لماذا للمرأة وزارة ؟!

بعد عدة سنوات من المتابعة و تتبع و البحث والاستفسار لم أجد من يُفتيني ويُخرجني من حيرتي ويُجيب على سؤالي لماذا للمرأة وزارة في الصومال ؟ اسال وأنا اعترف بأن وضع المرأة الصومالية حتى يتغير يحتاج لجهود بحجم وزارة ولكن ماذا اضافة هذه الوزارة المسماة باسمها للمرأة الصومالية  ، فقبل أن اُتهم بأني من المعسكر المعادي والمبغض للمرأة خُذو مني حصيلة تتبعي لسير عمل وزارة المرأة في ولاية بونت لاند كنموذج لوزارات المرأة في بقية الولايات وعلى رأسهم وزارة المرأة وحقوق الانسان في الحكومة الفدرالية ، في بداي الأمر عمر وزارة المرأة في ولاية بونت لاند يقارب العشر السنوات ، تعاقب عليها خمس وزيرات ، وقد قامت هذه  الوزارة على تحقيق ثلاث أجندة رئيسية وهي : السعي إلى تحقيق المساواة المرأة مع الرجل في كافة الصعدة بما يضمن حقها ويراعي خصائصها ، ثانياً تمكين المرأة سياسياً واقتصادياُ واجتماعياً و قانونياً ودعمها للوصول الى المواقع القيادية في المجتمع ، واخيراً النهوض بها وتطوير قدراتها ، و المساعدة في حل مشكلاتها وحلحلت ازماتها ، وبذلك يمكن ان نقول ان للوزارة خط سير ورؤية واضحة فماذا تحقق من تلك الرؤية ؟

البداية كانت مع الوزيرة عائشة غيلي والحق يقال فهي يرجع إليها الفضل في وقت ما في لفت نظر المجتمع إلى حقوق المرأة المهدورة في حقول السياسة ، أما في بقية الملفات  في عهد “غيلي ” فحُصرت في مكافحة الختان ، وعقد مؤتمرات وحلقات نقاش يكون الختان على رأس الاجندة ويناصفه احياناً موضوع  زواج القاصرات و حق المرأة في التعليم ، واستمر الوضع على هذا المنوال إلى عهد وزيرة انيسة فأضيف الى المواضيع موضوع العنف الموجهة ضد المرأة بين قوسين العنف الجنسي وبشكل خاص الاغتصاب و محاولة الحد منه وتأهيل ضحاياه ، يُحسب للوزيرة أنيسة بأنها حاولت اخراج الوزارة من عالم الكلام إلى عالم الأفعال الملموسة لكنها للأسف خرجت هي ولم يتغير شيء ،  فاستمرت الوزارة بعد ذلك في  اختزال قضايا المرأة في ملفات معدودة و ضيقة ، فالقضايا المطلقات والمعنفات والمحرومات لا تجد للوزارة طريق إلا ما نذر ، واذا وصل فلا يحظى بالاهتمام الكافي وغالباً لا يتجاوز هذا الاهتمام عقد مؤتمر او مؤتمرين او بالكثير ورشة عمل لا تطبق نتائجه .

بالرغم ان وزارة المرأة في عموم الوطن تعتبر من الوزارات التي يستحسنها الممول الخارجي في هي تحصل عادة على الدعم المادي اللازم للعمل وترجمة الاجندة النظرية على ارض الواقع ، لكن للأسف لم تستفيد الوزارة من هذا الدعم بما يعود بالنفع بالمرأة الصومالية ، فهي الى الآن لا تمتلك دار رعاية او منزل تلوذ إليه المرأة المحتاجة ، ولم تؤسس مراكز لدعم و تأهيل وتطوير المرأة الصومالية ، ولم تفتتح مكاتب استشارية كافية تغطي حاجة النساء اليه ، ولم تفتح ابوابها هي لجميع النساء بدون تميز .

أن قراءة الواقع المتمنعة والمتجردة والنقد الذاتي الممنهج هو ما تحتاج ان تتعلمه المرأة الصومالية حتى تغير واقعها  وتحاسب المنتفعين باسمها ، والواقع بأن الوزارة المسماة باسمها ظلمتها اكثر مما انصفتها ، فهي وضعتها في قالب صاخب غاضب دون أن توضح إلى أين ينتهي هذا الغضب ومتى يتغير هذا الصخب. 

  

فاطمة شيخ محمد حوش

كاتبة صومالية
زر الذهاب إلى الأعلى