قرار سحب القوات الأمريكية من الصومال وتأثيره على عملية السلام

أبلغ الرئيس دونالد ترامب كبار مستشاريه رغبته في سحب القوات الأمريكية من الصومال في إطار الوفاء بوعوده الانتخابية لعام 2016م.

ونشر موقع بلومبريغ تقريرا مفصّلا عن الوجود الأمريكي في الصومال وطبيعة القوات الأمريكية هناك وعلاقتها مع القوات الصومالية ومع قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم).

وذكر الموقع أن عدد القوات الأمريكية الموجودة في الصومال يتراوح ما بين 650 إلى 800 جندي أمريكي بما فيها القوات الخاصة الأمريكية التي تقدّم دعما تدريبيا للجيش الصومالي.

وأشار الموقع إلى أن جميع هذه القوات الأمريكية تم إرسالها إلى الصومال في منتصف 2017م، أي خلال رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحّدة الأمريكية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار الدهشة والحيرة عندما غرّد الأسبوع الماضي على حسابه في تويتر تغريدة تتحدّث عن أهمية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول مناسبات الكريسمس لهذا العام 2020م.

وفي مقابلة له مع فوكس بيزنيس قال الرئيس ترامب: “في كلّ هذه المواقع المختلفة كنا نخوض حروبا في بلاد لم يسمع عنها أحد قبل! وهذا ما يؤلمنا – لأنك تستنزف مقدرات جيشك-، وبدلا من ذلك كان علينا أن نكون مستعدين دائما لمواجهة بلدان مثل الصين وروسيا وأمثالهما!“.

وفي ردّه على قرار سحب القوات الأمريكية ذكر الرئيس فرماجو في مقابلة هاتفية أنّه يودّ بقاء القوات الأمريكية في بلاده، مضيفا أنه يعتقد أن بلاده وبالتعاون مع الولايات المتحدة على مشارف سحق حركة الشباب المتمرّدة.

وتابع الرئيس فرماجو كلامه قائلا: “نشعر بالامتنان لما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في بلادنا ونقدّر ذلك أيما تقدير، كما نودّ بقاء القوات الأمريكية حتى إنجاز المهمة بنسبة 100%“.

ويرى خبراء أمنيون وعسكريون في الصومال أن انسحاب الجيش الأمريكي من الصومال لا تؤثر في جهود إعادة السلام إلى البلاد لأسباب منها أوّلا: أن عدد القوات الأمريكية في الصومال ضئيل جدا مقارنة مع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي التي يصل عددها إلى الآلاف والموجودة في الصومال، ثانيا: أن قصر فترة وجود القوات الأمريكية ومحدودية مهامها لا يؤثر على سير عمليات حفظ السلام في الصومال، ثالثا: أن القوات الأمريكية تخلّف وراءها الآلاف من القوات الصومالية التي درّبتها وأعدتها لهذه المهمة، بالإضافة إلى ذلك استمرار الغارات الجوية التي تشنها قوات الأفريكوم على قواعد عسكرية ومراكز تابعة لحركة الشباب ولتنظيم داعش فرع الصومال في كل من بونتلاند شرقي الصومال والمناطق الوسطى والجنوبية للبلاد.

غير أن توقيت عملية سحب القوات قد تحدث اضطرابات محدودة إذ إن البلاد مقبلة على خوض انتخابات رئاسية وتشريعية تتطلب مزيدا من الإجراءات الأمنية لإنجازها في جوّ آمن ومستقر، وكما يبدو فإن القدرة الأمنية والعسكرية للقوات الصومالية غير كافية لتغطية المهام الأمنية التي تتطلبها الانتخابات القادمة وفقا لتحليلات خبراء أمنيين في البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى