الحراك السياسي في مقديشو….. ماذا يجري خلف الكواليس؟

لليوم الرابع على التوالي تتواصل في مدينة مقديشو التحركات السياسية التي يقوم بها  الرئيسان أحمد مذوبي وسعيد ديني  ولقاءات مباشرة وغير مباشرة يجريانها مع الرئيس  محمد عبد الله فرماجو وعدد من المكونات السياسية والمجتمعية لايجاد حل  للأزمة السياسية بين الحكومة الاتحادية وولايتي بونت لاند وجوبالاند.

أبرز القضايا الخلافية

 يتركز  الخلاف بين الحكومة الإتحادية وولايتي بونت لاند   في هذه المرحلة على ثلاثة نقاط  فقط وهي،  اتفاق طوسمريب 3  ، وتعيين رئيس الوزراء ، وملف اقليم جذو.

الرئيس فرماجو يتشبث بضرورة أن يعترف  الرئيسان مدوبي وديني بمخرجات مؤتمر  طوسمريب 3  الذي وضع خارطة طريق لمسار الإنتخابات العامة 2020/21   وبعدها يمكن الحديث  عن اعتراضات ومطالب ولايتي بونت لاند  وجوبالاند وكذلك   الولايتين  تقدمتا ثلاثة  مطالب  كشروط مسبقة لبدء المفاوضات المباشرة تتمثل في حل مشكلة اقليم جذو التابع لولاية جوبالاند والذي سيطرت عليه قوات  من الحكومة الاتحادية قبل شهور، وتعيين  رئيس  وزراء جديد يحل محل رئيس الوزراء المقال حسن علي خيري، واشراك رؤساء الحكومات الإقليمية الثلاثة  في المفاوضات .

اختراق  في المفاوضات

بعد أيام من التجاذبات والتحفظات عن بدء اللقاءات المباشرة بين الرئيس فرماجو ورئيسا بونت لاند وجوبالاند ديني ومذوبي، حدث ليلة أمس اختراق كبير   في المشد السياسي عقب لقاء  الرئيس محمد عبد الله فرماجو في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة مع رئيس ولاية جوبالاند.

يؤكد مصدر مطلع أن الرئيسين تمكنا من تحقيق تقدم كبير  ،  وتوصلا  إلى  تفاهم مبدئ  حول مجمل القضايا  العالقة وعلى رأسها  أزمة  اقليم جدو واتفقا على تعين لجنة فنية مكلفة بهذا الشأن .

 وأضاف المصدر أن  اجتماع آخر سيعقد اليوم  السبت  على هامش مأدبة فطور تقام على شرف رئيسي بونت لاند وجوبالاند  وبحضور الرئيس فرماجو، لمناقشة   النقاط الخلافية الأخرى.

 وكذلك تم الاتفاق – بحسب المصدر المطلع- على أن يضم رؤساء الولايات الثلاثة الأخرى جنوب غرب الصومال، هيرشبيلي ، جلمدغ في الجولة الأخيرة من المفاوضات ، وقبل الرئيس فرماجو بتوجه دعوة إلى هؤلاء الرؤساء للانضمام إلى المشاورات الجارية في مقديشو.

 وعلى صعيد آخر أفادت بعض الأنباء  بأن الرئيسين سعيد ديني وأحمد مذوبي يصران  على ضرورة  ملء منصب رئيس الوزراء   الشاغر منذ يوليو الماضي حتى لا يظهر  اجتماعهما مع الرئيس فرماجو  أن عشيرة وحدة تتفرد  بتقرير مصير البلاد.

 وفي هذا الإطار هناك معلومات شبه مؤكدة تفيد بأن الرئيس فرماجو    سيسمي  رئيس الوزراء خلال اليومين المقبلين، وأنه قد حسم خياره ولديه شخصان يعين احدهما رئيسا للوزراء في حال تم التوصل إلى اتفاق مع ديني ومذوبي وآخر يعينه في حال فشلت المفاوضات.

وبحسب المعلومات  أن ممثلو المجتمع الدولي في الصومال يعدون خطة بديلة لحل الأزمة السياسية  سيطرحونها على الأطراف السياسية اذا لم يتوصلوا إلى توافق سياسي واجماع حول القضايا مثار الخلاف.

مشاورات ولقاءات الرئيس ديني

وفي الأثناء يجري رئيس ولاية بونت لاند سعيد عبد الله ديني ، مشاورات ولقاءات مكثفة مع عدد من المسؤولين الحكوميين ورؤساء  أحزاب المعارضة والشخصيات السياسية البارزة في المدنية .

التقى  يوم الخميس الماضي رئيس مجلس الشيوخ وألقى كلمة أمام اللجنة الدائمة للمجلس  تناولت عددا من القضايا السياسية  والاجتماعية والأمنية في البلاد وحث أعضاء المجلس على المشاركة في مسار المفاوضات.

كما التقى يوم الجمعة وزراء الحكومة المنحدرين من ولاية بونت لاند  وتركز ت المشاورات  على تخفيف حدة الاحتقان بين الحكومة الاتحادية وبونت لاند وجوبالاند وسبل ايجاد حل نهائي  للخلاف بينهما  .

وكذلك اجتمع الرئيس ديني رؤساء بعض الأحزاب السياسية في العاصمة مقديشو ورئيس الوزراء الأسبق علي محمد جيدي ، وتفيد  الأنباء بأنه يسعى إلى  انشاء جبهة سياسية موحدة ضد الرئيس فرماجو. 

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى