من سيكون رئيس الوزراء المقبل ؟

تعتبر الإجابة عن هذا السؤال التحدي الأكبر أمام الرئيس محمد عبد الله فرماجو بسبب محدودية الخيارات وضيق الوقت . لم يبق أمام الرئيس سوى أن يختار لمنصب رئيس الوزراء المقبل شخصية تنحدر من احدى عشيرتين فقط، حفاظا على التوازن القبلي وتأكيدا على رغبته في تهدئة الوضع السياسي المتأزم . وفي الجانب الآخر يسابق الرئيس الزمن، ويسعى إلى ايجاد شخصية تحظى بتوافق سياسي ومستعدة لتعمل من أجل تمديد ولاية الرئيس المنتهية في 8 فبراير المقبل.

تتركز اهتمامات الرئيس على الظفر بشخصية تتوفر لديها مواصفات وشروط معينة يمكن تلخيصها في:

1- أن تكون متفاهمة ومتعاونة مع الرئاسة

2- أن تكون غير  راغبة في الترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة

3- أن تكون قادرة على  المساهمة في تنفيس حدة الإحتقان السياسي الراهن واقناع المكونات السياسية الأخرى بما فيها الحكومات الإقليمية والأحزاب السياسية بقبول مقترح تمديد فترة حكم الرئيس فرماجو  لمدة عامين على الأقل

4- بالإضافة إلى ذلك من الضروري أن تكون هذه الشخصية منتمية إلى احدى عشريتين من عشائر مقديشو واللتين ينحدر منهما أهم قيادات المعارضة للرئيس محمد عبد الله فرماجو والتي تشكل عقبة أمام طموحه لتمديد فترة ولايته.

  ولقد طرحت حتى الآن العديد من الأسماء المرشحة لتولي منصب رئيس الوزراء والمنتمية إلى هاتين العشرتين، وأن الكثير منهم يشغلون في الوقت الحالي مناصب وزارية ودبلوماسية في الحكومة الإتحادية، وكذلك يوجد ضمن الأسماء المطروحة نواب في البرلمان وسياسيون معارضون. ومن بين أبرز الأسماء المرشحة والمتداولة إعلاميا وخصوصا في مواقع التواصل الإجتماعي لشغل منصب رئيس الوزراء :

1-   محمد علي نور السكرتير الدائم لوزارة الخارجية

2- هَانَد عبد الله عدو سفير الصومال لدى فرنسا

3- السياسي هَانَد عبد الله حسن

4- عبد الله علي حسن وزير التجارة في حكومة تصريف الأعمال

5- عبد الناصر علي عروس وزير في حكومة جنوب غرب الصومال

6- نور حرسي ديري مدير عام الرئاسة

7- النائب عبد القادر عسوبلي

8- أحمد غلبيتي  عضو في احدى منظمات المجتمع المدني.

لكن بحسب  المعطيات المتوفرة، وبناء على السلوك السياسي للرئيس محمد عبد الله فرماجو، فأن حظوظ تلك الأسماء  تبدو محدودة إن لم تكن ضئيلة . لا تتوفر لدى معظم هؤلاء جميع المواصفات التي يشترط لمن يسعى إلى شغل هذا المنصب الحساس مثل المرونة السياسية والولاء والتعاون الكامل مع الرئاسة  وخاصة فيما يتعلق برؤيتها تجاه المرحلة الإنتقالية.

 وعلى هذا الأساس نعتقد أن  الرئيس محمد عبد الله فرماجو ومستشاريه قد حددوا مواقفهم وحسموا خيارهم وأن الشخصية التي سيختارونها ستمثل مفاجأة ولن تكون ضمن الأسماء المطروحة في البورصة السياسية الصومالية ، وهناك امكانية من تعيين امرأة لمنصب رئيس الوزراء أو وجه جديد غير مألوف في المسرح السياسي، وأن المشاورات الجارية والأسماء المطروحة بين الفينة والأخرى ليس الهدف منها سوى تشتيت مواقف المعارضة  وصرف الأنظار عن حقيقة ما يجري وراء الكواليس ، ولا ينتظر الرئيس لإعلان قراره النهائي سوى عبور العواصف الساسية الراهنة وانتهاء مؤتمرات العشائر المنعقدة في مقديشو، والتحركات السياسية التي يقودها رئيس ولاية جلمدغ أحمد عبدي كاري قور قور الموجود حاليا في تركيا، والذي التقى قبل أيام  في مقديشو السفير القطري لدى الصومال حسن بن حمزة.

زر الذهاب إلى الأعلى