في رحاب الدعوة …دروس وعبر* “القصيد””

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلاة ربّي وسلامه على نبيّ العالمين، وإمام المرسلين وبعد:-
فإنني قد اخترت المدينة”تليح”منزلا لي منذ يوم:
/٨/٢/٢٠١٩م إلى الآن ، وبعد مجيئي إلى المدينة فاجأتني حادثة مؤلمة مفزعة مفظعة في غايات الغايات ، ألا وهي: قتل أبرز داعية و أنشطه على مستوى منطقة المدينة،”تليح وما حولها”على يد أحد أبناء الصوفية ” الربيعية” بسبب أنّني بدأت دروسا علميّة وعملية ، وأنشطة دعوية، وحلقات دينية ، عامّة وخاصّة، فساروا إلينا، وأثاروا علينا، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها.
وكان قتيل الدعوة هذا ماهرا خرّيتا على تصليح الآلات المستخدمة للدعوة كمكبّرات الصوت والكهرباء ونحوهما،فلأجل هذا أعدموه وقتلوه ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود، وكان السبب الرئيسي من وراء قتله-بالنّسبة لي وله- هو “إيّاك أعني واسمعي ياجارة” وكما يقول المثل الصومالي السائر:
Waysha gawrac dibigu haku quustee
فكأنّهم تقاسموا بالله قائلين:اقتلوا هذا،وشردوا ذاك حتى ينتهي الموضوع بالكلية.
وعلى غرار”والمرجفون في المدينة”.
أمّا أنا فلولا أن ثبّتني الله لقد كدت إلى التأثر بإرجافهم واستفزازهم شيأ قليلا،ولكنّ الله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لايعلمون،فشددت قدميّ على الأرض ، وتغابيت عن مايقولون ويفعلون، ثم لم يكن مني إلا أن نظمت هذه القصيدة القصيرة ،بعنوان ألا أبلغ “الأعداء” مفوّضا أمري إلى الله لأنه البصير بالعباد ، ومستقيا مسترشدا من المبدأ النبوي الشريف:”واعلم أنما أصابك لم يكن ليخطأك ولم أخطأك لم يكن ليصيبك” وهذا أوان الشروع في القصيدة قلت:

ألا أبلغ الأعداء عني رسالة
بأنّ محلتي “تليح” ومقعدي

بأمن وإيمان وخيرِ سلامة
وعيشٍ يطيب للضيوف ومرقد

ألا أيهذا اللائمي أعزمِ البقا
وأن أنشر العلوم هل أنت مُخلدي؟

وإنّي على درب اليقين بأنني
على ماقضاه الله أَمسي وأَغتدي

وقد قال خير العالمين محمدُ
كلاما شهيرا لابن عم ليهتدي

أيا أيّها الغلام إني معلم
فكن حافظا لله يحفظكَ باليد

وما أخطأ الأنامَ لم يك يحصُلِ
وما كان قد أصاب ليس يُفَنَّد

ولله درّ الشّافعيِّ إمامِنا
على كِلْمَةٍ يهجوا بمن كان يحسد

تمنّى رجال أن أموت وإن أمت
فتلك سبيل لستُ فيها بأوحد

وما موت من قد مات قبلي بضائري
ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلدي

لعلّ الّذي يرجو فنائي ويدعي
به قبل موتي أن يكون هو الرّدي

أُؤَمِّلُ نفسي بالنّبيّ وما جرى
له من حوادث الزّمان المعقّد

وذي طائف لنا دروس وكم عبر
بها يا أخا الإسلامِ هَمَّك أبعد

وهذا كليم الله جاء مخاطبا
لفرعون يا لَهَوْل ذاك ومشهد

وكن قارئا (طه) هديت أو القصص
ترى العجب العجاب ثم تزود

تذكر أيا قلبي وُقِيت بمصعب
هو ابن عمير سار بِعثا لأحمد

وبالمومن الذي حكايته أتت
بأولى حواميم القرآن الممجد

ومومن ياسين كذاك وقد قتل
ينادي عشيرة هناك بملحد

وحبر الصّحاب قال عنه مفسّرا:
دعا قومه حيّا وبعدُ بمخلد

أولئك أهل الله في خير دعوة
فمقتفيا فكن بذاك لترشدي

فيا رب أنت الله حسبي وعدتي
عليك اعتمادي ضارعا بالتوحد

فمن يرد النجاة فالله حافظ
وليس على أمر العباد بأبعد

.

زر الذهاب إلى الأعلى