ما السر وراء الإبتسامة المتبادلة بين فرماجو وأبي ؟

شهدت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا في الأشهر الأخيرة تطورا ملحوظا وخصوصا منذ انتخاب آبي أحمد رئيسا للوزراء في إثيوبيا  مطلع العام الماضي واعلنت قيادة البلدين مرحلة جديدة من العلاقات تتسم بحسن الجوار والتنسيق والتعاون في كافة الاتجاهات ولاسيما فيما تتعلق بقضايا المنطقة التي تهم البلدين، وقام رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمدي لأول مرة منذ انتخابه رئيسا للوزراء بزيارة رسمية إلى العاصمة مقديشو على وفد رفيع المستوى تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو ، ومنذ تلك الزيارة أصبحت العلاقة بين الرجلين حميمية وقد جرت لقاءات متعددة بينهما في أجواء ايجابية جدا وقد شهود أكثر من مناسبة رئيس الوزراء آبي أحمد يحمل المظلة للرئيس فرماجو في اشارة إلى قوة ومتانة العلاقة بين البلدين ومستوى التنسيق الكبيرة في المجالات ذات الإهتمام المشترك.

لكن البعض  يرى عكس ذلك ويشكك في جدية الابتسامات والمعانقات الحارة المتبادلة بين قيادات البلدين، فالأجواء الايجابية التي تسود اللقاءات المتكررة بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الصومالي  محمد عبد الله فرماجو تخفي وراءها الكثير من الشكوك وعدم الثقة وتحمل دلالات على مسعى إثيوبي لتذليل نقاط اختلاف بارزة قد تهدد العلاقات بين البلدين في المستقبل ولاسيما ملف الموانئ الصومالية، والتحالف الاقليمي الجديد الذي يقوده أبي أحمد، وملف علاقة إثيوبيا بالولايات الاقليمية والقوات الإثيوبية في الصومال عبر ابتسامات دبلوماسية لا تفارق وجه رئيس الوزراء  الإثيوبي والتواصل البصري والإيماءات التي يجيدها وعلى المثل العربي يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب وفي حال لم تنجح هذه الدبلوماسية فأن إثيوبيا قد تلجأ إلى خيار آخر عنيف وملامح هذا الخيار بدأت تظهر في الأفق.

فأن الخريطة الإفريقية التي محت الصومال منها والمنشورة على موقع وزراة الخارجية الإثيوبية واعلان الأخيرة عن تعيين بعثات دبلوماسية  موازية لبعثتها في العاصمة الصومالية مقديشو  إلى كل من جروي عاصمة اقليم بونت لاند وهرجيسا عاصمة أرض الصومال لم تأت عن طريق الصدفة وانما كانت فيما يبدو متعمدة لتوجيه رسائل تحذير مبطنة للرئيس محمد عبد الله فرماجو الذي يراوغ من أجل تخفيف الضغوط  التي تمارس عليه من قبل الدول الإقليمية من مغبة الأصرار على رفض مطالب إثيوبيا وعدم قبول الوساطة التي تقوم بها لحل الأزمة الدبلوماسية بين الصومال وكينيا حول النزاع الحدود البحري بين البلدين وقد نشهد خلال الأيام المقبلة مزيدا من التصعيد الإثيوبي ضد الصومال.

زر الذهاب إلى الأعلى