أول معرض تركي- صومالي للزراعة والثروة الحيوانية في مقديشو بمشاركة 20 شركة من البلدين

شكل معرض “آغرو إكسبو” للزراعة والثروة الحيوانية، مصدر إلهام لقطاع الزراعة  الصومالي، الذي لا يُستفاد منه على الوجه الأمثل؛ بسبب قلة الخبرات وغياب الاستثمارات والأسواق الخارجية وتدهور الوضع الأمني خلال السنوات الماضية.

المعرض هو الأول من نوعه في الصومال، وأقيم بين السبت والإثنين الماضيين، وحظي بمشاركة قوية من أكثر من 20 شركة تركية وصومالية مهتمة بالقطاع الزراعي.

** آفاق جديدة

وزير التجارة والصناعة الصومالي، عبد الله علي حسن، قال إن المعرض الزراعي التركي- الصومالي هو أول نافذة تسويقية للمنتجات الزراعية الصومالية.

وأضاف “حسن” في حديثه للأناضول على هامش المعرض، أن انسجام الموارد الطبيعية للصومال مع الخبرات الزراعية التركية يفتح آفاقًا جديدة أمام هذا القطاع، الذي لم يستثمر سوى ثلثه.

وذكر أن اهتمام الصومال بالمعارض التجارية وخاصة في القطاع الزراعي الذي يشكل 80 بالمئة من اقتصاد البلد، سينسج شبكة من العلاقات بين المزارعين والمشترين المحتملين للمنتجات الزراعية.

وتخلل المعرض ندوات وورش عمل من جانب خبراء أتراك وصوماليين، ركزت على التحديات أمام المزراعين، والأخطار الناتجة عن التغير المناخي وسبل مواجهتها، وأهمية استخدام التقنيات الحديثة لمواكبة التطور التكنولوجي في العالم.

** فرص استثمارية

من جهتهم، أشاد مشاركون في المعرض بأهمية إقامة مثل هذه المعارض، للكشف عن ثروات الصومال، بما فيها الثروة الزراعية، وهي العمود الفقري للاقتصاد الصومالي.

واستقطب المعرض شركات استثمار صومالية وتركية، وأظهر حاجة القطاع الزراعي الصومالي إلى استثمارات محلية وأجنبية، وركزت عروض متشابهة عديدة على منتجات، منها الليمون، الموز والسمسم.

وقال مري عثمان إنطيري، مسؤول قسم الزراعة في غرفة التجارة الصومالية، للأناضول، إن إقامة المعارض الزراعية في الصومال توفر بيئة مليئة بفرص الاستثمار للتجار المحليين والأجانب.

وأضاف إنطيري أن تركيا لديها سوقًا كبيرة تربط قارتي آسيا وأوروبا، مما يعطي الشركات التركية امتيازات خاصة في حال الاستثمار في هذا القطاع أو العمل على تسويق منتجاتنا، وهو ما سيعزز النمو الاقتصادي بين البلدين.

وقال حليم كزاجي، مهندس زراعي في جامعة زمزم للعلوم والتكنولوجيا (خاصة)، للأناضول، إن المعرض هدف إلى تعريف العالم بالمنتجات الزراعية الصومالية عبر الشركات التركية.

وأوضح أن هذه الشركات عرضت إمكانياتها من آلات زراعية، مثل آلات الحرث، وأسمدة وتقنيات لمكافحة الآفات، وهو ما يحتاج إليه المزارعون الصوماليون، الذين يعتمدون على الأسلوب التقليدي.

وأفاد بوجود اهتمام كبير من شركات تركية بالاستثمار في القطاع الزراعي بالصومال، لكن الأمر مرهون بتحسن الوضع الأمني، وهو يتحسن بالفعل يومًا بعد آخر.

ومنذ سنوات، تقاتل القوات الحكومية وقوات حفظ سلام إفريقية مسلحي حركة “الشباب” المتمردة في الصومال، وقد انحسرت مناطق سيطرة الحركة بشكل كبير.

** تحفيز للمزارعين

وحظى المعرض باهتمام كبير من شركات الزراعة الصومالية، حيث شكل حافزًا قويًا للمزارعين من أجل زيادة إنتاجهم، لتلبية الإقبال المحتمل من شركات أجنبية تسعى إلى الاستفادة من هذا القطاع، الذي كاد أن يتوقف بسبب أزمات الجفاف وغياب اهتمام الأسواق الأجنبية.

وقال خليف ظاهر، رئيس اتحاد المزارعين في إقليم شبيلى السفلى (جنوب)، للأناضول، إن المزارعين الصوماليين يرون أن هذا المعرض يوفر لهم فرصة لزيادة إنتاجهم، بعد أن كان يقتصر على تلبية الطلب المحلي.

وأوضح أنهم يسعون إلى زراعة مساحات شاسعة لم تكن مستخدمة من قبل، لسد احتياجات الأسواق الخارجية المحتملة.

وأضاف أن القطاع الزراعي بالصومال يحتاج إلى الخبرات التركية لتطويره، حيث يفتقر إلى تقنيات الزراعة الحديثة وآلياتها، بجانب البيوت الزراعية المحمية، مما يساهم بزيادة الإنتاجية وتوسيع المساحات الزراعية، وتقليل نسبة البطالة.

وشدد خليف على أن المزارعين يتطلعون إلى إنعاش القطاع الزراعي من خلال المعارض التي تنظمها شركات تركية وصومالية.

واعتبر الدكتور خالد عمر، خبير وباحث زراعي، أن المزراعين الصوماليين وجدوا ضالتهم في معرض “آغرو إكسبو”، فقطاع الزراعة بالصومال يحتاج فقط إلى تسويق، وتركيا شريك كبير في هذا المجال، لما تتمتع به من إمكانيات كبيرة.

وأضاف عمر للأناضول أن نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في الصومال تقدر بعشرة ملايين هكتار (الهكتار الواحد يساوي ألف متر مربع)، حسب إحصاءات منظمات دولية، ما يعني أن الصومال قادر على سد احتياجات أسواق عالمية.

وختم بقوله: “لكن لسوء الحظ، وبسبب قلة الإمكانيات، لا يُستغل من هذه المساحة سوى واحد بالمئة، ما يعكس حاجة الصومال لاستثمارات وأسواق عالمية”.

الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى