وحدة الصومال خط أحمر

أغلق الصومال الباب أمام أي محاولة للنيل من وحدته أرضا وشعبا، ودق أول مسمار قوي على نعش الدول التي تعتدي على القانون الدولي والمعاهدات الدولية ذات العلاقة ولقنهم  درسا في العزة والكرامة  بعد أن قطع علاقاته الدبلوماسية مع جمهورية غينيا كوناكري  على خلفية اعترافها الضمني لإقليم صومالي لاند شمال الصومال واستقبال رئيسها  ألفا كوندي رئيس الاقليم المطالب بالانفصال موسي بيحي في القصر الرئاسي وفرش له سجادة الحمراء.

كشف هذا القرار الجريء والشجاع، معدن الشعب الصومالي الذي لا يقبل أن يكون ظئرا وإن مسه الضر ولا يساوم على قضية وحدة بلاده الترابية وكرامته وسيادته ولا يتردد الدفاع عنها مهما بهظ الثمن وتلك جينات ورث الصوماليون عن آبائهم الذين علموهم كيف تبنى الكرامة وترد الصاع بصاعين.

ومن هنا اقتبس من أبيات للشاعر العربي الكبير الأستاذ هاشم الرفاعي الذي قال:

ملكنا هذه الدنيا قرونا                       وأخضعها جدود خالدون
وسطرنا صحائف من ضياء                 فما نسى الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعات                     غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما                رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس                       نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا ولي                       بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسا                   فما نغضي عن الظلم الجفونا

 ربما  لا يعرف الرئيس الغيني ألفا كوندي أن وحدة   الصومال قضية مركزية أجمع الصوماليون على قدسيتها عبر الزمان ومنذ الاستقلال ويعتبرونها من أهم ثوابتهم الوطنية .

ربما افتكر الرئيس كوندي أننا أمة ينهشها الجوع والفقر والحرب وتتكالب عليها الأمم وبالتالي سعى أن ينال نصيبه من الكعكة لكن نقول  له كلا، الا الوحدة فتلك خط أحمر ومسألة حياة أو موت وأن قضية إقليم صومالي لاند شأن داخلي يخص الصوماليين ويجب على جميع الدول احترامه وعدم التدخل فيه ومن أراد المساهمة في حل تلك القضية ينبغي  أن يدخل البيوت من أبوابها.

يحرص الصومال على بناء علاقات خارجية مع جميع الدول بدون استثناء ومهتم بتعزيزها وتقويتها لكنه حريص في ذات الوقت على وحدة ترابه وتماسك شعبه وأن أي دولة تتجرأ على المساس بها سيقطع دابرها ويلاحقها بشتى الوسائل المشروعة ويتخذ كافة السبل القانونية والدبلوماسية لحماية استقلاله وسيادته وما ذلك عليه بعزيز وليس متهاون أمامها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى