ذوي الاحتياجات الخاصة في الصومال بين الواقع والأمل

مقدمة

indhoole2 تعتبر فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الشريحة الأكثر تهميشا في المجتمع الصومالي ، وتعاني مختلف صور التمييز السلبي وخاصة الاستبعاد من كافة  الحقوق والواجبات، وتعد الإناث أكثر فئات ذوي الاحتياجات الخاصة  تعرضا للإهمال و التجاهل بصورة خاصة في المجتمع الصومالي، حيث يعانون كثير ا من المشاكل كأمثالهم في بقية أنحاء العالم، غير أن الظروف القاسية التي يعيشها هذا البلد تجعلهم يواجهون تحديات تفوق الخيال. لا الدولة تهتم بهم والجمعيات الاهلية ترعاهم، قلية هي المنظمات المحلية التي تهتم بشئونهم.

ويعاني الكثير منهم  في الصومال بكثير من المشكلات، ويعيشون تحت خط الفقر، ولا يتوفر للكثير منهم مصادر دخل مناسبة تمكنهم من العيش بحياة كريمة.

معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة ومطالبهم لا تتجاوز الحياة الكريمة، من علاج ومسكن وبنية تحتية صديقة لهم ووسيلة نقل وعمل يكفل لهم قوتهم وقوت عيالهم ويحتاجون  الى اهتمام على صعيد الرعاية الصحية والتعليم والتأهيل ليكونوا جزءا من مجتمعهم دون حواجز وبلا احساس بالنقص، لكن هذا الأمر يبدو صعب التحقق في بلد مزقته الحروب الاهلية أكثر من عشرون عاما، ولا زال البلد الى الآن يضيف عددا في رصيد ذوي الاحتياجات الخاصة، ويزيد عددهم يوميا وخاصة فئة المعوقين حركيا، بدلا من أن يقدمهم خدمات إجتماعية وتعليمية وتأهيلية.

فالحروب الاهلية التي هي مايمة ميتمة لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر، تنال من لم يكن له فيها جناية، وربما سلم منها الجاني، والتي لاتزال رواسبها موجودة إلى الآن في بعض الأقاليم،  والخاصة الاقاليم الخاضعة تحت سيطرة الحكومة المركزية كاقليم شبيلى السفلى، وكذلك الانفجارات شبه اليومية في العاصمة وما حولها، فإنها تحصد عشرات الأطراف البدنية يوميا، فتبتر رجل أو يد مسكين عابري سبيل، وتخلع عين تلك وتبتر ساق أخرى مسكينة تجري وراء لقمة عيش لأولادها.

مبادئ حماية ذوي الإحتياجات الخاصة في القانون الدولي

الحريات األساسية والحقوق األساسية

1. يتمتع جميع الأشخاص بحق الحصول علي أفضل ما هو متاح من رعاية الصحة العقلية التي تشكل جزءا من نظام الرعاية الصحية والاجتماعية.

2. يعامل جميع الأشخاص المصابين بمرض عقلي أو الذين يعالجون بهذه الصفة معاملة إنسانية مع احترام ما للإنسان من كرامة أصيلة.

3. لجميع الأشخاص المصابين بمرض عقلي أو الذين يعالجون بهذه الصفة الحق في الحماية من الاستغلال الاقتصادي والجنسي وغيرهما من أشكال الاستغلال، ومن الإيذاء الجسدي أو غير الجسدي أو المعاملة المهينة.

4. لا يجوز أن يكون هناك أي تمييز بدعوى المرض العقلي. ويعني “التمييز” أي تفريق أو استبعاد أو تفضيل يؤدي إلي إبطال أو إضعاف المساواة في التمتع بالحقوق. ولا تعتبر التدابير الخاصة التي تتخذ لمجرد حماية حقوق الأشخاص المصابين بمرض عقلي، أو ضمان النهوض بهم تمييزا. ولا يشمل التمييز أي تفريق، أو استبعاد أو تفضيل يجري وفقا لأحكام هذه المبادئ ويكون ضروريا لحماية ما لشخص مصاب بمرض عقلي أو لأفراد آخرين من حقوق الإنسان.

5. لكل شخص مصاب بمرض عقلي الحق في ممارسة جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعترف بها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وفي الصكوك الأخرى ذات الصلة مثل الإعلان الخاص بحقوق المعوقين ومجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاعتقال أو السجن.

6. أي قرار يتخذ، بسبب إصابة شخص بمرض عقلي، بأن هذا الشخص عديم الأهلية القانونية، وأي قرار يتخذ، نتيجة لعدم الأهلية، بتعيين ممثل شخصي، لا يجوز اتخاذه إلا بعد محاكمة عادلة تجريها محكمة مستقلة ونزيهة، منشأة بموجب القانون المحلي. ويحق للشخص الذي تكون أهليته موضع النظر أن يمثله محام. وإذا لم يحصل الشخص الذي تكون أهليته موضع النظر علي هذا التمثيل بنفسه، وجب أن يوفر له هذا التمثيل دون أن يدفع أجرا عنه طالما لم تكن تتوفر له الإمكانيات الكافية للدفع. ولا يجوز أن يمثل المحامي في نفس الدعوى مصحة للأمراض العقلية أو العاملين فيها، ولا يجوز أيضا أن يمثل أحد أفراد أسرة الشخص الذي تكون أهليته موضع النظر، ما لم تقتنع المحكمة بانعدام التعارض في المصلحة. ويجب أن يعاد النظر في القرارات المتعلقة بالأهلية وبالحاجة إلي ممثل شخصي علي فترات متفرقة معقولة يحددها القانون المحلي. ويحق للشخص الذي تكون أهليته موضع النظر، ولممثله الشخصي،indhoole إن وجد، ولأي شخص آخر معني أن يستأنف أي قرار من هذا القبيل أمام محكمة أعلي.

7. عندما تتبين محكمة أو هيئة قضائية مختصة أخري أن الشخص المصاب بمرض عقلي عاجز عن إدارة شؤونه، تتخذ التدابير، في حدود ما يلزم ويناسب حالة ذلك الشخص، لضمان حماية مصالحه.

 الدستور الصومالي ( المادة ٢٧)indhoole1

أن الظروف القاسية التي يعيشها هذا البلد تجعل  المعاقين الصوماليين  يواجهون تحديات تفوق الخيال، وحقوقهم شبه معدومة، وأما فيما يتعلق من ناحية سن الأنظمة وما يخصهم من تشريعات ومتابعة الأنظمة التي تشمل على حقوقهم ، فقال النائب السابق والقانوني، دكتور حسين عبدعلمي، ان الدستور الصومال قد أعطى ذوى الاحتياجات الخاصة، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كماتنص عليه المادة 27 من الدسور الحالى،  لهم (الحق فى مستوى  معيشة ملائم، بما فى ذلك الغذاء والماء والمسكن والصحة  والتعليم ). وهذه الحقوق  المذكورة  فى هذه المادة تشير مسئولية الدولة فى حماية حق كل مواطن صومالى، مع العلم بأن الصومال لم يوقع بعد البرتوكولات الخاصة بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يعد ضمنيا بعدم الاعتراف بحقوقهم.

أهم مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع

المشكلات التي يواجهها ذوي الاحتياجات الخاصة متعددة في نوعيتها وحدتها من شخص إلى آخر حسب فردية الإعاقة، وفردية الحاله نفسها وبيئتها ومجتمعها، لكنهم بصفة عامة يعانون من المشاكل التالية:

اولا: المشكلات النفسية

يعاني ذوي الاحتياجات الخاصة من العديد من الآثار النفسية أهمها التالي:

-1 الشعور بالنقص والاحساس بالدونية.

-2 الانطوائية لما لها من آثار سيئة على التكيف والتوافق.

-3 العجز الخلقي وأثره على شخصية المصاب بالشلل.

-4 عدم القدرة على الاعتماد على النفس، والإتكالية، وعدم القدرة على القيادة والرغبة الدائمة في الاعتماد على الآخرين،جميعها لها علاقة بسوء التكيف.

-5 ضعف الشعور بالانتماء مما يجعل المعوق في حالة عدم توافق مع المجتمع.curyaan

-6 عدم الشعور بالأمن والخوف من المستقبل.

-7 صعوبة تكوين علاقات بالآخرين وتجنب المحيطين لإنعدام الثقة بالنفس والتي تجعل المعاق يشعر بأنه أقل مرتبة من الاشخاص العادين.

8- الشعور بالتوتر الداخلي والتعاسة وعدم الاتزان الانفعالي نتيجة سيطرة الإعاقة عليه.

ثانيا: المشكلات الإجتماعية

وهذه المشكلات لا تقل أهمية عن المشكلات النفسية، وهي مرتبطة ومتداخلة ومتفاعلة

معها:

أ- مشكلات ضعف أو تفكك شبكة العلاقات الإجتماعية

إن للعلاقات الإجتماعية أهمية خاصة، حيث تساعد على تدعيم ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئتة الأسرية والمجتمعية، وهي التي تهيئ له الجو الهادئ والشعور بالأمن الذي يساعد ذوو الاحتياجات الخاصة على الشعور بالثقة بالنفس والثقة في العالم الذي يتفاعل معه، فإذا ضعفت علاقات المعوق مع الناس الذين يتعاطون معه فإنها تؤثر في كيانه وفي شخصيته، وخاصة علاقته بأسرته. وإذا ما ضعفت علاقاته بمحيطه فإنه يفقد أمنه العائلي ويختفي شعورة بالإنتماء، مما يشعره بالحرمان من المحبة والتعاطف والهدوء والثبات والاستقرار، وإذا ما تمزقت شبكة العلاقات بين المعوق ومن يتعامل معه ترتب عليه عدم تقبله له أو السخرية منه أو معايرته بعاهته أو عجزه، فسيكون ذلك مردودا بسلوك عدواني تعويضي سلبي ومبالغ فيه، وهذا الشعور يدفعه إلى الإنطواء أو السلبية أو الخجل، وتنتابه الحساسية الشديدة الثائرة والناقمة على كل من حوله وكل ذلك يجعل منه شخصية لا إجتماعية، هكذا، فإن إنهيار شبكة العلاقات ستجعل المعاق عاجزًا عن التوافق مع نفسه أو التكيف مع مجتمعه ولن يتحقق التوافق النفسي الإجتماعي للمعوق، إلا إذا توفرت له شبكة قوية من العلاقات الإجتماعية والإنفعالية مع بيئته الأسرية والمجتمعية، لذلك يحتاج إلى العديد من الخدمات المختلفة.curyaan1

ب  . مشكلات عدم الإنتماء

شعور المعاق بالإنتماء إلى الجماعات التي يتفاعل معها في حياته اليومية من حاجاته النفسية والإجتماعية مثل إنتمائه لجماعة الأسرة وأفرادها وما تحققه من دفء عاطفي و أمن إجتماعي أو انتمائه إلى جماعة الأصدقاء تشبع له الحاجة إلى تقبل الجماعة وتساعده على إشباع حاجاته لتكوين علاقات اجتماعية مع اصدقائه، وكذلك الحاجة للإنتماء إلى الجماعة المهنية التي تحقق له الأمن المادي والاعتماد على النفس والثقة بها، وتعتبر العلاقات الودية مهمة في حياة المعاق لأنها تخفف من قلقه ومخأوفه وتدعم ذاته، وتحقق له أمنه المادي والاجتماعي والنفسي.

ث . المشكلات الاجتماعية

يعاني المعوقون العديد من المشكلات الاجتماعية، وتتمثل في غالبيتها بأنها إجحاف بحق ذوي الاحتياجات الخاصة، وإشعارهم بأنهم عبء على غيرهم في توفير متطلبات الحياة اليومية كافةٍ إبتداءً من تنقلاتهم المنزلية الداخلية وإنتهاء بتحركهم في البيئة المحيطة بمجتمعهم. ويمكن توضيح هذة المشكلات كما يلي:

− المشكلات الأسرية

إن إعاقة الفرد تشكل إعاقة لأسرته حيث أن الأسرة بناء اجتماعي يخضع لقاعدة التوازن وسلوك المعاق في الغضب أو القلق أو الاكتئاب تقابل من قبل المحيطين به بسلوك مسرف بالشعور بالذنب والحيرة، مما يقلل من توازن الأسرة وتماسكها، وهذا يتوقف على مستوى تعلم لوالدين وثقافتهما، ومدى الالتزام الديني بين أفراد الأسرة.

-مشكلات العمل

تؤدي الإعاقة إلى ترك المعوق لعمله أو تغيير دوره إلى ما يتناسب مع وضعه الجديد ، فضلا عن المشكلات التي ستترتب على الإعاقة في علاقاته برؤسائه وزملائه ومشكلات أمنه وسلامته.

− مشكلات الأصدقاء

تحتل جماعة الرفقاء والأصدقاء أهمية قصوى في حيات المعوق وشعوره بعدم النِّدية مع الآخرين، وهذا قد يؤدي إلى الإنعزال.curyaan4

− المشكلة الاقتصادية

وتظهر على سبيل المثال لا الحصر، من خلال تحمل الكثير من نفقات العلاج وبخاصة إذا كان المعاق يعاني من أمراض مزمنة أو يحتاج علاجًا باهظًا إضافة إلى إنقطاع الدّخل أو إنخفاضة، ويكون الأمر في غاية الصعوبة إذا كان ذوي الاحتياج الخاص المعيل الوحيد للأسرة لأن الإعاقة تؤثر في الأدوار التي يقوم بها.

  التأهيل في إطار المجتمع المحليcuryaan3

التأهيل هو استعادة الشخص المعوق جزءًا من كيانه للإفادة من قدراته الجسمية والعقلية والمهنية بطريقة اقتصادية وبقدر المستطاع، وهو العملية المتسقة التي تهدف إلى أن يستعيد ويطور الشخص المعوق جسميًا أو عقليا أكبر قدر ممكن من القدرة على العمل وقضاء حياة مفيدة اجتماعيًا وشخصيًا، وهو أيضا تلك العملية المنظمة والمستمرة التي تهدف إلى ايصال الفرد المعوق إلى أعلى درجة ممكنة من النواحي الطبية والاجتماعية والنفسية والتربوية والمهنية والاقتصادية التي يستطيع الوصول إليها

يعدُّ التأهيل في إطار المجتمع المحلي استراتيجية للتنمية الاجتماعية يهدف إلى تفعيل الطاقات على صعيد المجتمع لإحداث تغيير في معارف الناس ونظرتهم وسلوكهم، ولتمكين أفراد المجتمع من التعرف إلى الإعاقة بجوانبها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية .

وهكذا فإن برنامج التأهيل الذي يعتمد على المجتمع يمكن اعتباره برنامجا للتنمية الإجتماعية يصل قطاعات المجتمع كافة. ومن حيث الجوهر فإن برنامج التأهيل الذي يعتمد على المجتمع لا يهدف إلى تقديم المساعدة أو الخدمات لذوي الإعاقات، وإنما يهدف إلى إعطاء المجتمع بما فيهم ذوي الإعاقات الفرصة للمشاركة في اتخإذ القرارات المتعلقة بهم، وبما يعود عليهم من نفع من خلال التفهم العميق لاحتياجات المجتمع وتحديد هذه الاحتياجات على أساس علمي. 

المؤسسات المحلية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة في الصومال

مؤخرا قام بعض  المثقفين الصومالين  بفتح مركز خا صة لهذ.ه الفئة لتخفيف من وطأة المعاناة عنهم

ومن أمثلة هذه المراكز:

1- مركز الصومال لتمكين المرأة 

تأسس المركز بتاريخ  1/8/2011م. في مقديشو.

على الرغم من امكانياته الضعيفة  فإن المستفيدين  الذين تمكنوا من الحصول على خدمات المركز المتمثلة في التعليم وتوفير وجبة غذاء بتمويل من مؤسسة تركية ، فإنهم يشعرون بالسعادة، ففرصة تعلم القراءة والكتابة بطريقة “براي” غير متاحة في كل مكان في الصومال. ويقدم المركز خمدماته في شقق صغيرة تم استئجارها بفضل تبرعات المحسنين الصوماليين في العاصمة.maamulada

“(أدرس كل شيء في هذا المركز وأشعر بسعادة بالغة) هكذا وصفت خذيجة  علي (13 عاما) إحساسها وهي تتعلم في المركز، وأضافت وهي تكتب بعض المفردات من اللغة الصومالية بطريقة براي “إن المركز يساعدنا على كيفية التفاعل مع المجتمع كوننا مكفوفين”. وتروي  خذيجة كيف كانت حياتها قبل الانضمام إلى المركز قائلة “كان الأطفال في قريتي يهينونني بسبب إعاقتي، ولم أكن لأتصور أنني سأدرس يوما. أمنيتي أن أتمكن بدوري في مساعدة المكفوفين في المستقبل”.

ومن المستفيدين من المركز أيضا، أدم محمد  البالغ من العمر عشرة سنوات والذي بات قادرا، بفضل ما تعلمه في المركز، علي التنقل داخل بيته دون الحاجة إلى المساعدة. ويقول آدم “كنت أحلم بهذه الفرصة لأتمكن من التعليم والتحصيل”. وعن الظروف التي فقد فيها بصره يقول أدم “فقدت البصروانا في عمر سنتين عندما أصبت بمرض الحصبة، لأنني للأسف لم أحصل علي رعاية صحية”. وهو يأمل أن يواصل مشواره الدراسي إلى أعلى المستويات الممكنة.

 أما مودي عبدوا الذي لا يتجاوزعمره ثمانية سنوات، فقصته لوحدها تختزل تاريخ الصومال بكل مآسيه، ويقول بهذا الصدد “أصبت برصاصة أثناء مواجهات في حيينا فقدت على إثرها النظر. وأنا سعيد لتواجدي في هذا المركز وحالي جيد الحمدلله)

والمركز يحصل دعمه من  بعض التجار المحليين والجالية الصومالية في الخارج  كما أوضحت لنا ذلك مديرة المركز صفية محمود  قائلة “نحصل على الدعم من المحسنين في الصومال أحيانا كما أن منظمة أتيك التابعة للهلال الأحمر التركي تقدمنا وجبة غذاء جاهزة مرة واحدة في اليوم، ولكن هذا غير كاف، لأن المكفوفين في حاجة إلى مساعدات أكبر”. وتشير صفية إلى “أنهم يتحملون أعباء كبيرة بسبب غياب المنظمات الدولية أو عجزها عن مساعدة هؤلاء المعاقين”. واستطردت بهذا الصدد قائلة ” كان لدينا  بعض الوعود من الحكومة الفدرالية الصومالية للحصول علي دعم مالي ومعنوي أ لا أن وزارة الشئون الاجتماعية الحالية، خيبت آمالنا أوضحت لنا بأنها لاتستطيع أن تقدم لهؤلاء شيئا ونحن ندعو كل من يستطيع مساعدتنا إلى مد يد العون إلى إخوانهم في الصومال وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة”. وأضافت المديرة أن الطاقة الاستيعابية للمركز لا تتجاوز 350 نفر، وقامو بإحصائيات غير دقيقة عن ذوي  الإحتيا جات الخاصة في مقديشوا وضواحيها ، وتمكنو من تسجيل 1800 معاق، وهناك حا جة شديدة  وظروف صعبة  لدي هؤلاء المعاقين ولم تسمح لهم الظروف  في إيجاد مكان في المركز المتواضع. وهم يعيشون حياة صعبة في شوارع المدينة المدمرة، ويعانون من التهميش الكامل. ” وتقول المديرة أيضا( هؤلاء حياتهم صعبة لأنهم معاقون وليست لديهم فرص تعليم ولا أي شيء آخر، وبعض الناس يساعدونهم وآخرون يقومون بتهميشهم.

 2- مؤسسة جرعات من الامل في هرجيسا:

هي مؤسسة محلية  تعليمية  تهتم إحدى فئات ذوي الإحتياجات الخاصة وهي فئة المكفوفين بمدينة هرجيسا وضواحيها، وتقدم لهم التعليم المجاني، وأنشطتها محصورة في التعليم وتم تأسيسها عام 2006م،  ويدرس بها حوالي 45 طالبا من الفئة المذكورة أعلاه، منهم 31 ذكورا، و 14 إناثا، ويعمل في المؤسسة عدد خمسة مدرسين، منهم 4 معلمين، ومعلمة، وعدد تسعة موظفين، ثلاثة إداريين وحارس واحد، وعامل نظافة، ومساعد، وسائقين إثنين، والمؤسسة بحاجة إلى مصاحف بلغة برايل مخصصة لهذه الفئة، مع كتب لتعلم العربية.

3- معهد البصر للمكفوفين في جرووي

 تأسس في يناير 2008 في منطقة جروي في ولاية بونتلاند، وبه حاليا 38 طالبا طالبة من المكفوفين،  وهو معهد مبتكروفريد من نوعه، يكرس جهوده لمساعدة الناس ضعاف البصر والمكفوفين، ويقدم المعهد تدريبات عملية وتوجيهات ذات قيمة عالية في إدارة المنزل، والطبخ، وأجهزة الكمبيوتر، نقل آمن وغيرها. كما يقدم مجموعة واسعة من الأنشطة الحرة، والتطبيقات داخل الفصل والتي تهدف إلى الأطفال والكبار ذوي الرؤية المحدودة.      

ويعاني المعهد من قلة وشح وسائل التعليم الخاصة بالمكفوفين، ويواجه المعهد مشكلة في التمويل لتسيير أعماله ؛ وذلك لمحدودية الدعم الذي يتلقاه المعهد من الجهات المانحة، يحتاج المعهد $6000 شهريا لتغطية نفقاته ، ويحتاج المركز إلى التوسيع ليلبي حاجات الطلاب المتزايدة من فصول وسكن وغيره من المرافق المطلوبة.

 4- مظلة ذوي الاحتياجات في اقليم جوبا.

تأسست في أقاليم جوبا الوسطى وجوبا السفلى مظلة لذوي الاحتياجات الخاصة في هذين الاقليمين وذلك في عام 2011، ويبلغ أعضاؤها حوالي 2155 عضو من ذوي الفئات الخاصة ، منهم 1051 من مبتوري الارجل ، و 650 من مبتوري الايدي، و 400 أصم، و55 مشول.

المراجع

– إبراهيم، محمد سعيد (2001) مشكلات الطلبة المكفوفين في الجامعات الأردنية ، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان

– أبو فخر، غسان (2000) المعوقين حسيا والصعوبات المرافقة لإعاقتهم، مجلة الشئون الاجتماعية، ع 67، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة،

– إدارة المكفوفين بالمديرية العامة برامج التعليم الخاص (1985) تجربة المملكة العربية السعودية في مجال تربية وتعليم المكفوفين، وزارة المعارف، الرياض، المملكة العربية السعودية.

– الترامسي، سعيد محمد (2001) 0 الفئات الخاصة : خصائصها وأساليب رعايتها إجتماعياً وتربوياً ، ط2، مطبوعات كلية التربية، جامعة الأزهر، القاهرة .

– الحديدي، منى (1998) ، الإعاقة البصرية، دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، عمان

– الحديدي، منى (2003) الطلبة ذو الحاجات الخاصة في الجامعة ، ورقة عمل مقدمة لمؤتمر الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعات الأردنية ،  

– حنفي، على عبد النبي (2002) مشكلات المعاقين سمعيا كما يدركها معلمو المرحلة الابتدائية في ضوء بعض المتغيرات، مجلة كلية التربية، جامعة بنها، العدد (20) .

 

د/عبدالوهاب على مؤمن

باحث متخصص في علم الاجتماع info@Mogadishucenter.com
زر الذهاب إلى الأعلى