الخلافات السياسية تعرقل مسيرة انتخابات هيرشبيلي

تستعدّ ولاية هيرشبيلي هذه الأيام لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية للولاية، غير أن الخلافات السياسية تسير جنبا إلى جنب مع إجراءات الاستعداد لها.

وتحتلف أسباب الخلاف القائم حاليا حول الانتخابات من خلافات فنية تتمثل في النظام المتبع لإجراء الانتخابات، إذ إن الجدول الزمني الّذي أصدرته اللجنة الفنية لتعيين أعضاء البرلمان الجديد قوبل بالرفض لافتقار اللجنة إلى اكتمال تكونها وانضمام أعضاء نسوية إليها.

كما أن الخلاف يدور حول أحقية الترشح لمنصب رئيس الولاية، فيرى علي عبدالله عسبلي رئيس هيرشبيلي السابق أن الترشح لمنصب رئيس الولاية مخصص لقبيلة معينة دون غيرها من قبائل الولاية، في خطوة استباقية لمنع ترشح النائب الحالي لرئيس الولاية المنتمي إلى القبيلة المنحدرة من مدينة جوهر عاصمة ولاية هيرشبيلي.

ورغم أنه لا يوجد نص دستوري ينص على وجوب مجيء رئيس الولاية من قبيلة واحدة، إلاّ أن العرف السياسي الصومالي  القائم على نظام المحاصصة القبلي يراعي توزيع المهام والأدوار الإدارية بين القبائل القاطنة في الولاية.

ووفقا لذلك كانت عاصمة ولاية هيرشبيلي ومنصب نائب رئيس الولاية من نصيب إحدى العشائر القاطنة في المنطقة، غير أن الجديد في الأمر هو أن هذه القبيلة تبذل جهدا كبيرا للفوز بمنصب رئاسة الولاية مما يجعلها تستحوذ على العاصمة والرئاسة معا.

ومن بين المواضيع المثيرة للجدل، ما يتم تناقله بين العامة والخاصة من أن الرئيس الحالي لهيرشبيلي محمد عبده واري ينوي التمديد الإداري، اعتمادا على معارضته للجدول الزمني الّذي أصدرته اللجنة الفنية لتعيين نواب برلمان هيرشبيلي.

وفي تعليق له حول هذه الأحداث أشار السيد محمد علي عادلي وزير داخلية هيرشبيلي إلى أن الفترة الدّستورية لمؤسسات الدولة قد انتهت، وأن شيوخ العشائر يمثلون أساس إدارة هيرشبيلي، مما يعني أنهم يعينون أعضاء البرلمان الجديد للولاية، ودعا السيد عادلي ساسة هيرشبيلي إلى عدم إثارة البلبلة في أوساط الشعب، حاثا عليهم إن كانت لديهم أطماع سياسية أن يحققوها دون تشتيت أذهان الشعب بقضايا زائفة ومزورة.

من جانبه يرى شيخ أبوبكر حسن علي وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الولاية أن بإمكان جميع قبائل الولاية التنافس على المناصب الإدارية الخمسة العليا في الولاية.

أما شيخ عثمان برّي رئيس برلمان هيرشبيلي المنتهية ولايته فقد ذكر بأنهم سيشكّلون إدارة جديدة وشاملة لسكان هيرشبيلي، مشيرا إلى وجود خطط تساهم في تحقيق بناء هذا النوع من الإدارة.

يذكر أنه ومنذ إعلان الجدول الزمني لتعيين نواب البرلمان الجديد لهيرشبيلي، تزايدت الخلافات حول سير عملية انتخابات هيرشبيلي، مما أعاد إلى االأذهان الخلافات السياسية التي شهدتها هذه الولاية بعد عام من تأسيسها والتي انتهت بسحب الثقة عن علي عبدالله عسبلي أول رئيس لها وانتخاب محمد عبده واري الرئيس الحالي خلفا له.

زر الذهاب إلى الأعلى