أسباب ضعف اللغة العربية في الصومال دراسة حالة  اقليم بونت لاند (2)

تناولنا في الحلقة السابقة نبذة تاريخية  عن الصومال عموما، وعن شرق الصومال خصوصا،  وقد كانت أبرز ملامحهاكما وضحناأن هناك اتصال بين الصوماليين والعرب قبل الإسلام، إذ انتفع التجار والتجار العرب من الرياح الموسمية التي تهب على المناطق المطلة والقريبة من المحيط الهندي في الاتصال بالسواحل الشرقية ، لذا سنعرض هذا المقال أبرز عوامل الضعفإن شاء الله.

في ضوء البنود التالية :

البند الأول قلة كفاءة الكوادر التعليمية

البند الثانية الغزو اللغوي وضعت المهارات اللغوية

البند الثالث قلة استخدام التقنيات الحديثة
نشأة اللغة العربية في الصومال

ويُعتبر من أبرز العوامل التي أثّرت وتسبّبت في ظهور اللّغة العربية االمؤسسات التعليمية، والمسرحيات العامة والخاصة، وأماكن التجارة وهذا تعريف بسيط كمدخل إلى الموضوع

البند الأول : قلة كفاءة الكوادر التعليمية

قلة كفاءة الكوادر التعليمية يُعتبر المعلم غير المؤهل لتعليم اللغة العربية من أهمّ عوامل ضعف الطلبة فيها، فعلى أقل تقدير يعجز الكثير من المعلمين عن التحدّث بلغة سليمة خالية من الأخطاء، ممّا يحول دون توصيل المعلومة بشكلٍ صحيح إلى الطلبة، إضافةً إلى عدم امتلاك المعرفة الأكاديمية الكافية لتأدية رسالتهم التعليمية على أكمل وجه.

تستخدم اللغة العربية الفصحى المعاصرة كلمات وعبارات جديدة وحديثة لم تكن موجودة عند كتابة القرآن الكريم، ويعاني بعض الطلاب في الموسسات التعليمية من ضعف في اللغة العربية، وضعف في الكتابة الإملائية، وضعف في القدرات التعبيرية، ويتفاوت هذا الضعف بين إنسان وآخر، كما شهدت اللغة العربية انخفاضًا تدريجيًا في وطننا الصومال عموما ومناطق بنونتلاند خاصة، وشكلت التحولات التكنولوجية والعلمية والاختراعات والتطورات العلمية تحديًا خطيرًا لهذه اللغة، ويتضح هذا التحدي من خلال جوانب عديدة؛ إذ تدعم غالبية التطورات التكنولوجية والعلمية الجديدة في العالم من خلال لغات أخرى غير العربية.

لذا أصبح الطالب الصومالي لا يتمشى في أكثر علوم التي تتعلق باللغة العربية وثقافتها الواسعة.

البند الثانية الغزو اللغوي وضعت المهارات اللغوية

إن كلمة: (الغزو) تعني: القصد، والطلب، والسير إلى قتال الأعداء.

والغزو اللغوي هو: تصفية العقول، والأفهام، لتكون تابعة للغازي. وقد يكون الغزو الفكري واللغوي أشد وأقسى من الغزو القتالي، لأن الأمة المهزومة فكريًا تسير إلى غازيها عن طواعية، وإلى جزارها عن رضا.

واللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ومن أشهر لغات العالم ومن أكثرها انتشارًا، ولها أهمية بالغة عند جموع المسلمين حول العالم، حيث لا تتم الصلاة إلا بها، ولقد كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن كثرة غزو المصطلحات الأجنبية للغتنا العربية، بل واشتراط إتقان اللغات الأجنبية في معظم الوظائف والجامعات في بلادنا العربية، وضياع اللغة الفصحى من معظم أبنائها، بل وتشبث البعض بوضع مصطلحات أجنبية من لغات أخرى في كلامه، ربما كنوع من إظهار مستوى التعلم والثقافة عنده، وصراحة أجد غضاضة في هذا الأمر، وتحديدًا في نسيان أبناء العرب لغتهم الفصحى واتخاذهم عامية مشوهة ومصطلحات دخيلة.

الغزو اللغوي والفكري فهو لتصفية العقول، والأفهام، لتكون تابعة للغازي.

تعاني البلاد الصومالية في واقعنا المعاصر من غزو لغات الشعوب الغربيّة، مما أدَّى إلى انقطاع الصلة بين الشعب الصومال ولغته الصومالية والعربية أيضا، وفقدان جذورها ، وتهميش معالم حضارته وثقافته فأصبح الصومالي بلا هوية أو اللاشعورية، لا سيَّما أن اللانجليزية في بلدنا الصومال أصبحت هي لغة البلد الغازي أو المستعمر.

اللغة هي الوسيلة التي يُعبّر بها الأفراد عن أنفسهم وما يدور في ذهنهم، وهي لسان الأمة، وهويتها، وجوهرها، وكيانها، فلا يُمكن أن تنشأ دولة مستقلّة لها سيادة وقوانين خاصّة بها، وحضارة، وثقافة دون لغة تميّزها عن بقية اللغات الأخرى، وقد حظيت الحضارة الإسلامية بأمجاد وبناء ثقافيّ عريق في فترة الحكم الإسلاميّ؛ لأنّ أجدادنا المسلمون لم يفرطوا بلغتهم العربية، بل أعلوا من شأنها وتباهوا بها دون كللٍ أو مللٍ، ولكننا اليوم نشهد تحدياً أمام أنفسنا ألا وهو ضعفنا في اللغة العربية، وهي لغة الفصاحة والبلاغة التي ازدهرت بها الحياة العقليّة والفكريّة في العصور السابقة، ولغة الدين، والعلوم، والفنون، والآداب التي اكتسبت قوّتها من إبداع أهلها، وفي هذا المقال سنناقش أسباب ضعفها.

من العوامل التي تسهم في نهوض اللغة العربيّة: رفع شان الكتاب، ونشر عادة المطالعة، وثقافة البحث، والتبحّر في متون الكتب، قديمة كانت أم حديثة. تشجيع الكتابة، والبحث العلمي، فهذا يسهم في تشجيع النّاس على المطالعة، والبحث. قراءة القرآن الكريم كان له الدور الأبرز في حفظ اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم ويبنى على ذلك أن مدخل الارتقاء باللغة العربية إنّما يكون من قراءة القرآن الكريم وتدبّر معانيه، وجمال أسلوبه

وأخيرا

يرجع الضعف والفشل في إتقان مهارة القراءة إلى أسلوب التعليم الموجه نحو التقدم وفي إتقان بقية المهارات اللغة.

البند الثالث قلة استخدام التقنيات الحديثة

  • فهم الدوافع وراء تعلم اللغة مع استخدام التقنيات الحديثة:

قبل البدء بالتعلم، يجب معرفة أهمية تعلم اللغة العربية، إذ هل سيفيد تعلم اللغة العربية من إمكانية التقدم في الدراسة أو الوظيفة، أو ما هو الشعور بعد تعلم اللغة العربية

  • الاستخدام المطلق للغة العربية الفصحى من قبل الخبراء والأكاديميين على واقع الملموس
  • تشجيع المناقشات والمشاركة خلال التقنيات الحديثة ، إذ يجب التركيز على إعطاء الطلاب فرصة للتعبير عن أفكارهم بحرية، نظرًا لأن لغة الطلاب الشفهية تزداد قوة عند الحديث عبر التواصل الشبكة العنكبوتية.

الدكتور عبد القادر محمود علي جيلاني

دكتوراة في التربية الإسلامية . أستاذ ومحاضر في جامعة PSU بمدينة جروي- بونت لاند
زر الذهاب إلى الأعلى