هل تعاني الصومال من عزلة دولية ؟

ظلت الصومال في الأعوام العشرة الماضية تبذل كل ما في وسعها لإستعادة مكانتها في العالم وإعادة إحياء علاقاتها القوية مع معظم دول العالم ولا سيما الدول الإقليمية والدولية المؤثرة  مستفيدة من موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية وكانت هناك زيارات متبادلة مع رؤساء العالم، وكان يقوم رئيس الصومال سنويا بزيارات رسمية  إلى عدد من الدول الصديقة والشقيقة لتعزيز العلاقات مع تلك الدول وابرام اتفاقيات تعاونية في شتى المجالات بهدف رفع مستوى التبادل التجاري بين الجانبين وتقديم تسهيلات للمواطنين الصوماليين المسافرين إلى الخارج والجاليات، كما كانت تستضيف العاصمة مقديشو بشكل دورري عددا من المؤتمرات والفعاليات والنشاطات الثقافية والعلمية إبرازا لأهميتها ودورها في العلاقات الدولية.

لكن في السنوات الأخيرة يبدو أن هذا التطور قد انتابه الاهتزاز  وتشهد علاقات الصومال مع عدد من الدول الغربية والعربية تراجعا ملحوظا، بل وبلغ العلاقة مع بعض الدول إلى أدنى مستوى لها ، حيث قررت دولا عدة الانسحاب من المشهد الصومالي وقطع دعمها المالي لعدد من قطاعات الدولة وتعليق أعمالها الانسانية  والإغاثية في البلاد، في حين انحفضت الزيارات المتبادلة ولاسيما التي تكون على مستوى الرؤساء والقيادات العليا  ولم يقم المسؤولون الصوماليين بزيارات دولة أو رسمية إلى دول العالم خلال العاميين الماضيين باستثناء المشاركة في أعمال اجتماعات القمم والمؤتمرات الدولية والاقليمية الدورية إلى جانب زيارات رسمية إلى دولة  أو دولتين أو ثلاث دول وهذا دليل واضح على البرودة التي تشهدها علاقات الصومال الخارجية لأن الزيارات المتبادلة وعلى أعلى المستويات تكتسب أهمية قصوى في فتح آفاق جديدة من التعاون وتحسين صورة البلاد أمام العالم بالإضافة إلى جلب الاستثمارات والحصول على دعم  متعدد الأوجه، مثل تبادل الخبرات والكفاءات العلمية وتعزيز التعاون البناء في المجالات التنموية.

يبدو من الأهمية بمكان أن تبذل الحكومة أقصى جهد ممكن لتطوير علاقتها مع العالم الخارجي  ولاسيما الدول المؤثرة ، لأن في ظل العولمة لا يمكن  للدول أن تعيش منعزلة على محيطها الاقليمي والدولي ولاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاجها الصومال إلى دعم جميع الدول بدون استثناء وأن تشكل خلية دبلوماسية تعمل على مواكبة علاقة الصومال مع الخارج وتطويرها وتعزيزها لما يحقق تطلعات الشعب وتعزيز الروابط بين الشعب الصومالي وشعوب العالم عبر تنظيم لقاءات ومؤتمرات ومهرجانات يشارك فيها أشخاص ومنظمات من مختلف بقاع العالم .

  

زر الذهاب إلى الأعلى