أهم الأحداث التي شهدتها الصومال في حكم الرئيس فرماجو–الإنجازات- والإخفاقات​

لاقى انتخاب الرئيس محمد عبد الله فرماجو حفاوة وترحيبا بالغا من مختلف فئات وشرائح المجتمع من العلماء والمثقفين والشبان وغيرهم حتى باتت مدن كبيرة في ربوع الصومال تعج بمظاهرات استمرت لأكثر من أسبوع كانت مؤيدة له حتى انتشرت المقولة الشهيرة أوصلوا بي إلى فرماجو، ويعزى فوز الرئيس بمنصب الرئاسة لعدّة عوامل اجتمعت كانت أبرزها عاملين أساسين هما : الجو السياسي الذي كان مشحونا بالتجاذبات السياسية المريرة والذي كان يستدعي نداء استغاثة لوجه جديد على الأقل في المنصب الرئاسي، والانجازات التي حققتها الحكومة التي كان رئيس وزراءها في عهد الرئيس شريف شيخ أحمد، أعطت ذالك الفرصة بالصدارة في المشهد السياسي وفوزه بكرسي الرئاسة في الاستحقاقات الرئاسية التي شهدتها البلاد في شتاء عام 2017م.

أعطى الشعب الصومالي القيادة الجديدة الثقة المفرطة وعلق عليها آمالا عريضة وتخيل البعض بأن يدها عصا موسى وبإمكانها إحداث معجزة سياسية من شأنها أن تعيد البلاد  خلال  فترة وجيزة الأمن والإستقراروالرخاء المنشود والمفقود منذ مايقارب ثلاثة عقود، وتحقيق العدالة ونشرها في أرجاء البلاد، وإقامة ما اعوج وإعادة المياه إلى مجاريها والأمور إلى نصابها .

 وعود الرئيس

منذ مجيء القيادة الحالية شهدت الصومال أحداثا وزلازل سياسية أحيانا كانت لصالح البلاد وأخرى كانت تعرقل مسيرة العملية السياسية في الصومال، وفي هذه العجالة نقيم أداء الحكومة التي يسرع العد التنازلي بانتهاء ولايتها، ونحاكم انجازات واخفاقات الحكومة من خلال خطب ووعود الرئيس فرماجو إبّان حملته الرئاسية وأشهرها الخطبة التي ألقاها أمام البرلمان كمرشح للسباق الرئاسي، وهذه هي أهم النقاط التي جاءت في تلك الخطبة:

1- بناء جيش صومالي قوي.

2- تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

3- إكمال مراجعة الدستورالصومالي.

4- مكافحة الفساد بجميع صوره وأشكاله .

5- السعي  لمصالحة وطنية ووعده بأن يكون قائدا فيها.

6- التجنب من المعارك الصفرية بينه وبين رئيس الحكومة في مدة حكمه.

7- فتح جميع الطرق الرئيسية المسدودة في مقديشو .

8- العمل من أجل  إصلاح  نظام القضاء واحترام استقلاليه.

أبرز الأحداث السياسية

قبل أن أتناول على هذه النقاط لابد من الاشارة والمرور السريع على أهم الأحداث التي وقعت في فترة تربع الرئيس فرماجو على الكرسي.

وقعت في فترة الرئيس الحالي فرماجو العديد من الحوادث الأليمة بينها حادثة زوبى التي وقعت في شهر أكتوبر من عام 2017 م والتي أودت بحياة  المئات وتسببت بجروح ما يربو عن نحو ألف شخص، بالاضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة، وتعد هذه الحادثة أكبر حادثة انفجار التي حصدت أرواح أكثر عدد من المواطنين الأبرياء في مشهد واحد، ويمكن القول بأنها لم يشهد البلاد مثيلا لها  على مر التاريخ ، وتحولت الساحة إلى شلالات من الدماء، وتركت هذه الحادثة في نفوس الصوماليين أثر بليغا، تلت هذه الحادثة المأساوية حادثة تسليم القيادي في جبهة تحرير أوغادين السيد عبدالكريم قلب طغح الى إيثوبيا والتي كانت خطأ استراتيجيا اقترفته الحكومة الامر الذي أدّى إلى زلزال سياسي واجتماعي عميق إهتز تماما ثقة الشعب  بالحكومة ومدى جدّية الهتافات الوطنية التي ترفعها والخطب الوطنية الرنانة إلتي كانت تدغدغ المشاعر ، ولا زالت هذه الحادثة إلى الآن لعنة تطارد حكومة الرئيس فرماجو رغم اعتذاره المتكرر الذي يشوب الخجل، تلا ذالك هجوم مقر حزب ودجر واستهداف رئيس الحزب السيد عبد الرحمن عبد الشكور وقتل بعض من حراسه الأمر الذي جعل قضية الديمقراطية وحرية التعبير على المحك، أضف إلى ذلك إقتحام منزل النائب: عبد حسن عوالي قيبديد عضو مجلس الشيوخ الذي يتمتع بحصانة قانونية، فوق ذالك كلّه مشكلة الطرق المسدودة لمدّة سنوات في مقديشو والتي شلّت حركة التنقل والتجارة بين نواحي المدينة كل هذه الحوادث المتتابعة جعلت الحكومة مرمى نيران المعارضة والمجتمع الدولي وطيف واسع من الشعب، واتهمت يأمام هذا الوضع الموصوف تجري المسئولية على من جعل على عاتقه حفظ أمن سفينة الأمة، وحماية العنصر البشري الصومالي لابد أن يكون محورا أساسياً له.

الإنجازات

رغم أننا نعيش وهماً وسراب الوسائل التواصل الاجتماعي الذي لا رصيد له من الواقع، ورغم أن الحكومة وأبواقها يضخمون ليل نهار انجازات الحكومة مقابل اخفاقاتها لابد ان نضع بين أيدينا هذه الحقيقة وهي أن الصومال بلد يخرج من ويلات ووحل الحروب الأهلية ولايمكن أن يتحول بين ليلة وضحاها،لأن المشهد السياسي الصومالي معقد للغاية وليس كما يتصوره البعض فهناك عقبات كثيرة أمام طريق الدولة القوية من القبلية المفرطة والتدخلات والهيمنة الاجنبية المكشوفة،  كما اننا لا ننكر أن كل حكومة من الحكومات المتعاقبة و تسد الثغرة من جانبها وتبذل قصارى جهدها في المساهمة في مسيرة  بناء الوطن والدولة الصومالية المأمولة مما يساهم في المجمل تحسن الأوضاع شيئا فشيئا، فالحكومة الحالية بقيادة الرئيس فرماجو  لها بصمات لن تنسى كتنظم ديوان الجيش بشكل منظم  وصرف الرواتب عبر حساباتهم المصرفية في نهاية كل شهر، بهذف القضاء على الفساد الذي كان مستشريا في قطاعات من الجيش،كما انّه يضاف من رصيد الحكومة الحالية خطواتها الجريئة في مساهمة إعفان الديون على رقبة الدولة الصومالية. وحسبنا أن نعلم ماكان عادة السياسة الصومالية من الخلافات ما بين الريئس ورئيس حكومته لكن يبدوا أن الريئس الحالي سجل معدلات كبيرةووجد فرصة إدارية ناجحة ممن سبقوه ولم تظهر في الساحة أي خلاف بعد.

الإخفاقات

من المفروض أن تسلط   مقالتي  على الأرقام والتعهدات التى أدلها الرئيس في أيام إنتخابه، لكن أعتذر والواقع ميزان حكمنا ومنطق الإنصاف، ولنا أن نتسأل هل هناك إنحراف وإنصراف عن أجنداته وأهدافه الذي ذكرنا أعلاه، طبعاً بدون شك يكفيك الإنجازات أما البقية مرهونة عنده حتى الآن، لكن الوقت يداهم و لا يخفى على أحد أن فترة حكمه على وشك الإنتهاء، والإنتخابات قاب قوسين أو أدنى  وأصبحت حديث الساعة في الآونة الأخيرة، وممازاد الطين بلّة أن الرئيس فرماجو أكل آخر أجزاء صنم انجازاته حيث تعهد بأنه يتجنب الخلافات المتكررة بين الرئيس ورئيس الوزراء، وظهر إلى العلن خلافاد حادّة بين مما أدى إلى سحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء حسن علي خيري بشكل يشوبه غموض كثير، ومما يأزم الوضع مطامع الرئاسة والبرلمان من تمديد فترة الوية لسنتين في حين يتسنى إجراء انتخابات مباشرة،والتحركات الحثيثة من المعارضة والمجتمع الدولي في إعاقة المطامع الحكومة إزاء هذا الأمر مما يجر إلى البلاد عبئاً جديداً لأن الواقع السياسي الصومالي الراهن يتطلب الموضوعية والتجرد من المصالح الشخصية أو الحزبية ، كما ان المرحلة الراهنة تتطلب سرعة إتخاذ القرار وتصحيح بوصلة الانتخابات المزمع إجراؤها في البلاد، وكل ذلك مرهونة بانعقاد مؤتمر طوسومريب 3 في منتصف هذا الشهر والمرونة التي يبديها المشاركون في المؤتمر والتوصل إلى نتائج إيجابية من شأنها انقاذ البلاد والعباد من العودة إلى الوراء.

صلاد علمي فيذو

كاتب وباحث صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى