مواقف الولايات الإقليمية بشأن أزمة الإنتخابات… أوجه الإختلاف والتشابه

يبدو من الوهلة الأولى أن مواقف الولايات الإقليمية الخمسة ، جوبالاند وجنوب غرب الصومال ، وهيرشبيلي، وجلمدغ ، بونت لاند غير متطابقة بشأن الإنتخابات المزمع اجراؤها في الصومال مطلع العام المقبل، لكن المعلومات من الداخل تشي عكس ذلك وتؤكد على وجود تطابق كامل في المواقف بين الولايات الاقليمية حيال معظم المسائل والقضايا المتعلقة بالإنتخابات وأن الخلاف بينها يقتصر فقط على كيفة إدارة المشهد ولغة التخاطب مع الحكومة الإتحادية من حيث الشدة والمرونة فبعضها يفضل مجاملة الرئيس محمد عبد الله فرماجو والحكومة الاتحادية إتقاء ردود أفعاله .
لا يمانع رؤساء الولايات الإقليمية الثلاثة جلمدغ جنوب غرب الصومال هيرشبيلي من المشاركة في مؤتمر جديد في مقديشو للبحث من جديد مصير الإنتخابات 2020/2021 ، ولا يهمهم سوى من يدخل في البرلمان المقبل لضمان استمرار حكمهم في المرحلة ما بعد الإنتخابات.
القضايا محل الخلاف 
بعد أن تنازل الرئيس فرماجو عن موقفه الداعي إلى إجراء اقتراع شعبي مباشر كما ينص عليه الدستور المؤقت، تدور الخلافات بين الأطراف السياسية في الصومال على ثلاثة مسائل رئيسية، وهي:
1- دور اللجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات
2- الدوائر الإنتخابية
3- دور الأحزاب السياسية
موافق الوالايات الإقليمية الخمسة
جنوب غرب الصومال
يعد موقف ولاية جنوب غرب الصومال تجاه هذه النقاط من أكثر مواقف الولايات الإقليمية لوينة ومرونة، وأن رؤيتها أقرب إلى رؤية الحكومة الاتحادية، وخصوصا فيما يتعلق بدور اللجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات وأنها لا تمانع أن تتولى إدارة العملية الإنتخابية لكنها ترفض رغم توقيعها على اتفاقية طوسمريب 3 رفضا باتا أن تتعدد الدائرة الإنتخابية وتدعو إجراء الإنتخابات في دائرة واحدة. وكذلك لا تفضل أن تجرى الإنتخابات على أساس الأحزاب السياسية.
بونت لاند
يعتبر موقفها من أكثر المواقف الرافضة لسياسيات الحكومة الإتحادية تجاه الإنتخابات، وخاصة فيما يتعلق بدور لجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات والأحزاب السياسية وتصر على أن يكون النموذج الإنتخابي مماثلا تماما لنموذج انتخابات عام 2016 وأن ينحصر التغيير فقط في عدد المندوبين القبليين الذين ينتخبون أعضاء البرلمان، وأن موقفها المتشدد يعود لثلاثة أسباب:
الأول: أنها تسعى من خلال هذا الموقف إلى تعزيز مكانتها وموقعها في المشهد السياسي الصومالي وإظهار نفسها طرفا قويا وقادرا على توجيه المشهد السياسي ورقما صعبا لايمكن الإستهانة به في أي حال من الأحوال.
والسبب الثاني، أنها تحاول من خلال هذا الموفق المتشدد أن تحقق قدرا كبيرا من مصالحها لدى الحكومة الإتحادية ولاسيما فيما يتعلق بالدعم المالي ، وعلاقاتها مع الخارج.
والسبب الثالث يتلخص في رفضها تحقق أي انجاز للرئيس فرماجو الذي بات بأمس الحاجة إلى الانتصار والانجاز فيما يخص بتعزيز الديمقراطية في الصومال وأنه يراهن على وضع نظام جديد للإنتخابات يعزز حظوظة في إعادة إنتخابه لفترة ولائية ثانية.
جوبالاند
لا يختلف موقفها كثيرا عن موقف بونت لاند لكن الملفات الداخلية هي أكثر ما يعنينها مقارنة بالملفات الأخرى وأنها تحاول قدر الإمكان أن تستعيد كل السلطات والإمتيازات التي سحبت منها الحكومة الإتحادية، تريد أن تنتزع الشرعية الكاملة لرئيسها أحمد إسلان مدوبي، حيث لا تعترفه الحكومة الاتحادية الا رئيسا مؤقتا لمدة عامين، وكذلك تسعى جوبالاند أن تستعيد اقليم جدو الذي خرج من سلطة الرئيس مدوبي بعد أن تسولت عليه قوات من الحكومة الاتحادية. وأما مصالحها المتعلقة بالانتخابات تأتي في المركز الثاني وتراها تتحقق ضمن مطالب الولايات الأخرى.
جلمدغ
يكتنف مواقفها غالبا بالغموض وأن رئيسها أحمد قورقور يريد أن يمسك العصا من الوسط وأنه واثق من نفسه ولا تواجه إدارته أي خطر على الأقل في الوقت الحالي بعد أن شكل حكومة تضم جميع الأطراف السياسية المنحدرة من ولاية جلمدغ، ولا يريد أن يخلق لنفسه أعداء سواء من جانب الحكومة الاتحادية ولا من الولايات الأخرى، لكن بالتأكيد فموقفه من الإنتخابات مائل أكثر إلى موقف نظائره.
هيرشبيلي
رئيس ولاية هيرشبيلي محمد عبدي وراي منشغل في الأمور الداخلية وأنه يستعد للانتخابات الرئاسية في الولاية ويسعي إلى إعادة انتخابه وبالتالي لايرغب في إثارة غضب الحكومة الاتحادية والرئيس فرماجو غير أن موقفه تجاه الإنتخابات مشابه تماما لمواقف الولايات الأخرى ويرى أن الحكومة الإتحادية تغرد خارج السرب وأن لديها مطالب غير معقولة سيتصطدم في نهاية المطاف بالواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى