تشكل المطارات أهمية كبرى في تحقيق الازدهار المستدام، وتعزيز الروابط والعلاقات بين الدول، ويقدر حجم الأموال التي تستحوذ عليها أعمال بناء المطارات في العالم بـ 1.1 تريليون دولار سنويا، وهي موزعة بين تطوير المطارات القائمة، وبناء مطارات أخرى جديدة لتلبية الطلب المتزايد على السفر، ومواجهة المنافسة المحتدمة بين شركات الطيران. ومن المتوقع أن تتجاوز حركة المسافرين في العالم 20 مليار بحلول عام 2039 بمعدل نمو سنوي طويل الأجل خلال الفترة من (2017-2040) قدره 4.1٪[1]. ووفقا لتقرير أصدره مركز المحيط الهادئ للطيران «كابا»، بلغ حجم الاستثمارات في المطارات العالمية وحدها نحو 255 مليار دولار شاملة 415 مشروعا. كما توقع التقرير أن تبلغ قيمة استثمارات سوق المطارات الذكية في العالم ما يقرب من 13 مليار دولار بحلول عام 2019، وما يقرب من 14.87 مليار دولار بحلول عام [2]2021.
لقد أكدت إحصائية منشورة عام 2015 أن هناك ما يقرب من 340 مشروع مطار في العالم، وأن منها 10٪ في أمريكا الشمالية فقط، في حين تقوم الصين بزيادة عدد مطاراتها بنسبة 58٪ بحلول عام 2020. وتشير الإحصاءات أن عدد المطارات الموجود في العالم حاليا يبلغ 1953 مطاراً في 176 بلداً، وهو عدد قابل للزيادة مع تضاعف عدد المسافرين وحركة السفر سنوياً[3].
لكن في الصومال الأمر مختلف يوجد عدد كبير من المطارات في الصومال، إلا أنها بدائية وتفتقر إلى الاستثمار، فهي عبارة عن مدارج صغيرة غير معبدة، ولا تتوفر لديها الإمكانيات المطلوبة لاستقبال الطائرات الكبيرة أو حتى متوسطة الحجم ولا تستخدمها سوى طائرات صغيرة تتسع لما بين 8 إلى 16 شخصا، باستثناء 4 مطارات وهي مطارات مقديشو، وهرجيسة، وبربرة، وجروي، وحتى هذه المطارات ليس لديها مدرجات طويلة تكفي لاستقبال الطائرات الكبيرة. ووفقا لإحصائية عام [4]2005، يبلغ عدد المطارات في الصومال 64 مطارًا من بينها 6 مطارات مرصوفة، و58 غير مرصوفة. ومن بين المطارات الممهدة، 4 فقط لها مدارج تزيد مداها 3000 متر؛ ومن المطارات غير الممهدة 4 فقط لها مدارج تزيد عن 3000 مترا، و6 لها مدارج أقل من 914 متر.
ووفقا لإحصائية أخرى حديثة[5]، فإن عدد المطارات في الصومال يقدر بثمانية مطارات رئيسية، و18 مهبط طائرات حيوي، بينما تقدر مصادر أخرى مطارات الصومال بستة مطارات رئيسية و23 مهبطًا مهمًا في جميع أنحاء الصومال. وفي عام 2013 ، غادر ما يقدر بنحو 258000 مسافر من المطارات الصومالية[6].
في عام 1989 ، كان بالصومال شركة طيران وطنية واحدة تمتلك طائرة واحدة فقط، وهو الأمر الذي تغير في الوقت الحالي حيث أصبح هناك في الصومال عدد آخر من شركات الطيران الخاصة التي يملكها صوماليون، مثل دالو( Daallo Airlines )، وشركة جوبا إيرلانس (Jubba Airline ) وشركة أفريكان إكسبريس ( African Express ). كما بدأت بعض شركات الطيران الدولية بتسيير رحلاتها إلى مقديشو، مثل الخطوط الجوية التركية والخطوط الجوية الجيبوتية، وفلاي دبي وشركة ناشيونال إيرويز الإثيوبية، والخطوط الجوية الكينية، والخطوط الجوية الأوغندية، فضلا عن طائرات الأمم المتحدة، وقوات حفظ السلام الأفريقية، وهيئات ومنظمات إقليمية ودولية أخرى.
في ذات الوقت لا بد من الإشارة إلى أنه منذ عام 1991، لا يوجد في الصومال نظام حكومي موحد وقوي وقادر على تلبية احتياجات الشعب وتوفير كل ما يحتاجه البلاد من بنية تحتية ومنشآت ضرورية ومرافق حيوية لتحريك عجلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل. كما أن قطاع المواصلات ظل منذ ذلك الوقت أيضا معطلا، وخاصة قطاع الطيران المسؤول عن إدارة وتشغيل وصيانة المطارات لتأمين انسيابية حركة الركاب والطائرات، وضمان أمن وسلامة العمليات الجوية، بالإضافة إلى تطوير الخدمات التجارية للوصول بها إلى أفضل الممارسات العالمية وتنمية سوق النقل الجوي بما يساعد على تنمية الموارد المالية من مصادرها الملاحية وغير الملاحية. ومع ذلك فقد لاح في الأفق مؤخراً اهتمام رسمي وشعبي لإحياء هذا القطاع وإعادة تطويره، حيث أبرمت الحكومات التي أدارت شؤون الصومال خلال السنوات الثمانية الماضية اتفاقيات مع عدد من الشركات الأجنبية والدول الصديقة لإعادة بناء المطارات وتشغيلها وتطويرها، مثل شركة فافوري التركية لإعادة بناء مطار مقديشو الدولي. يضاف إلى ما سبق الاتفاق الذي أبرمته دولة الكويت مع الصومال لإعادة بناء وتطوير مطاري هرجيسا في الشمال وغروي في شرق البلاد، بالإضافة إلى الاتفاقية المبرمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإدارة أرض الصومال لإعادة بناء مطار بربرة.
[1] https://aci.aero/news/2019/01/31/major-investments-in-airport-infrastructure-vital-to-meeting-future-travel-demand
[2] https://alfujairahdaily.com/news&id=1356
[3] http://www.alhayat.com/article/4579409/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2-11-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1
[4] The Geology of Somalia: a Selected Bibliography of Somalian Geology, Geography and Earth Science. By R. Lee Hadden 2007
[5] – 2016 Somalia Transport Sector Needs Assessment and Investment Programme
October 2016
[6] Somalia INFRASTRUCTURE FUND (SIF) PROJECT PIPELINE
