الأزمة السياسية في جوبالاند …..بوادر انفراج تلوح في الأفق

شهدت مدينة كسمايو يوم السبت  مراسم تنصيب أحمد مذوبي رئيسا لجوبالاند في السنوات الأربعة القادمة. وتأتي مراسم تنصيب أحمد مذوبي رئيسا لجوبالاند بعد تحقيقه فوزا في انتخابات 22 من أغسطس/ الماضي التي شهدتها مدينة كسمايو العاصمة المؤقتة لإدارة جوبالاند.

وعلى الرّغم من الجهود التي بذلتها الحكومة المركزية لمنع إقامة هذا الحفل بما في ذلك عدم اعترافها بنتائج الانتخابات، وفرضها حظرا جويا على المدينة لمدّة 3 أيام ومطالبة شركات الطيران المتجهة إلى كسمايو أو القادمة منها بمرور مطار مقديشو، وعدم نقل أي سياسي على متنها إلى كسمايو، وإرسالها وفدا وزاريا إلى رئيس بونتلاند لإقناعه على عدم المشاركة في هذا الحفل، إلاّ أنه يبدو وعلى الرغم من ذلك أن مراسم حفل تنصيب أحمد قد تم إجراؤه في كسمايو.

هذا، وقد شارك في هذا الحفل مسؤولون صوماليون سابقون وحاليون، وسياسيون حاضرون، وعدد كبير من أعضاء غرفتي البرلمان الصومالي، إلى جانب وفد كيني بقيادة رئيس الأغلبية في البرلمان الكيني آدم بري دعالي، وجمع كبير من الحضور.

وقد غاب عن هذه المناسبة قادة الحكومة الفيدرالية ومناصريها من إدارات الولايات الفيدرالية ربما لعدم اعتراف الحكومة بنتائج الانتخابات، أو ربما لعدم تلقيهم دعوة المشاركة من قبل إدارة جوبالاند بسبب الخلافات بينهما.

وقد ألقى جمع كبير من المشاركين خطبا في هذه المناسبة وإن كانت معظمها تدور حول فتح باب الحوار مع المخالف، دون إهمال توجيه انتقادات إلى سياسة الحكومة المركزية، حيث يمكن القول بأن جميع المتحدّثين انتقدوا بشكل مباشر أو غير مباشر سياسة الحكومة الفيدرالية تجاه بعض القضايا مثار الخلاف مثل انتخابات 2021م، ونوع العلاقات بين الحكومة المركزية والولايات الفيدرالية، والسياسة الحكومية تجاه الأحزاب السياسية المعارضة، وما إلى ذلك من قضايا ساخنة في الساحة السياسية الصومالية.

ونضرب مثالا لذلك بما جاء في خطاب حسن شيخ محمود زعيم حزب الاتحاد من أجل السلام والتنمية (UPD) والرئيس الصومالي السابق الّذي ذكر “أنّه لا يمكن القبول من قادة الحكومة الحكومة الحالية بتمديد فترة حكمها المتبقية منها حوالي 15 شهرا”، وعلى الرغم من ذلك إلاّ أنه من جانب آخر فإن حسن شيخ محمود حث على رئيس جوبالاند بإجرا مصالحة جدّية مع مخالفيه السياسيين، والعمل على وحدة جوبالاند وتماسك مجتمعها.

من جانبه أبدى شريف شيخ أحمد الرئيس السابق للحكومة الانتقالية أبدى إحباطه تجاه إمكانية إجراء انتخابات صوت واحد لشخص واحد في العام الانتخابي 2021م، معلّلا ذلك بغياب الأجواء السياسية الممهدة لذلك إلاّ أنّه حذّر أيضا من محاولة تمديد فترة حكم القيادة الحالية.

أما السياسي عبدالرحمن عبدالشكور زعيم حزب ودجر المعارض الّذي ألقى هو الآخر كلمة في هذه المناسبة، فإنّه أشار إلى أن أي محاولة ترمي إلى تغيير موعد انتخابات 2021م ستؤدي إلى عواقب وخيمة تتحمل مسؤوليتها الحكومة الحالية.

أما الحاج موسى سوذي يلحو العضو في مجلس الشيوخ الصومالي فقد ذهب بعيدا في انتقاد الرئيس فرماجو إذ إنّه أكّد على أن الرئيس فرماجو لم يدع بابا للحوار إلا وسدّه، مما يجعل محاولة التفاوض معه شبه مستحيلة، وهو ما أشار إليه عبدالرحمن فرولي الّذي هو الآخر عضو بارز من أعضاء مجلس الشيوخ في البرلمان الصومالي، حيث طالب فرولي من فرماجو بفتح باب الحوار مع الآخرين والتصالح معهم، وإلاّ فإن الآخرين سيتصالحون فيما بينهم أو يتصالحون ضدّه.

أما طاهر محمود جيللي وزير الإعلام السابق في الحكومة الفيدرالية الحالية فقد أعلن أن الحكومة التي كان جزءا منها قبل شهور “لاتعرف معنى التنازل والتفاوض، فهي إما أن تنتصر وإما أن تنهزم” في إشارة بليغة منه إلى عدم استعداد الحكومة لفتح باب الحوار مع مخالفيها من السياسيين والولايات الفيدرالية المخالفة لاتّجاهاته السياسية في إدارة البلاد.

من جانبه دعا سعيد عبدالله دني رئيس بونتلاند إلى فتح باب الحوار مع كل من لم يقنع بنتائج انتخابات جوبالاند، وحل جميع الخلافات على طاولة المفاوضات، وفيما يتعلق بانتخابات صوت واحد لشخص واحد المقرر إجراؤها في الصومال عام 2021م، فقد شكك الرئيس دني في إمكانية إجراء هذه الانتخابات عام 2021م، نظرا للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها البلاد.

وكان من بين المتحدّثين في المناسبة النائب الكيني آدم برّي دعالي رئيس الأغلبية في البرلمان الكيني الّذي ذكر أن كينيا وجوبالاند يتعاونان فيما يتعلّق بأمن المناطق الحدودية بين الصومال وكينيا متعهّدا على مواصلة كينيا دعمها اللامحدود لجوبالاند.

وفي ختام المناسبة ألقى رئيس جوبالاند السيد أحمد محمد إسلام مذوبي خطابا قدّم فيه الشكر إلى الّذين استجابوا لدعوته وحضروا مراسم تنصيبه، وأشار إلى وجود جهود تصالحية جارية لحلّ الخلافات الناجمة عن نتائج إعادة انتخابه رئيسا لجوبالاند. 

زر الذهاب إلى الأعلى