الصومال: محاولات لمحاربة خطر “تعاطي المخدّرات” المهدّد بالأمن القومي للبلاد

ازداد في الآونة الأخيرة تعاطي المخدّرات وتناول المسكرات بين الأوساط الشبابية الصومالية مما كان له أثره السلبي على الحياة الاجتماعية والأمنية في الصومال، إذ إن بعض منظمات المجتمع المدني في الصومال توصّلت إلى نتيجة مفادها أن تنامي الأعمال الإجرامية في المدينة كالاغتصاب، والقتل، والنهب والسلب له صلة مباشرة بارتفاع معدّلات تعاطي المخدّرات في أوساط الناشئة الصومالية.

وهنا توالت الصيحات الدّاعية إلى إيجاد حلّ لأزمة انتشار المخدّرات في البلاد ودخولها في المدارس والجامعات وغيرها من مراكز العلم والتعليم، مما أثّر على التحصيل الدراسي للطّلاب، حيث أوعز رئيس بلدية مقديشو عمر فلش رسوب أكثر من 8000 طالب في امتحانات الشهادة الثانوية العامة لعام 2020م إلى الاستخدام المفرط لوسيلة تيك توك وتعاطي التامبو (نوع من أنواع المخدّرات المنتشرة بين أوساط الناشئة الصومالية بمقديشو ونواحيها).

ومحاولة للحدّ من انتشار المخدّرات وتنامي تأثيراتها السلبية على المجتمع الصومالي، نظّمت بعض منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأمنية في الحكومة الفيدرالية اجتماعات ولقاءات للتّشاور حول كيفية القضاء على هذه الظاهرة الجديدة في المجتمع الصومالي.

وبناء على ذلك فقد نظمت هيئة علماء الصومال في 20/سبتمبر-أيلول الجاري/2020م مؤتمرا لمحاربة مظاهر الانحلال الخلقي وتعاطي المخدّرات، شارك فيه شرائح المجتمع ومؤسسات الدولة المعنية بمحاربة المخدّرات ومظاهر الانحلال الخلقي.

وفي نهاية المؤتمر اقترح المشاركون في المؤتمر ما يأتي:

  1. الاهتمام بأولوية محاربة المخدّرات ومظاهر الانحلال الخلقي وفقا لأوامر الشريعة الإسلامية ومتطلّبات المسؤولية الأخلاقية.
  2. التنسيق والتعاون بين مؤسسات الدولة التوعوية والمهتمة بمراعاة مظاهر الأخلاق الحميدة في إيجاد خطة مشتركة تتعلّق بالموضوع.
  3. التعاون بين شرائح المجتمع وتآزره في محاربة المخدّرات ومظاهر الانحلال الخلقي، وتوفير جوّ مناسب للعلماء في ممارسة الدعوة والتوعية
  4. تعيين لجنة لتشكيل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلاد.
  5. تسنين وتقنين قانون محاربة المخدّرات وتفعيله بأسرع وقت ممكن بعد المصادقة عليه.
  6. تشكيل مجلس دستوري للعلماء يتأكّد من موافقة القوانين الصادرة للشريعة الإسلامية كما ينص عليه الدستور الصومالي المؤقت.
  7. محاسبة الهيئات والمؤسسات الأجنبية المتورّطة في انتشار المخدّرات ومظاهر الانحلال الخلقي.
  8. اتخاذ التدابير الوقائية من كلّ ما يشجع على انتشار الرذيلة والانحراف الخلقي من اختلاط ممنوع وارتياد لأماكن الفحش والدّعارة.

وفيما يبدو كخطوة أوّلية تنفيذية لنداء العلماء فقد تقرر في اجتماع إدارة إقليم بنادر، والّذي شارك فيه قائد شرطة إقليم بنادر وقيادات مراكز الشرطة في جميع مديريات العاصمة مقديشو، باتخاذ التدابير اللّازمة للحدّ من انتشار المخدّرات التي يعزى إليها مظاهر الفحش والرذيلة التي تشهدها العاصمة مقديشو.

وبناء على ذلك فقد أصدر عمر فلش رئيس بلدية مقديشو الّذي ترأس اجتماع إدارة إقليم بنادر حول محاربة الانفلات الأمني وانتشار المخدّرات توجيهاته وتعليماته إلى المؤسسات الأمنية ورؤساء مديريات الإقليم، بغرض القضاء على الانفلات الأمني وانتشار المخدّرات، وذلك بالقيام بعمليات تمشيط للبحث عن المخدّرات في أماكن بيعها وشرائها داخل الأحياء والقطاعات الخاصة، ومعاقبة بائعيها ومتعاطيها بشدّة، حتى يرتدع كلّ من تسوّل له نفسه بارتكاب مثل هذه العمليات الإجرامية.

إنّ انتشار تعاطي المخدّرات في الأوساط الشبابية يعدّ حسب متابعين وخبراء اجتماعيين من الأسباب الرئيسية لتنامي الأعمال الإجرامية في البلاد بشكل عام وفي الصومال بشكل خاص، حيث شهدت المدينة خلال الأشهر القليلة الماضية عمليات إجرامية فظيعة تتمثل في ارتفاع معدّلات الاغتصاب، وقتل الأبرياء، وعمليات النهب والسلب داخل الأحياء الشعبية في العاصمة مقديشو.

زر الذهاب إلى الأعلى