عبدالرحمن ”أدواى“ والانتخابات الرئاسية في غلمذغ…. فرص وتحديات

في 31/أغسطس – آب/2019م، أعلن النائب السيد عبدالرحمن محمد حسين (أدواى) ترشحه لتولّي منصب رئاسة ولاية غلمذغ الفيدرالية الواقعة في المناطق الوسطى من الصومال.

ويعدّ عبدالرحمن أدواى أحد الأركان الأساسية لحزب الاتّحاد من أجل السلام والتنمية (UPD) المعارض، والّذي يتزعّمه السيد حسن شيخ محمود الرئيس السابق لجمهورية الصومال الفيدرالية.

وشغل السيد أدواى إبان فترة حكم الرئيس السابق منصب وزير الداخلية والمصالحة والشؤون الفيدرالية، مما يؤكد دوره الفعال في الحزب الّذي ينتمي إليه.

ومنذ أن أعلن السيد أدواى عزمه على خوض السباق للحصول على كرسي رئاسة غلمذغ، بدأ المحللون والمتابعون يتساءلون الفرص المتاحة أمامه والّتي تمكّنه من تحقيق حلمه في غلمذغ، مع عدم إهمال التّحديات التي من الممكن أن تقف في سبيل تحقيق رغبته في تولّي رئاسة غلمذغ، وفي السطور الآتية نقدّم بعض الفرص وبعض التحديات أمام السيد عبدالرحمن محمد حسين (أدواى).

الفرص 

من أهم الفرص التي تساعد السيد أدواى على تحقيق حلمه ما يأتي:

  1. بعض إنجازاته السابقة: لقد تم في فترة تشغيله لمنصب وزير الداخلية والشؤون الفيدرالية بناء إدارة كل من هيرشبيلي وغلمذغ، مما يعني أنّه خبير بمشاكل هذه المنطقة وبالتالي فلديه خيارات متعدّد لمعالجة القضايا الحساسة التي قد تواجهه خلال فترة حكمه لغلمذغ.
  2. كونه أبرز المرشحين الأقوياء حتى الآن: يعتبر عبدالرحمن أدواى أبرز المرشحين الأقوياء لرئاسة غلمذغ، إن لم يكن المرشح الرئاسي الوحيد الّذي أعلن ترشحه لهذا المنصب حتّى الآن، ويستمدّ قوّته من خبرته الأكاديمية والعملية، حيث إنّه أشرف خلال عمله في مكتب الوزارة الداخلية كوزير داخلي، أشرف على تأسيس إدارة غلمذغ وبنائها، مما يعني أنه يعرف مكامن المشاكل المحتملة ومعالجتها بسبب خبرته السابقة، وهذا مما يجعله مرشحا قويا لتولي رئاسة غلمذغ.
  3. حصوله على موافقة شبه كاملة من الأطراف المعنية: لكونه ينتمي إلى حزب سياسي معارض، قد يقلل البعض من فرص حصوله على هذا المنصب، إلاّ أن كثيرا من المتابعين يرون أن السيد أدواى شخصية شبه متفق عليها حتّى الآن بين الأطراف المعنية بالقضية، حيث يرى المتابعون، أنّه وعلى الرغم من انتمائه لحزب سياسي معارض إلا أنّه يلاحظ تقاربا بينه وبين الحكومة الفيدرالية وخاصة بينه وبين رئيس الوزراء حسن علي خيري الّذي استضافه بمكتبه في مقديشو بعد يوم من ترشحه لرئاسة غلمذغ، مما فسّره البعض بأنه تقارب بينهما، مؤكّدين على ذلك أنّه وبعد هذا اللقاء وصل المرشح أدواى إلى مدينة هوبيو التي كانت تستضيف مؤتمرا للسلام بين عشائر إحدى قبائل غلمذغ، حيث يربط البعض بين وصول أوذوا إلى المدينة وانتهاء أعمال المؤتمر بعد يوم أو يومين من وصوله، في إشارة منهم إلى أنه كان يحمل إليهم رسائل من الحكومة الفيدرالية مفادها إقناع المشاركين في هذا المؤتمر إنهاء أعمال مؤتمرهم ومشاركة مؤتمر طوسمريب للمصالحة والذي تنظمه الحكومة الفيدرالية، وهنا يعتقد البعض أنه كان هناك تنسيق بين المرشح وبين الحكومة الفيدرالية التي ستقوم مقابل ذلك (إقناع المجتمعين في هوبيو) تمهيد الطريق للسيد أدواى ليحقق حلمه في رئاسة غلمذغ وفق تفاهمات وصفقات سياسية بين الطرفين.

التحديات 

من التحديات التي قد تواجه المرشح الرئاسي السيد عبدالرحمن أدواى ما يأتي:

  1. نظام المحاصصة القبلية لتقاسم السلطة: قد يكون نظام المحاصصة القبلية المتعارف عليه في تقاسم السلطة بالصومال تحدّيا كبيرا قد يواجه السيد أوذوا، ورغم أنّه ينتمي إلى القبيلة التي من المفترض أن يأتي منها رئيس غلمذغ القادم، إلاّ أنه لا ينتمي إلى الفخذ الّذي تعارف عليه الناس لتولّي هذا المنصب منذ تأسيس غلمذغ، مما يمثّل عقبة أمام تحقيق أودواى حلمه كرئيس لولاية غلمذغ.
  2. التوفيق بين الرؤية السياسية للحزب وبين الرؤية السياسية للحكومة الفيدرالية: يرى البعض أنّه في حال فوز عبدالرحمن أدواى رئيسا لغلمذغ، فإنّه سيواجه تحدّيا كبيرا يتمثل في التوفيق بين الرؤية الإصلاحية والتنموية التي يتبناها حزبه في إدارة البلاد، وبين الرؤية السياسية للحكومة الفيدرالية مما يعذّر إمكانية تحقيق استقرار سياسي في إدارته والتي من الممكن أن يصل بهما الأمر إلى حد المقاطعات السياسية أو الاستقالة عن المناصب، وفي تلك الحالتين دليل على أن التوفيق بين الرؤى السياسية المختلفة بين الطرفين تمثل تحدّيا كبيرا يواجه المرشح عبدالرحمن أدواى.

هذا، إلى جانب مطالبات سكّان غلمذغ ذات الانتماءات المختلفة، والتي تتطلّب من المرشح الإتيان بصيغة يتعامل في إطارها مع المطالب السياسية والأمنية والاجتماعية لسكّان غلمذغ، وأن عدم الإتيان بهذه الصيغة يعني وجود تحدّي في طريق تحقيق حلمه كرئيس لولاية غلمذغ الفيدرالية التي من المقرر إجراء انتخابات رئاسية فيها بعد انتهاء مؤتمر طوسمريب لمصالحة سكان غلمذغ والذي انطلقت فعالياته مساء يوم الخميس الماضي 5/سبتمبر – أيلول/2019م.

زر الذهاب إلى الأعلى