المفاوضات بين الصومال وصوماليلاند .. متطلبات المرحلة وملامح المستقبل

استضافت جمهورية جيبوتي الشقيقة يومي الـ 28 والـ 29/ديسمبر_كانون الأول/2023م، محادثات تمهيدية بين الحكومة الفيدرالية الصومالية وإدارة صوماليلاند الانفصالية، وذلك بحضور كلّ من السيد حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، والسيد موسى بيحي عبده، رئيس صوماليلاند، وبرعاية من السيد إسماعيل عمر جيللي، رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة.

وأصدر الاجتماع بيانا ختاميا، تم فيه ذكر مخرجاته الشاملة للبنود المتفق عليها بين الجانبين والتي من أهمها:

  1. استئناف المفاوضات السياسية بين الطرفين والمركّزة على القضايا المصيرية.
  2. وضع خارطة طريق لنقاش القضايا المصيرية وتعيين اللجان الفنية المسهّلة لذلك.
  3. التعاون الكامل بين الطرفين في المجالات الأمنية ومكافحة الجريمة المنظمة من خلال التّواصل الكامل مع الجهات المسؤولة.
  4. تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين منذ 2012 وحتى 2020م.

وقد رحّبت السفارة البريطانية في الصومال بهذه الخطوة الحيوية تجاه المصالحة حسبما جاء في تغريدة لها على حسابها في تويتر قائلة: “نرحب بالبيان المتفق عليه عقب المحادثات المهمة في جيبوتي بين كل من السيد حسن شيخ محمود رئيس الصومال، والسيد موسى بيحي، رئيس صوماليلاند، وهي خطوة حيوية نحو المصالحة”.

إنّ بنود الاتّفاقية الأخيرة، على الرّغم من أنها ليست الاتفاقية الأولى بين الجانبين، إلا أنها تشمل بنودا حساسة قد تحدد ملامح العلاقات بين الطرفين، ذلك أن الاتفاق نصّ على ضرورة تباحث الطرفين في القضايا المصيرية التي تعني الوحدة أو الانفصال، وهو الهدف الرئيسي والمغزى الحقيقي من هذه المفاوضات.

ومن الصعب توصّل الطرفين إلى اتفاق نهائي لهذه القضية بشكل يسير، ذلك أن إدارة صوماليلاند تؤمن بحتمية انفصالها واستقلالها عن الصومال الأم، بينما الحكومة الفيدرالية الصومالية ترى أنه لا بديل عن الوحدة بين الطرفين مهما كانت الظروف، مما قد يؤدّي إلى تمديد المحادثات إلى آجال غير معلومة.

وكانت صوماليلاند قد صرّحت في سبتمبر_أيلول الماضي/2023م، بأنها لن تساوم مع الصومال قضية الانفصال والاستقلال، وإنما تبحث معها في المحادثات المُقبلة طرق تحقيق ذلك، وذلك عقب إعلان الرئيس الأوغندي يويري موسفني أهمية الوحدة بين الجانبين واستعداده للعب دور الوسيط في هذه القضية.

 بدوره، أكّد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في أكثر من مرّة بأن حكومته لن تتنازل عن الوحدة مع المحافظات الشمالية بالبلاد (صوماليلاند)، مهما كان الثمن.

إنّ استئناف المحادثات بين الطرفين من جديد هو إنجاز بحدّ ذاته، وهو أمر تهتم به القوى الإقليمية والدّولية، ذلك أن هناك مصالح إقليمية ودولية في المنطقة لا يمكن تحقيقها بسهولة من دون الاتفاق بين مقديشو وهرغيسا على حدّ سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى