أول شريط فيديو يوثق مشاركة 1300 جندي مغربي في حرب الصومال 1993

جنود مغاربة أكلتهم التماسيح في الصومال

بثّ في المغرب شريط فيديو يوثق لمشاركة الجنود المغاربة في الحرب على الصومال عام 1993 ضمن قوات التحالف الأمريكي.
وقال منتدى القوات المسلحة الملكية الذي بث الشريط، إنه تسجيل فيديو نادر يوثق لمشاركة المئات من الجنود في الجيش المغربي في العملية الأممية الثانية في الصومال، إلى جانب الجيش الأمريكي، حيث يعتبر الفيديو المادة الوحيدة في الإنترنت التي تؤرخ لوجود الجنود المغاربة في الصومال، وهو هدية قدمتها إدارة الدفاع الأمريكية لمنتدى القوات المسلحة.
ويُظهر التسجيل المرئي عناصر الجيش المغربي، وهم موجودون في الأراضي الصومالية سنة 1993، حيث بدا جليا الترحيب الذي لاقاه الجنود المغاربة من طرف الساكنة المسلمة في الأراضي الصومالية.
وشاركت الكتيبة العسكرية المغربية، رفقة قوات الأمم المتحدة، في عملية «إعادة الأمل»، والتي قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها كانت ترمي إلى إنقاذ الصوماليين من حرب أهلية قتلت أكثر من 30 ألفا منهم، حيث تركزت مهمة العناصر المغربية في حماية قوافل المساعدات الإنسانية.
وأرسل المغرب تجريدة عسكرية من 1300 عنصر إلى الصومال، يترأسهم الكولونيل ماجور عمر الصقلي. وفي 13 حزيران/ يونيو 1993 لقي 5 عناصر من القوات المغربية حتفهم في كمين للمتمردين، وكان من ضمنهم الضابط الكولونيل عبد الله بن ماموس.
ونقل موقع «هسبرس» عن عضو خبير في منتدى القوات المسلحة المغربية كيف أن المغرب فقد جنودا آخرين في وقت لاحق التهمتهم تماسيح، بينما كانوا يستحمون في إحدى البرك المائية في الصومال في فترة راحة بهذا البلد الإفريقي، فكانت نهايتهم مأساوية.
واعتبر أن «الصومال أحد الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أنه لو تركت واشنطن، ومن معها من الحلفاء، الصوماليين يتقاتلون فيما بينهم، لتفادى العالم مجمل الخسائر المادية والبشرية التي حصلت، دون أن يتغير شيء كبير على أرض الواقع».
واضاف الخبير نفسه أنه من أخطاء الجيش المغربي، والتي أدت إلى تلك الخسائر إرساله لوحدات عسكرية ليست لديها أية خبرة في القتال إلى داخل المدن، وهو ما دفع قيادة التحالف الأممي إلى أن تطلب من القوات المغربية والفرنسية إرسال وحدات مدرعة خفيفة، من أجل تعزيز قواتهم هناك.
وشارك المغرب، عدا الصومال، في العديد من عمليات إحلال السلام في بؤر التوتر في العالم، منها أزمة الكونغو التي كانت تمزقها حرب أهلية طاحنة، حيث بعث المغرب تجريدة ضمن بعثة الأمم المتحدة لصد مغامرات الانفصال، وأيضا أرسل تجريدة عسكرية إلى زائير، حيث كان الرئيس موبوتو يواجه تمردا شرسا في إقليم شابا.

المصدر- القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى