذا القصف يشكل آخر سلسة أنتكاسات منيت بها الحركة التي كانت تسيطر في أوجه انتصاراتها عام ٢٠١٠ ، مساحات واسعة من جنوب ووسط الصومال.

حينما فقدت الحركة سيطرتها على العاصمة مقديشو ومناطق رئيسية أخرى في البلاد بدأ زعيم الشباب أحمد غوذني بتأسيس جهاز أمني يدعي “أمنيات” المسؤول عن تنفيذ الهجمات الانتخارية والقنابل التي توضع في جانبي الطريق والعمليات الإرهابية في القرن الأفريقي. وكان الهجوم على المركز التجاري وست غيت في نيروبي- قبل عام والذي أسفرعن مقتل أكثرمن ٦٧ شخصا، من أخطر العمليات النوعية التي نفذها هذا الجهاز الذي  يشكل قوات النخبة لحركة الشباب .

وبعد مبايعة غودني، أمير القاعدة عام  ٢٠١٢ قام بتصفية عدد من منافسيه داخل الحركة وتطهيرها من الذين يشكل تهديدا على سلطته، حيث أصبحت الحركة منذ ذلك الحين مرتبطة بشخصية غودني. 

لذلك تقول المجلة، فأستهداف غوني وتصفيتة، تشكل صدمة كبيرة وتبشر بمرحلة من عدم الإستقرار داخل الحركة في ظل وجود قيادات عليا تختلف فكريا عن بعضها البعض. 

وفي ٦سبتمبرالجاري جددت حركة الشباب بيعتها للقاعدة ونصبت أحمد عمر  أبو عبيدة الذي كان مستشارا خاصا لغودني،  أميرا لها . 

ويتحدث مسؤولون من الاستخبارات ان أبو عبيدة، الأميرالجديد للحركة كان له دورا فعالا في إنشاء جهاز “الأمنيات” ومساعي غودني لتطهير الحركة.

ليس واضحا بعد ما إذا سيستمر أبو عبيدة على إدارة الحركة بالنظام المركزي مثل غودني في وقت تظهر أصوات تتسائل عما إذا ستكون حربها ضد الحكومة منحصرة على داخل الصومال أم أنها ستبقى تتواصل مع القاعدة أو داعش و المجموعات الجهادية الأخرى في العالم . 

عززت حركة الشباب من قبل علاقاتها مع القاعدة في اليمن وداعش والمجموعات الجهادية التي تقاتل في كينيا. هذه الفصائل يمكن أن تتنافس على القيادة من خلال تنفيذ كل طرف هجمات أكثر شراسة وأكبر خطورة من الطرف الآخر، ليثبت  كل طرف وجوده وقدرته على القيادة في هذه المرحلة . 

بعد يومين فقط من مقتل زعيم الشباب، غوذني شن مقاتلو الحركة هجومين انتحاريين ضد قافلتين عسكريتين تابعتين للقوات الأفريقية والحكومة في الطريق بين مقديشو وأفجوي ما أدي الي مقتل ١١ شخصا.

في هذا السياق، فحركة الشباب لاتزال قادرة على الحصول على ملاييين الدولارات من عائدات صادرات الفحم النباتي الي الخليح العربي عبر البحر، كما تصل اليها تباعا أسلحة ثقيلة ومتفجرات من اليمن عبر خليج عدن، وان القوات البحرية الدولية حاولت الحصول على مزيد من الصلاحيات لحماية سواحل الصومال من مرور الفحم النتاتي غير الشرعية الي الخارج ونقل الأسلحة الي حركة الشباب، لكن تلك الخطة تعثرت بسبب خلافات داخل مجلس الأمن الدولي. 

كما إن الفساد في الحكومة الصومالية لا يزال يعرقل عمل القوات المسلحة الصومالية التي حصلت على كميات من الأسلحة والتي وجدت بعضها في طريقها الي الشباب.

كان آخر قائد بارز من الشباب قتل في هجوم جوي، سهل إسكطوق أحد قيادات جهاز الامنيات. قتل في ٢٤ من شهر يناير الماضي في غارة جوية أمريكية، لكن حتى  الآن يحافظ الاسلاميون قدرتهم على مواصلة القتال .

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى