لقاء  الرئيس فرماجو مع حاف … ظِئَار قوم طعن    

تتسارع الأحداث في ولاية جلمدغ وسط الصومال وتأخذ منحى جديدا، حيث شهدت الولاية خلال الساعات 48 الماضية تطورات مفاجئة مخالفة للتوقعات  وخصوصا على الصعيد السياسي بددت المخاوف لدى البعض من انزلاق الاقليم نحو المجهول وإلى مزيد من عدم الاستقرار.

دفعت تلك التطورات رئيس ولاية جلمدغ أحمد دعالي حاف الذي كان يعد أحد أبرز معارضي الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو أن يحط رحاله في العاصمة  مقديشو التي لم يزورها منذ عام خوفا على حياته واحتجاجا على تدخلها السلبي في الشؤون السياسية لحكومة الولاية.

زيارة حاف إلى مقديشو لم تكن متوقعا قبل عدة أيام وكان الجميع يضع يده على قبله خوفا من اتساع رقعة الخلافات بين الطرفين وأن موقف الرئيس الجديد من الحكومة الاتحادية وقبوله على الصلح  معها ليس الا خوفا على مصالحه وعلى المثل العربي “العطن يظأر”، وخصوصا بعد التقارب المفاجئ بين الحكومة الاتحادية وتنظيم أهل السنة والجماعة  المسلح الحليف السابق  للرئيس حاف.

 ووصف مقربون من الرئيس حاف هذا التقارب طعنة في الظهر وخيانة في اتفاقية تقاسم السلطة بين ولاية جلمدغ والتنظيم  التي جرى توقيعها في  جيبوتي نهاية عام 2017 .

يأخذ  الرئيس حاف هذه الأيام خطوات سياسية تغير موقفه السياسي 180 درجة ردا  على ” خيانة” تنظيم أهل السنة، قرر إنهاء الاتفاقية مع التنظيم والدعوة إلى انتخابات رئاسية لطالما رفضها بدعوى عدم انتهاء فترة ولايته وطرح نفسه في أحضان فيلا صوماليا التي كانت يعتبرها قبل أيام مطبخ المؤامرات والدسائس ضد سلطته وإدارته.

لكن تلك الخطوات لم تسر بعض نظرائه في مجلس تعاون الولايات الاقليمية واعتبروها أيضا طعنة في الظهر  وخيانة للاتفاقيات التي جرت بين رؤساء الولايات واضعافا لموقف رئيس ولاية جوبالاند المقبل على انتخابات رئاسية خلال العام الجاري والذي تسعى الحكومة الاتحادية من خلالها انهاء حكمه والحاقه إلى نادي رؤساء الولايات السابقين.

وفي كل الأحوال يترقب الجميع ما سيسفر عن الحراك السياسي في ولاية جلمدغ  ونتائج الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في الولاية خلال الشهر الجاري وهذه النتائج ستشكل مؤشرا على مستقبل الحكومات الإقليمية ودورها في المشهد السياسي  بالبلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى