الصومال يفتقد  أمير الإنسانية  

خسر الشعب الصومالي كغيره من الشعوب العربية والإسلامية، أمير الإنسانية أمير دولة الكويت الراحل الشيخ  صباح الأحمد الصباح  الذي وافته المنية مساء يوم أمس الثلاثاء في مستشفى بالولايات المتحدة الأمريكية، لقد ظل  المغفور له بإذن الله عاشقا الصومال إلى آخر حياته وكان يقضي فيه إجازته قبل أن تندلع الحرب باعتبارها الدولة الوحيدة التي ليس فيها تعقيدات، حيث قال في إحدى مقابلاته الصحفية  كاشفا  عن سبب حبه لقضاء إجازته في الصومال: “لأنه البلد الوحيد الذي لا يوجد فيه تعقيدات، حتى أن الشخص يستطيع الذهاب إليه بإزارة أو الدشداشة وغير ذلك”. وتابع قائلا: “لا أحد يسألك ولا أحد يعرف عنك أصلا”، وحتى بعد الحرب ظل يحب الصومال، وقد بنى قصرا كبيرا في مدنية “الشيخ” ربما لقضاء إجازاته وقد زاره عام 2009م ابنه أحمد الصباح لتفقدقه، وكان للأمير  أيضا مزرعة كبيرة  في مدينة أفجوي.

ولقد حرص الأمير الشيخ الصباح كما كان أمراء الكويت السابقين على دعم الصومال وخاصة خلال الحرب، وأعلن أكثر من مناسبة عن وقوفه إلى جانب الصومال قلبا وقالبا، وقدمت الكويت له في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي قرضا بقيمة 100 مليون دولار لتنفيذ مشاريع  تنموية في مجالات الطاقة والثروة الحيوانية والزراعة، ومن أبرز تلك المشاريع: مشروع محطة الكهرباء الثانية وملحقاتها في العاصمة مقديشو، وسد بارديره، ومشروع إحياء المراعي الطبيعية في شمال البلاد، ومشروع موقامبو الزراعي. كما قدم للصومال معونتين فنيتين قيمتهما الإجمالية نحو 1.6 مليون دولار، وكذلك قدمت دولة الكويت للصومال بتوجيهات من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح منحة مالية قدرها 10 مليون دلار،  يخصص 6 ملايين دولار منها لتمويل مشروع مطار جرووي و4 ملايين لمشروع جامعة ماخر في مدينة برن بولاية بونت لاند، بالإضافة إلى ذلك كان يعتزم أمير الكويت الراحل استضافة هذا العام مؤتمرا دوليا لدعم قطاع التعليم في الصومال، ليؤتي ثماره نحو مستقبل يجدد طموح الشعب الصومالى ويوفر فرص تعليم تتواكب مع تطورات العصر الحديث.

ولذلك تلقى الصوماليون خبر وفاه  أمير دولة الكويت الشقيقة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح ببالغ الحزن والأسى  ونسأل الله أن يتغمده بفسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى