الصحافة في الصومال: جريمة أم مهنة؟

اعتقلت السلطات الأمنية في مقديشو قبل يومين الصحفي عبدالله كلميي عدو أحد أشهر الصحفيين العاملين في المحطات الإذاعية بمقديشو.

وكانت عناصر تابعة لأجهزة الاستخبارات الصومالية قد اقتادت ليلة السبت الماضية الصحفي عبدالله كلميي عدو الّذي يشتغل في إذاعة كلميي بمقديشو من منزله في مقديشو.

وجاء اعتقال الصحفي عبدالله كلميي بعد يوم من اعتقال رجل الأعمال الشهير حاج أبوبكر عمر عدان الّذي أجراه الصحفي معه مقابلة عامة حول الأوضاع في الصومال.

FB_IMG_1602910831886

ووفقا لما نشرته شبكة “هنولاتو HANOOLAATO الإعلامية” فإن عملية اعتقال الصحفي جاءت نتيجة للحوار الّذي أجراه مع رجل الأعمال أبوبكر عمر عدان، لما تضمن هذا الحوار من مواضيع مثيرة قد تسبب حالة من الاضطرابات الأمنية والسياسية حسب إفادة قادة الاستخبارات الصومالية للشبكة.

وكان رجل الأعمال أبوبكر عمر عدان قد ذكر في حواره مع الصحفي المعتقل عدّة قضايا أساسية وحساسة منها: عدم اعترافه لنظام الحكم الفيدرالي ونظام المحاصصة القبلية المعروف بـ (4,5) المتبعان في الصومال، وأشار إلى أن الصومال تدار من قبل مبعوثي المجتمع الدولي المتمركزين في معسكر حلني بمقديشو، وقوات بعثة الأميصوم في الصومال، كما ألمح في حديثه إلى اقتناعه ببعض أفكار حركة الشباب مع نقاشاته مع الحركة في بعض ممارساتها الخاطئة.

هذا، وتتوالى دعوات الساسة ومنظمات المجتمع المدني المطالبة بإطلاق سراح الصحفي عبدالله كلميي عدو والسماح له من جديد بممارسة عمله، ومن بين من طالب بالإفراج عن الصحفي عبدالله كلميي السياسي عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي زعيم حزب ودجر المعارض الّذي قال في منشور على صفحته في الفيس بوك: “نطالب قادة الحكومة الفيدرالية بإطلاق سراح الصحفي عبدالله كلميي المحتجز ظلما في مقديشو “، وتابع السيد ورسمي منشوره قائلا: “إن الاستغلال السيء للسلطة هو نوع من أنواع الانتهاكات التي تسببت في انهيار مؤسسات دولتنا، وهي أيضا أحد أهم الأسباب التي تمنعنا من النهوض من جديد”.

أما السياسي طاهر محمود غيللي زعيم حزب دن قرن فقد طالب الحكومة الصومالية بالإفراج العاجل عن الصحفي المعتقل، وحثّ في الوقت نفسه الحكومة على تغيير نهجها المتمثل في مداهمة المنازل ليلا واقتياد ساكنيها تحت التهديد وترويع أهله، لكون هذا التصرّف من تصرّفات حركات التمرد ولا يمت بصلة بتصرفات الأنظمة والحكومات الشرعية!

هذا ويذكر أن الصومال من أسوأ مناطق العالم انتهاكا لحرية الصحافة والتعبير، كما جاء في التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2020م، إذ حلّت الصومال المرتبة 163 من أصل 180 دولة شملها التصنيف! مما يدل على تدني مستويات حرية الصحافة فيها.

وجاء في تقرير أصدره اتحاد الصحفيين الصوماليين في مايو 2020م، أنه في الفترة ما بين مايو 2019 – مايو 2020م قتل في الصومال 4 صحفيين، واعتُقل 64، وأصيب 7 بجروح، وتعرض 47 آخرين لسوء معاملة ومضايقات إعلامية، كما تم إغلاق 5 محطّات إعلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى