الحكومة والأسطوانة المشروخة

 

ضربت حركة الشباب في الصميم  واستطاعت الوصول إلى المسؤول الثاني للحكومة وتلك هزيمة كبرى واخفاق أمني فاضح ينبغي الا يمر بدون رد فعلي حقيقي احقاقا للعدالة ونصرة لأسرة المرحوم عبد الرحمن عثمان يريسو ونصرة لآلاف الصوماليين الذين  قضوا نحبهم في سبيل الوطن وإدخال الاطمئنان في نفوس آلاف آخرين  تعهدوا بالمضي قدما في هذا الدرب، ولن يتحقق ذلك الا باتخاذ خطوات حقيقة جادة تبدأ من تحقيق شامل وصادق على ما جرى وما حدث ووضع الإصبع في موضع الجرح ومعاقبة جميع الجهات والأطراف التي ضيعت المسؤولية وقصرت في أداء واجباتها بأكمل وجه وتسببت في وقوع تلك الجريمة الشنعاء بدون استثناء وبغض النظر عن مستواه ومنصبه السياسي أو الأمني وأن الاكتفاء بنقل ما كانت تتداوله وسائل الاعلام منذ ووقوع الحادثة في 24 يوليو الماضي من أن الجريمة ارتكبته امرأة كفيفة كانت تعمل في مقر بلدية  أمر لا ينطلي على  أحد وأنها أسطوانة مشروخة اعتاد الشعب الصومالي سماعها منذ عام 2009 وأنه آن الأوان للقيام بخطوات مغايرة ترتقى إلى مستوى وعي الشعب الصومالي الذي بدأ يزداد كل يوم تطورا ونموا وأنه لا يقتنع بأقل من اظهار الحقيقة كاملة ودون تجزئة ومن احداث تغيير كامل على تركيبة وسلوك الأجهزة المسؤولة عن أمن المواطنين لأن المواطن البسيط يحتاج  من أجل المشاركة في الجهود الجارية لإعادة بناء الوطن الحصول على جواب لسؤال بسيط هو، فإذا كان هذا الأمر يحدث لمسؤول كبير بمستوى رئيس بلدية مقديشو ومحافظها فكيف يكون الأمر بالمواطن العادي الذي لا يملك حراسة؟، فماذا تقول الحكومة لمثل هذا المواطن؟ وكيف تكتسب دعمه وتأييده؟.

يجب على الحكومة أن تعيد النظر في حساباتها وتعلم أن زمن الإهمال وتجاوز الأحداث قد بدأ يتجه نحو الأفول وبالتالي أن الاكتفاء بإكرام رئيس بلدية مقديشو بإطلاق اسمه على  ملعب في المدينة وذبح عدد من الجمال أمر يبعث  على القلق الشديد ومؤشر حقيقي على أن الحكومة قررت المضي قدما في درب الفشل ورفض الحلول الناجحة لكن لا بد أن نعلم أنه قد يأتي يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ويتميز الحق عن الباطل ويثور الشعب من اجل استرداد حريته وكرامته وما ذلك ببعيد وإن الغد لناظره قريب ونحن في قرن 21.

زر الذهاب إلى الأعلى