المملكة العربية السعودية حليف استراتيجي 

 يجانب الصواب وواهم حتى الثمالة من يعتقد أن العلاقة بين الصومال والمملكة العربية السعودية علاقة عابرة تقوم على أساس المصالح المتبادلة، فقد كانت علاقنا مع المملكة العربية السعودية على مر العصور والتاريخ استراتيجية وذات طبيعة خاصة في الأصعدة كافة وبالتالي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تهتز أو تتوتر  مهما كانت الأسباب والذرائع ناهيك أن تتأزم احتراما وتقديرا لبلد آخر مهما علا شأنه. 

لقد كان موقف الصومال حول هجوم الجيش التركي على سوريا  وتحفظها على قرار جامعة الدول العربية المنددة لهذا الهجوم ، مخزيا للغاية ولا يعبر عن رأي غالبية الشعب الصومالي الذي ظل دائما مع العدالة والمواقف التي تحترم سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها ومشجعا لحكوماته على الوقوف إلى جانب الحق وحماية مصالح الصومال وعلاقاتها الأبدية مع الدول العربية الشقيقة التي دعمته وساندته في نضاله ضد الاستعمار ومن أجل الاستقلال ووقفت معه كتفا بكتف في كفاحه ضد هيمنة القوى الإقليمية ومواجهة أطماعها التوسعية.

كان ينبغى أن تكون الصومال مع موقف محيطها العربي وعلى رأي دولها المحورية ومع  قرار  جامعة الدول العربية التي تعد مظلة جامعة تلجأ إليها جميع الدول العربية في أوقات الأزمات والمحن ، ولايوجد أي مبرر أو مصوغ ازاء موقف الصومال المخالف لإجماع الدول العربية وكان من الممكن تفادي أي هذا الموقف الذي سيسطره التاريخ وسيظل في المستقبل عائقا أمام مصالح الصومال الاقليمية والدولية وحصولها على دعم القوى العربية الأساسية في الدفاع عن هذه المصالح وخصوصا في ظل الأزمة الحدودية مع كينيا ودخول قضية اقليم أرض الصومال الانفصالي إلى منعطف خطير والتي لا يمكن ايجاد حل لها دول مساعدة ومساندة من المملكة العربية السعودية.

كان من الأجدر أن تعي الحكومة الصومالية أن  المملكة العربية السعودية ليست بلدا طبيعيا كسائر بلدان العالم الأخرى، فهي حاضنة الحرمين الشريفين ، وأقدس بقعة على وجه الأرض،  تهوي إلى زيارتها ملايين البشر في كل عام لأداء ركن من أركان الإسلام ، حيث لا يتمنى أحد أن يصيب هذا البلد أي  أذى مهما كان مستواه أو يتعرض إلى مشاكل وأزمات تمس أستقراره السياسي والاقتصادي والأمني، بل يتمنى أن يكون سدا منيعا أمام  كل من تسول نفسه الإيذاء بالمملكة وتركها مكشوفة الظهر أمام المتربصين لها والمتآمرين ضدها وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تتكالب بعض القوى الاقليمية والدولية لزعزعة استقرار  منطقة الشرق الأوسط وفي قلبها المملكة العربية السعودية.

لماذ غابت دروس غزو العراق على الكويت وتأثيراتها عن أذهان الوزراة الخارجية الصومالية؟ الا تعلم أن عددا من الدول يعانون حتى اليوم من تدعيات قرارهم حيال هذا  الغزو؟  ولماذا لم  تعتبر بأزمة سوريا وتداعياتها على المستوين الاقليمي والدولي؟ ولماذا تجاهلت عن قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح أم أننا أمام قيادة سياسية مراهقة لا يهمها سوى مصالحها الشخصية .

زر الذهاب إلى الأعلى