انقطاع الإنترنت في الصومال: عطل فني أم تدبير مسيّس؟

يتواصل انقطاع الإنترنت عن المناطق الوسطى والجنوبية الصومالية في اليوم الثاني على التوالي، مما أعاق سير أعمال معظم مكاتب العمل في تلك المناطق.

وفي رسالة اعتذار بعثتها شركة هورمود للاتصالات (أكبر شركة صومالية توفّر خدمة الإنترنت لزبائنها في المناطق الجنوبية والوسطى الصومالية) ذكرت فيها بأن أعمال صيانة لإزالة عطل فني تستغرق ساعات معدودة سيتأثر خلالها استخدام الإنترنت.

وعلى صعيد آخر، تحاول شركة (صومتيل إحدى شركات الاتصال في الصومال) وبالتعاون مع شركة جيبوتية توفير خدمة إنترنت بديلة مؤقتة لتغطية احتياجات الإنترنت لسكان هذه المناطق، غير أن هذه الاحتياجيات لا يمكن أن تغطيها شركة واحدة مما يسبب رداءة الخط البديل وضعفه.

ويثير نشطاء اجتماعيون عدّة تساؤلات حول أسباب اقتصار تكرّر انقطاع الإنترنت في المناطق الوسطى والجنوبية الصومالية خلال السنوات الثلاثة الماضية.

ويرى بعض هؤلاء النشطاء أن العطل الفني للإنترنت متعمّد أو مسيس، لتزامن انقطاعه مع أحداث سياسية ذات تأثيرات جسام قد تترك ربما انطباعات سلبية على مستخدمي الإنترنت في الصومال.

ويشير الخبراء إلى أن المرّات الثلاث التي انقطع فيها الإنترنت كانت السلطات ترجع انقطاعه إلى سبب واحد هو عطل فني أصاب أسلاك الإنترنت في قاع البحر، غير أن الخبراء والمتابعين اكتشفوا أن كلّ مرة ينقطع فيها الإنترنت كان هناك حدث سياسي كبير يتزامن مع انقطاع الإنترنت أو يسبقه أو يتأخر عنه بقليل.

ففي منتصف 2017م انقطع الإنترنت عن الصومال قرابة شهر كامل يصادف حدث استسلام مختار روبو علي أبو منصور القيادي البارز في حركة الشباب إلى الحكومة وانشقاقه عن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، غير أن وزارة البريد والاتصالات الصومالية أعلنت حينها أن الإنترنت انقطع بسبب عطل فني.

وفي أواخر يوليو 2020م وبعد يوم واحد تقريبا من سحب الثقة عن رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري، انقطع الإنترنت عن الصومال لمدة يومين تقريبا، وكالعادة ذكرت شركات الاتصالات ووزارة البريد والاتّصالات أن عطلا فنيا أصاب أحد أسلاك الإنترنت في البحر تسبب في انقطاع الإنترنت، غير أنه وبعد يوم من هذه التصريحات أصدرت هيئة دولية معنية بمتابعة الاتصالات بيانا أعلنت فيه أن الأسلاك البحرية للإنترنت في الصومال لا يمكن أن تتأثر بحركة السفن لتسبب خرابا فيها، مما دعا عودة الإنترنت إلى البلاد في اليوم التالي.

وفي 17/أكتوبر/2020م، انقطع الإنترنت عن الصومال لأسباب فنية حسبما جاء في رسالة اعتذار شاركتها شركة هورمود مع زبائنها، غير أن متابعين يرون أن انقطاع الإنترنت له صلة بمحاولات تقليل تأثيرات الخلافات السياسية، حول تشكيل الحكومة الجديدة، على المجتمع، إذ كان من المتوقع تعيين أعضاء الحكومة الجديدة في وقت سابق من يوم أمس السبت.

الجدير بالذكر أن انقطاع الإنترنت في المرات الثلاثة السابقة لم يشمل المناطق الشمالية الصومالية المعلنة انفصالها عن الصومال والمعروفة بصوماليلاند، مما يزيد الغموض حول حقيقة انقطاع الإنترنت في الصومال لأسباب فنية وتقنية!

زر الذهاب إلى الأعلى