هل تذهب أموال الضرائب إلى جيوب”القطط السمان”؟

يدفع سكان مقديشو في الشهر ملايين الدولارات من الضرائب إلى خزينة الدولة وإلى الوزارة المالية ومكاتبها المختلفة في المديريات والنواحي. مع العلم أن معظمهم من الغلابة  وذي الدخل الضعيف يكتسبون الأموال التي يدفعونها للدولة بعرق جبينهم وبشق الأنفس ويقتطعونها من نفقاتهم اليومية التي لا تكفي أو تكاد في  سد احتياجات الأطفال من الطعام والشراب. علاوة على ذلك  يقطع البعض منهم مسافات طويلة مشيا بالأقدام لدفع الضريبة المستحقة للدولة لأنه لا يمكن دفعها  بالأونلاين أو لا تتوفر لديهم وسائل أخرى للدفع، ولذلك فهؤلاء من الناس لا يتلقون كل هذا العناء الا حبا للوطن وأداء لواجب الدولة، وأملا في تحسن أوضاعهم الإجتماعية والمعيشية عبر إعادة بناء القطاعات الخدمية وتحسينها وتطويرها بما فيها التعليم والرعاية الصحية والأمن وتطوير البني التحتية كالشوارع والجسور والحدائق العامة وذلك بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية، والدمار الذي طال كل مناحي الحياة.

لكن للأسف يخيب آمال هؤلاء بعد طول الانتظار والترقب،  ويدب في نفوسهم اليأس من أن تتحسن الأوضاع وتتغير حياتهم نحو الأفضل ويتحقق لهم مستقبل زاهر وواعد لأولادهم وأحفادهم. ولابد أن نذكر هنا أن المواطنين  غير قانطيين من رحمة الله لأنه لاييأس من رحمة الله الا القوم الكافرون الا أن ثقتهم بالمسؤولين الحكوميين في مختلق القطاعات قد اهتزت ولا سيما المسؤولين في المستوى الوسطى من هرم الدولة  ولا يرجون منهم الخير الكثير، والسبب في ذلك يرجع إلى العقلية الضعيفة المسيطرة على النفوس، والفساد  الذي ينخر في الأجساد، فصاحب الرؤية القصيرة الذي لا يفكر في المعالي  ويهبط إلى سفاسف الأمور ولا يرقى إلى مستوى تطلعات المواطنين حتما لا يرجى منه تغيير الوضع الا إلى الأسوأ وقيادة البلاد الا إلى  ما آليت إليه الأوضاع في الوقت الراهن من الخراب والدمار الذي يطال كل حتة،  والعيش وسط  المستنقعات المائية العفنة جنبا إلى جنب مع المواشي السائبة مكافحا من أجل البقاء على قيد الحياة في أجواء مليئة بالأوبة والأمراض المعدية  والفتاكة والاحتماء إلى بنية تحتية هشة كلفت بناؤها خزينة الدولة ملايين الدولارت وتتهاوى في القطرات الأولى من المطر الذي يحول كل عام موسمي شوارع العاصمة مقديشو سواء الرئيسية منها أوالفرعية إلى جداول ومجاري مائية  تقيد حركة التنقل،  و الأنكى من ذلك تبقى هذه المياه في تلك الشوارع حتى العام المقبل ولا يتم تنظيفها الا عبر حرارة شمس المدينة اللافحة، ومن خلال عجلات الشوارع. وبالتالي ألا يحتمنا هذا الوضع المزري والمخزي الذي يعيش فيه سكان مقديشو أن نتساءل إين تذهب ملايين الدولارت  من الضرائب التي يدفعها الشعب من جيبه ويقتطعها من لقمة عيشه ؟ هل يسيئ استخدامها أم تقع في جيوب القطط السمان؟

زر الذهاب إلى الأعلى