انتخابات جوبالاند وصراع الأفيال

أعتقد أن نتائج الاستحقاق الانتخابي التي شهدتها مدينة كسمايو، تحمل من الغمـــــوض والالتباس أكثـــــر مما تحملــــه من إجابات بشأن تطـــــور الأحــــداث ومالاتها المستقبليـة في إقليم جوبالانــــــــد. والملاحظ أن تناقضــات الموافق السياسية التي أحاطت بتلك التجربة جعلت البعض يروج لرؤيـــة أن كينيــــا هي الرابح الأكبــر من عمليـــــة إعادة انتخـــــاب الرئيس أحمد محمـــــد إسلام “مدوبي”. والتأكيد على أن هــــــذه الانتخابات سيكون لها حتمــــــاً انعكاسات وتداعيات خطيــــرة على جوبالاند والصومال بشكل عام، باعتبـــــارها تفضي إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي، والتي تسهم بدورها في تأجيج الصــــراعات والحرب الأهليـة بين مختلف الجماعات القبليـة في الإقليـــــــــم، وهو مما يمهــــد الطريق لمزيد من التدخل الكيني الذي يخفي وراءه الكثيــــر من الأطمـــاع والأهـــــداف غير المعلنـــة في الصــــــــومال. كما أن هذا الفريق قد أصبح يثيــــر تساؤلات وشكوك حول جدي النظـــــام الفيدرالي ومدى تناسبه مع الواقـــــــع الصومالي الراهن، وذلك لاعتبــــــارات سياسية واقتصـادية وأمنيـة واجتماعية وقبليـة وثقافيـة وغيرها.

رؤية_مغايرة

وفي المقابل يقلل أنصـــــــار الفيــــدرالية من تلك المخاوف، فيما يرى البعض أن ممارسات الحكـــــومة الفيدراليـة وتدخلها السافر في الشـــــــؤون الداخليـة للأقاليــــم، تمثــــــــل من أهم المهددات التي تشكل خطراً مميتاً لمجمل المنظومـة السياسيـة والأمنيــــــــة في الصــــــومال. ومن جهــة أخرى يؤكــــد هذه الرؤية على أهميــة الفيدراليـة بالنسبـة للصــــــومال، مبينـــــاً أن ثمـة عوامــــــل عديدة تجعل من تطبيق الفيدراليـة على الواقــــــع الصومالي أمراً ممكناً، باعتبارها ضـــــرورة سياسية واجتماعية ملحة، موضحـــــاً أن الضــــــرورة تخلق أسباب تحققهــــا، ولكنهــــــا لا تتحقق إلا إذا توفــــــرت إرادة ووعي سياسي حقيقي لتحقيقهـــــا، وهذا بالفعل ما تفتقــــــره الحكـــومة الحاليـة. وخلاصـــــــــة القـــــــــول، إن وقــــــائع الأحــــــداث الجارية في إقليــــم جوبالانـــــد، تتجـــــه – فيما يبـــــــدو – إلى مزيد من الانقســـــــام والتوتر والتصعيـد المتبادل، ودون أدنى شـــــــك فإن التدخل الخارجي يظل العامـــــــل الأهم الذي قد يحدد بشكل كبير تطـــــور الأحداث ومآلاتها المستقبلية في الإقليم، ومن ثم تصبح المصالح الإقليميـة والدوليـة مقدمـــــة على المصالح القــــومية الصوماليـة..

نقلا عن صفحته على الفيس بوك

عبد الله الفاتح

باحث وكاتب صحفي. ماجستير في الإعلام بجامعة السودان للعلوم في الخرطوم (قيد الدراسة). حاصل على دبلوم عالي في الترجمة الصحفية في أكاديمية موزايك سنتر ـ أديس وبكالورياس في الإعلام بكلية الآداب في جامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم. يعمل محرر ومترجم في الوكالة الجيبوتية للأخبار.
زر الذهاب إلى الأعلى