لماذا فشل اجتماع جروي؟

انتهى الاجتماع التشاوري بين الحكومة المركزية والولايات الاقليمية المنعقد منذ الخامس من شهر مايو الجاري في مدينة جروي بالفشل، بسبب تعنت الحكومة وعدم رغبتها في ابداء المرونة حيال عدد من القضايا الخلافية،وفق تصريحات لبعض رؤساء الولايات الاقليمية.

 كان رئيس ولاية جوبا لاند أحمد اسلان مدوبي ورئيس ولاية جلمدغ  أحمد دعالي حاف من أوائل الرؤساء الذين أعلنوا عن فشل المؤتمر وغادروا  مدينة جروي.

وأوضح رئيس ولاية جلمدغ أحمد دعالي حاف في تصريح صحفي خلال مغادرته مطار جروي متوجها إلى العاصمة الكينية نيروبي بأن مواقف الحكومة كان متشددا للغاية ورافضا لجميع محاولات رأب الصدع والحلول الوسط.

وقال حاف “عارضت الحكومة المركزية مناقشة عدد من القضايا المدرجة في جدول الاجتماع مما أدى إلى انتهاء المشاورات بالفشل ودون نتيجة.

وبدوره ألقى  رئيس ولاية جوبالاند أحمد مدوبي مسؤولية فشل الاجتماع على الحكومة المركزية متهما إياها بعدم الرغبة في انهاء الخلافات، والاستحواذ على السلطة والتفرد بها .

وكشف مدبي عن مخطط حكومي لاثار قلاقل سياسية في ولاية جوبالاند، وحذر من تداعيات هذا المخطط على التقدم المحرز في الولاية خلال السنوات الماضية.

فشل الاجتماع كان متوقعا

لم يتوقع كثيرون بأن  الاجتماع التشاري الذي انطلق في مدينة جروي عاصمة ولاية بونتلاند  في 5/مايو/2019م سيحقق اختراقا كبيرا ونتائج أفضل في القضايا مثار الخلاف بين الحكومة المركزية والولايات الاقليمة وذلك بسبب تباعد وجهات النظر بين الطرفين وغياب الثقة بينهما.

كان في جدول أعمال الاجتماع عددا من الملفات أبرزها، الانتخابات  الرئاسية والتشريعية المزمع اجراؤها في البلاد بحلول عام 2021م، وملف مراجعة الدّستور، والخلافات السياسية بين الطرفين، وقانون الأحزاب السياسية، والوضع الأمني بالإضافة إلى المشهد السياسي في ولايتي جلمدغ وجوبالاند،  وكلها ملفات معقدة من الصعب التوصل إلى اتفاق بشأنها دون تنازل من الحكومة المركزية.

وكما كان متوقعا، بعد 5 أيام من المشاورات لم يتمكن الطرفان على ردم هوة الخلافات والتوصل إلى توافق حول المسائل الخلافية ولاسيما فيما يتعلق باقليمي جوبالاند وجلمدغ.

الاحتقان السياسي

عزى البعض سبب فشل الاجتماع على حالة الاحتقان السياسي الذي تشهدها البلاد منذ عامين تقريبا نتجت عن مواقف الحكومة المتشدة إزاء عدد من الملفات وخاصة ملف الولايات الاقليمية وشرعية رؤسائها، حيث وضعت الحكومة خلال تلك الفترة كل ثقلها على اسقاط رؤساء الولايات وانتخاب مؤيدين لها، لقد نجحت في ولاية جنوب غرب الصومال، وفشلت في بونت لاند، وهذا الأمر أثار قلق ولايتي جوبالاند وجلمدغ وأن رئيسيهما يبديان باستمرار مخاوفهما من تكرار سيناريو  ولاية جنوب غرب الصومال.

شهد الاحتقان تصاعدا خطيرا  بعد تقديم مجلس الوزراء مسودة قانون انتخابات عام 2021م  إلى البرلمان للمصادقة عليه قبل يومين من انطلاق الاجتماع دون أخذ آراء رؤساء الولايات الاقليمية ، وكان من ضمن بنوده المثيرة للجدل أنه يخول الحكومة الحالية مسؤولية  اعلان تأجيل الانتخابات في حال تعذر اجرائها في موعدها، وأن رؤساء الولايات الاقليمية رأوا هذه الخطوة تجاوزا للدستور وسدا للباب أمام أي حلول لـإنهاء الخلافات السياسية.

انتخابات جوبالاند وجلمدغ

وكذلك تمثل الأوضاع السياسية في ولايات جوبالاند وجلمدغ من أهم الملفات الخلافية ،  وتتباين الرؤى بين الولايات الاقليمة والحكومة المركزية حولها ، فالأخيرة مصرة على أنتهاء فترة ولاية الرئيس الحالي دعالي حاف لولاية جلمدغ خلال هذا العام، وتدعوا إلى ضرورة اجراء انتخاب رئاسية  قبل نهاية العام، في حين يتمسك حاف بالبقاء على رئاسة الولاية حتى عام  2022 بناء على مقررات مؤتمر جيبوتي والاتفاق المصالحة مع جماعة أهل السنة والجماعة.

 وفيما يتعلق بولاية جوبالاند، فالحكومة لم تبد  المرونة الكافية ازاء الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولاية وترفض جميع المحاولات لاقناعها بالكف عن التدخل في نظام انتخابات الولاية.

وكرر مدوبي في عدة مناسبات اتهام الحكومة بزعزعة استقرار الولاية وارسال سياسين إليها لعرقلة الانتخابات.

كانت تلك المواقف المتباينة العائق الأكبرأمام استمرار الاجتماع والتوصل إلى اتفاق ينهي الاحتقان السياسي.

 أزمة الخليج 

كان للملف الخارجي النصيب الأكبر في فشل اجتماع جروي ، والقت أزمة الخليج بظلالها على الاجتماع ويرى البعض أن مقربين من الحكومة القطرية  باتوا يهمنون على القرار السياسي في الحكومة المركزية ويرفضون حدوث أي تقارب بين الحكومة المركزية والحكومات الاقليمية .

زر الذهاب إلى الأعلى