امتحانات الثانوية العامة الموحدة…مؤشرات على تطور الأداء التعليمي في الصومال

انطلقت في 11/مايو/ 2019م، فعاليات امتحانات الشهادة الثانوية التي أعدّتها الحكومة الفيدرالية في عموم البلاد وسط اجراءات أمنية مشددة.

يبلغ عدد الطلاب الذين يشاركون في الامتحانات 31,500 ( خمسمائة وواحد وثلاثون ألف) طالب وطالبة  في 105 مركزا بمختلف أقاليم الصومال 71 منها في العاصمة مقديشو، وفق وزارة التربية والثقافة والتعليم العالي.

ولأول مرة منذ عقود يشارك في الامتحانات طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأعلن وزير الدولة للشؤون التعليمية عبدالرحمن محمود محمد (جابر) عن مشاركة 28 طالبا وطالبة من المكفوفين في الإمتحانات الشهادة الثانوية هذا العام  22 منهم تخرّجوا من مدرسة النور  التي تعتبر واحدة من المؤسسات التعليمية القليلة التي أُنشئت لذوي الاحتياجات الخاصة في الصومال، والتي تديرها مؤسسة هرمود التابعة لشركة هرمود للاتصالات.

وأوضح  وزير الدولة للشؤون التعليم أن الحكومة أعدت  مراكز امتحانات  خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وقام  نائب رئيس الوزراء مهد غوليد محمد (خضر) بجولة تفقدية إلى عدد من مراكز الامتحانات في العاصمة مقديشو بينها المركز التي اعدت لطلاب الاحتياجات الخاصة للاطلاع على سير الامتحانات.

وثمن نائب رئيس الوزراء جهود شركة هرمود التي فتحت بارقة أمل لعدد كبير من  المكفوفين، سواء الذين تخرّجوا من المعاهد التي تديرها الشركة أو أكملوا دراستهم الثانوية من مدارس أخرى بكفالة من مؤسسة هرمود.

والجدير بالإشارة إلى أن مؤسسة هرمود  تغطّي على جميع متطلبات التعليم الأساسي للطلاب المكفوفين في مدرسة النور، في حين تدفع الرسومات الدراسية للطلاب الذين يواصلون تعليمهم الثانوي عبر مدارس أخرى، وذلك بحسب مسؤول لمؤسسة هرمود.

 وأعلن المسؤول أن الشركة ستفتتح  خلال هذا العام مدرسة ثانوية لفاقدي البصر في منطقة دار السلام بمقديشو.

تعزيزات أمنية 

انطلقت امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام وسط اجراءات أمنية مشددة، حيث لوحظ انتشار أمني كثيف في مركز الإمتحانات في عموم البلاد وخصوصا في العاصمة مقديشو.

أشاد وزير الدولة لشؤون التعليم في الحكومة الفيدرالية عبدالرحمن محمود محمد (جابر) في حديث لوسائل الإعلام بجهود الأجهزة الأمنية، ودورها في  الحفاظ على الأمن وضمان سير الامتحانات في اجواء هادئة وسلسة.

ودعا الوزير الطلاب إلى الإلتزام بتعليمات الأمن ومسؤولي الامتحانات، كما طالب أولياء الأمور التأكّد من مراعاة أبنائهم بنظام سير الامتحانات.

حالات غش

على الرغم من تحرّكات الحكومة الفيدرالية لضمان نزاهة الامتحانات إلاّ أن الشكاوى تتوالى حول الخروقات الواضحة في نظام سير الامتحانات، وتتعالى الأصوات المطالبة برقابة مشددة لنظام الامتحانات عقب ظهور تسريبات لنسخ من الامتحانات في مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعني أن نظام الرقابة للجهاز الحكومي غير مكترث بحفظ الامتحانات أو غير قادر أساسا على حفظ هذه الامتحانات والوقاية من تسريبها.

أكد عدد من الطلاّب على أن نسخ الامتحانات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي كانت متطابقة مع الامتحانات التي وزعت في قاعات الامتحانات.

 لكن وزارة التربية والثقافة والتعليم العالي في الحكومة الفيدرالية نفت بشدة في بيان لها أن تكون الامتحانات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي صحيحة، محذرة من  جهات اعتادت تضليل الرأي العام ونشر امتحانات مزيّفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 وتوعدت الوزارة في بيانها بمحاسبة كلّ من ثبت تورّطه في هذه العملية أمام القانون.

تشكيك في النزاهة

تشكو بعض الولايات الفيدرالية من أن المراتب الأولية في الامتحانات محجوزة لطلاب العاصمة مقديشو فقط، وذلك منذ توحيد امتحانات الشهادة عام 2016م، مما جعل طلاّب الولايات يشككون في نزاهة طريقة تصحيح الامتحانات، ولعلّ ذلك هو الّذي جعل ولاية بونتلاند لا تزال مصرّة  في العام الرابع على التوالي على عدم مشاركتها في امتحانات الشهادة الثانوية الموحدة رغم الجهود الحكومية المبذولة في إقناعها بالعدول عن قرار مقاطعة امتحانات وزارة التعليم الفيدرالية.

زر الذهاب إلى الأعلى