ما هي فرص وحظوظ الرئيس مذوبي في الانتخابات الرئاسية بولاية جوبالاند؟

بناء على مجموعة من الظروف المتوفرة في ولاية جوبا لاند  أن حظوظ الرئيس أحمد اسلام مذوبي في الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في مدينة كسمايو في 24 أغسطس المقبل كبيرة حتى وإن جرت الانتخابات في أجواء ديمقراطية شفافة ونزيهة وهناك عدد من العوامل تساعد مذوبي في العودة إلى قصره الرئاسي بقوة عكس  نظرائه في الولايات الاقليمية الأخرى الذين فقدوا مناصبهم تباعا بسبب تدخل مباشر أو غير مباشر من الحكومة الاتحادية أبرزها:

  1. الانجازات التي حققها خلال السنوات الماضية: استطاع الرئيس أحمد اسلام مذوبي خلال السنوات الماضية على تحقيق انجازات كبيرة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وقاد الاقليم بكل حكمة واقتدار وتمكن من العبور به إلى بر الأمان والاستقرار ، وفتح له آفاق واعدة للتنمية والازدهار، حيث أحس المواطن بتحسن كبير في ظروفه الحياتية والأمنية. خلال السنوات التي قضاها مذوبي في الحكم انخفضت العمليات المزعزعة للأمن والسلم الأهلي في داخل مدينة كسمايو والمناطق التي تسيطر عليها إدارته بشكل ملحوظ بفضل العمليات العسكرية التي كانت يقودها الرئيس مذوبي بنفسه  ضد حركة الشباب  وفي معاقلها الرئيسية في اقليم جوبا الوسطى. وكذلك ازاد معدل النمو الاقتصادي للإقليم على خلفية سياسات الاعتماد على الذات التي تبنها  وعلاقاته القوية مع رجال الأعمال والتجار والظروف المشجعة التي وفرها للمستثمرين والاجانب  على حد سواء. كما نحج خلال تلك السنوات في خلق اجواء سياسية مستقرة تقل فيها  الاضطرابات والأزمات السياسية، وواجه بحنكة  كل توجه سياسي من شأنه أن يخلق تصدعا في الجبهة الداخلية ويعطى فرصا  للمتربصين بالإقليم، وتلك الإنجازات تساهم بكل تأكيد على تعزيز فرص فوز الرجل وبقائه بالسلطة للسنوات الأربعة القادمة.
  2. علاقاته القوية مع العشائر والقبائل وقيادات قوى المجتمع المدني التي تلعب دورا كبير في اختيار أعضاء البرلمان القادم والذين سينتخبون  رئيس الولاية المقبل، وهناك توقعات بأن يتم اختيار أعضاء يحملون ذات الأفكار والتوجهات السياسية لدى احمد اسلام مذوبي دعما لرؤاه السياسية سواء على المستوى الداخلي والخارجي.
  3. تعتبر علاقته القوية مع الجارتين إثيوبيا وكينيا وخاصة الأخيرة التي تعمل قواتها في الإقليم ضمن قوة بعثة الاتحاد الافريقي، وتشهد علاقاتها مع الحكومة الاتحادية في مقديشو توترا على خلفية النزاع الحدود البحري عامل من شأنه أن يساعد مذوبي في تحفيف الضغوط التي تأتي من قبل الحكومة الاتحادية وتدعم موقفه أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولية الراعية لعملية السلام في الصومال

ما لا تشهد في الصومال تحولات وأحداث كبيرة وفي ظل توفر هذه العوامل السالفة الذكر لا يخامر أدني شك أن الرئيس الحالي لولاية جوبا لاند أحمد اسلام مذوبي يظل أبرز المرشحين حظوظا في الانتخابات الرئاسية المقبلة الا أن في ذات الوقت لابد من  الإشارة إلى وجود تحديين كبيرين يواجه الرجل خلال الانتخابات أو في حال فوزه بها يتمثلان في:

التحدي الأول: انسحاب المرشحين من السباق الرئاسي:  يبدو أن عدد كبيرا من أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية يعربون عن قلقهم إزاء حيادية لجنة الانتخابات والاجواء السياسية التي ستجرى فيها الانتخابات ويشتكون من عدم تكافؤ الفرص أمام المرشحين وضغوط  شديدة من قبل حكومة الرئيس أحمد اسلام مذوبي الأمر الذي قد يدفعهم في نهاية المطاف إلى مقاطعة الانتخابات والانسحاب من السباق الرئاسي وهذا ستعزز  موقف الأطراف التي تتهم إدارة جوبالاند الحالية باختطاف الانتخابات وسيطعن من شرعية  الرئيس مذوبي في حال فوزه بالانتخابات.

التحدي الثاني يتمثل في عدم اعتراف الحكومة الاتحادية نتائج الانتخابات ما لم يتم الالتزام بقرارات وزارة الداخلية الصادرة، حيث أعلنت الشهر الماضي مجموعة من المبادئ العامة والإجراءات  التي تنظم الانتخابات الولائية  في الصومال سواء كانت تشريعية أو رئاسية، وتشمل تلك المبادئ المؤلفة من 27 مبدأ، اجراءات العملية الانتخابية بدءا من تشكيل اللجان الانتخابية وتحديد صلاحياتها وسلطاتها بالإضافة وضع معايير وشروط انتخاب نواب البرلمان ورئيس الولاية حتى اعلان النتائج الرسمية، في خطوة وصفها البعض بالاستباقية للتأثير في الانتخابات التشريعية والرئاسية في جوبالاند، وأن اللجنة الانتخابات لم تلتزم بعدد كبير من بنود هذه المبادئ والإجراء وبالتالي لا يمكن الاستبعاد أن تعلن الحكومة الاتحادية في مقديشو مقاطعة الانتخابات ورفض نتائجها.

زر الذهاب إلى الأعلى