جمهورية “أرض الصومال” تطور مرفأ بربرة ليصبح محوراً هاماً في النقل البحري

عند الساحل الجنوبي لخليج عدن يقع مرفأ بربرة لجمهورية أرض الصومال. هذه الدولة ذات الحكم الذاتي والتي لم يعترف المجتمع الدولي بها كدولة مستقلة.

عند هذه المدينة يقع مرفأ يتميز بموقع استراتيجي في قلب القرن الافريقي والطريق البحرية التي توصل إلى الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.

رئيس هذه الدولة موسى بيحي عبدي، يرى أن الهدف من مرفأ بربرة هو عبور كل السفن الآتية من الصين والهند واندونيسيا وماليزيا بمرفأ بربرة للوصول إلى وسط أفريقيا.

ويضيف أن مرفأ بربرة “هام لأرض الصومال وللقرن الافريقي وغالبية دول وسط أفريقيا. إنه بوابة عبور تصل عدة دول أفريقية بالعالم. في الشرق وحتى آسيا… الهند والصين، ومن الجهة المقابلة لقناة السويس، يصل المرفأ دولاً افريقية عديدة بالشرق الأوسط وأوروبا وحتى أميركا الشمالية”.

وكي يصبح هذا المرفأ محوراً هاماً في مجال النقل البحري، تعمل الشركة الإماراتية DP World على توسيعه وتحديثه. فاستحدثت رافعات متحركة كبيرة، كما استثمرت في التدريب والامن لعمالها من أجل تحسين انتاجهم.

400 مليون دولار قيمة المرحلة الاولى لمشروع توسيع المرفأ

خلال السنتين الماضيتين، ازدادت قدرة بربرة 50%. خمسين في المئة. ويشرح رئيس التنفيذي دي بي وورلد في شركة “دي بي وورلد”، سوباشاي واتانافيراشاي، قائلاً إن رؤية شركته “هي جعل بربرة محوراً بحرياً اقليمياً، وبوابة عبور إلى اثيوبيا وفتح أسواق جديدة من أجل شعب أرض الصومال. بربرة هي بوابة رئيسية لأرض الصومال. بربرة هي أيضاً أكثر بوابات البلد قابلة للحياة”.

وتقدر قيمة المرحلة الأولى لمشروع التوسيع بأربعمئة مليون دولار وتهدف لبناء رصيف لرسو السفن الضخمة مع محطة كبيرة للحاويات.

أما المرحلة الثانية فخصصت لزيادة قدرة استيعاب المرفأ حتى مليون حاوية سعة كل منها عشرون قدماً.

حسب مسؤول مرافئ جمهورية أرض الصومال، سعيد حسن عبد الله، فإن مرفأ بربرة كان يعالج شهرياً بين أربعة آلاف وخمسة آلاف حاوية سعة كل منها عشرون قدماً لكن مع وصول دي بي وورلد، “حالياً، وخلال هذه الفترة، ازدادت قدرة الاستيعاب. سجلنا زيادة نسبتها تفوق خمسين أو ستين في المئة. اليوم، كل شهر، نعالج بين اثني عشر وخمسة عشر ألف حاوية سعة كل منها عشرون قدماً. الشهر المنصرم، سجلنا رقماً قياسياً، عالجنا أكثر من ثلاثة عشر ألف حاوية سعة كل منها عشرون قدماً”.

هذا ومن المقرر بناء شبكة طرقات لتصل المرفأ بالمناطق الداخلية للبلاد، وبأثيوبيا. اثيوبيا بلد لا واجهة بحرية له يعيش فيه أكثر من مئة مليون شخص وتتطور الصناعة فيه سريعاً.

مشروع ممر بربرة

ويقول مراسل شبكة “أفريكا نيوز”، رونالدو كاتو، من مدينة واجالي الواقعة على الطريق المؤدية إلى الحدود مع أثيوبيا إن “اثيوبيا هي إحدى أهم الشركاء التجاريين لأرض الصومال. وتشهد هذه الطريق حركة بضائع هامة. وستخضع لتغيير كبير ضمن مشروع ممر بربرة. وعالم الاعمال هنا في واجالي سعيد جداً بذلك“.

وتؤكد إحدى النساء الناشطات في مجال استيراد الاقمشة، وتدعى شمس عدن، أنها واجهت تأخيرا في استلام البضاعة من المرفأ “الحمولة وصلت لكنها تحتاج للوقت لاستلامها وذلك لان المرفأ صغير وتنقصه تجهيزات حديثة. علمنا أنه مع التوسع، لن يكون هناك تأخير أبداً”.

جمهورية أرض الصومال، وهي دولة صغيرة مع ثلاثة ملايين نسمة تقريباً، أكثر منتوج تصدره هو المواشي. منذ اعلان استقلالها، تحاول جذب المستثمرين إليها. وتقول السلطات إن مشروع المرفأ يؤمن لها انطلاقة جيدة.   

من ناحية يعتقد وزير المالية في أرض الصومال، الدكتور سعيد علي شير أن المستقبل “واعد. والاستثمار في المرفأ هو محفز للعديد من العوامل في أرض الصومال التي ستخلق الوظائف وتعطي أملاً لعدد كبير من الشباب. شعبنا شاب. قرابة 70% من السكان لا تزيد أعمارهم عن ثلاثين عاماً. ونعتقد أن الجمع بين مرفأ وممر بربرة، وطريق بربرة إلى اثيوبيا، والسوق الحرة والمطار الدولي، جمع كل هذه البنى التحتية سيسمح بتلبية الاحتياجات اللوجستية للمنطقة”.

مشروع مرفأ بربرة يعطي دفعاً لازماً ليس فقط لاقتصاد دولة أرض الصومال وانما أيضاً لسياستها، في الوقت الذي يستمر فيه هذا البلد بالضغط على المجتمع الدولي للاعتراف به.

euronews

زر الذهاب إلى الأعلى