الإغلاق الإجباري لمساجد ولاية بونت لاند الصومالية فتوى هدامة !

هل يجوز للمسلمين الأصحاء ترك الجمعة والجماعة خوفا من المرض (كورونا) ؟ ! يجيب هذه المسألة فضيلة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي نفعنا الله به اجابة واضحة .

قبل أن نقرا اجابة الشيخ وفصل الخطاب نطرح أولا لماذاحكومةولاية بونت لاند تأمر بإغلاق المدارس والمساجد الدينية لمنع انتشار الكوبيد -19 هل هذا دين ؟ ام خراب؟ هل هذا صواب ام هدم ؟ هل هذا يجوز شرعا أم هو محرم أصلا وفرعا؟ هل يجوز التوقعات شرعا أم لا؟

أصدرت حكومة ولاية بونت لاند في وقت سابق مرسوما يأمر المؤسسات التعليمية والدينية بإغلاق المدارس الدينية والمساجد لمنع انتشار Covid-19.وأطلع وزير العدل والدستور والشؤون الدينية في بونت لاند ، وسائل الإعلام على الإغلاق الإلزامي لمدة أسبوعين للمساجد والمدارس الدينية في بونتلاند ، جميل هل هذا القرار من الدين؟

وقال الوزير أيضا ” يجب الإغلاق الإجباري للمساجد والمدارس الدينية” نعم سعادة الوزير أفسدت الدين وانكرت العبادة، وأحدثت بدعة جديدة ضالة في وقت سكت علماء الدولة والأحزاب أو الحركات الإسلامية من الصوفية والسلفية في بنوت لاند بشكل خاص؟

يقول الدكتور يوسف القرضاوي مجيبا هذه المسألة المذكورة :-

أولا. الله في الخوف من العدو المحقق عند القتال في سبيل الله لم تسقط الجماعة فكيف تسقط بسبب الخوف المتوهم من المرض ؟!《وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك…》الآية.

ثانيا . هذه الأوبئة والأمراض سببها الحقيقي هو الذنوب والمعاصي. قال تعالى: 《وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم》.وقال:《ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون》.
ألم يبين تعالى أن العلاج إنما هو في الرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار والصلاة والتلاوة والدعاء … وليس في ترك بعض ما أوجب علينا من جمعة وجماعة ؟!!

ثالثا. قول الله تعالى: 《ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها》. وقال: 《قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا》.
وقال:《قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذي كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم》.
وقال صلى الله عليه وسلم((واعلم أن الأمة لواجمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)) رواه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح .
فإيماننا بالقضاء والقدر وتوكلنا على الله جل وعلا ألا يمنعنا من ترك ما أوجب علينا من صلاة الجمعة والجماعة خوفا من المرض وغيره ؟!!!

رابعا. ألم يتحدث صلى الله عليه وسلم عن كيفية التعامل مع الطاعون وأنه لا يجوز دخول الأرض التي فيها الطاعون ولا الخروج من الأرض التي فيها .. فهل ذكر فيه ترك صلاة الجماعة؟!!

خامسا. وقع الطاعون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتشاور في أمره مع المهاجرين ثم الأنصار ثم مسلمة الفتح .. فهل عطلوا بسببه جمعة أو جماعة ؟ !

سادسا. يقول الله سبحانه وتعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة) فهل الإستعانة هنا بإقامة الصلاة في المسجد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها أم بترك الجمع والجماعات ؟!!

سابعا. يقول صلى الله عليه وسلم 《من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله ..》 ألا يكفينا أننا في ذمة الله ؟! 《أليس الله بكاف عبده》؟!!

ثامنا. إذا كان صلى الله عليه وسلم لم يأذن للأعمى في التخلف عن الجماعة مع قوله بأنه لا قائد له وأن المدينة كثيرة الهوام والسباع … كيف يؤذن للصحيح في التخلف عنها لمجرد خوف المرض ؟!

تاسعا. لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة .. فهل إذا حزبنا فيروس الكورونا نترك صلاة الجمعة والجماعة ؟!!

عاشرا. لقد كان في كل مدينة إسلامية جامع واحد يصلي فيه الجميع .. وقد كان يصيب المسلمين الوباء والطاعون من حين لآخر .. فهل أفتى أحد من علماء المسلمين عبر التاريخ بغلق المساجد بسبب وباء أو طاعون ؟!!

محمود علي آدم هوري

بقلم محمود علي آدم هوري: باحث صومالي وشاعر معاصر، ومحاضر بجامعة ماخر كلية الشريعة والدر اسات الإسلامية ، له أبحاث علمية في مجال الأدب الصومالي والعربي وقد طبع بعضا منها وأخرى مخطوطة.
زر الذهاب إلى الأعلى