هل ستحقق الإستراتيجية الأمنية الجديدة في مقديشو أهدافها؟

تواجه حكومة  رئيس الوزراء حسن علي خيري موجة تحديات على الأصعدة كافة غير  أن ملف الأمن يعتبر  الهاجس الأكبر الذي يؤرق الحكومة ويستنزف مواردها، حيث تقاتل عدة جبهات في آن واحد. حملات أمنية داخل العاصمة مقديشو للحد من التفجيرات الانتحارية، وعمليات عسكرية  خارجها بهدف القضاء على حركة الشباب، وصراع محتدم مع أعضاء في مجلسي الشعب والشيوخ.

وأطلقت الحكومة بوم الأحد الماضي استراتيجة جديدة للقضاء على خلايا الارهاب في العاصمة مقديشو بعد سلسة هجمات وتفجيرات انتحارية شهدتها المدنية خلال الشهر الماضي راح ضحيتها عشرات من المواطنين بينهم أعضاء في الحكومة والبرلمان.

أعلنت نائبة القائد العام للشرطة العميدة زكية حسين أحمد عن تواصل الحملة الأمنية لتدمير خلايا الإرهاب في مقديشو وذلك في اطار الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي أعلنتها الحكومة  في 31  مارس  الماضي.

وتحدثت القائدة في مؤتمر صحفي عقدتة بمقر القيادة في مقديشو عن انتصارات ملموسة تحققها الحملة الأمنية التي تنفيذها قوات الشرطة  في العاصمة مقديشو  بالتعاون مع مختلف قطاعات الأمن بحثا عن راهابين ومتهمين بزعزعة الأمن والاستقرار، مؤكدة سير الحملة  وفق ماخطط لها.

وأكدت العميدة زكية على نحاج قوات الشرطة خلال الحملة التي دخلت يومها الرابع  في اعتقال عدد من الأشخاص متهمين بالإنتماء إلى التنظيمات الإرهابية والشبكات الإجرامية،مشيرة إلى استمرار العمليات حتى تحقق أهدافها.

وطالبت النائبة سكان مقديشو بالصبر وتحمل تبعات الإجراءات  الأمنية التي قد تتسب إلى تعطيل حياتهم اليومية  جراء قطع الشوارع والمداهمات المنزلية،  مشددة على ضرورة مساعدة قوات الشرطة في تحقيق الأمن والاستقرار.

 وفي معرض حديثها عن الفساد داخل جهاز الشرطة، كشفت النائبة عن اعتقال 23 شرطيا بتهم تتعلق بالفساد، مشيرة إلى استعداد قيادة الشرطة بالإستماع إلى شكاوي المواطنين حول الانتهاكات التي قد يرتكبها أفراد من الشرطة أثناء الحملة.

لكن في المقابل أعرب نواب في البرلمان ومسؤولون سابقون عن خيبة أمليهم حيال الاستراتيجية الأمنية الجديدة للحد من الهجمات التي تنفذها حركة الشباب في العاصمة مقديشو، وأكدوا أن مصيرها لن يختلف عن سابقاتها.

 قلل  النائب في مجلس الشعب ورئيس جهاز الاستخبارات الأسبق  أحمد فقيه من أهمية  استراتيجية الحكومة الجديدة، مؤكدا على عدم امكانية تحقيق الأمن عبر قطع الطرقات بالأحجار والأتربة.

ومن جانبه، أوضح النائب يوسف كبالي في تصريح صحفي أن أمن العاصمة مقديشو لن يتحقق ما لم يحسم وضعية المدينة في النظام الفيدرالي  ولم  يتم تحديد الحقوق السياسية لسكانها، في حين أشار  عبد العزيز (بارلمان) الناطق باسم وزارة الأمن السابق إلى  احتمال فشل الاستراتيجية الجديدة للحد من هجمات حركة الشباب في مقديشو بسبب تعطيلها للحياة اليومية لسكان العاصمة جراء اغلاق الشوارع العامة أمام السيارات واغلاق الطرقات الترابية  بالأحجار  والسواتر الترابية.

وقال عبد العزيز هذه السياسة قد تم تطبيقها في السابق واثبتت  فشلها ولن تؤدى سوى المزيد من الاحتقان والغضب الشعبي.

لكن في المقابل يرى محللون أن نحاج هذه الاستراتيجية تتوقف على عدة عوامل أبرزها، الاستمرارية ودور القيادة المجتمعية في الحملة، بالإضافة إلى تعزيز ثقة المواطنين بقوات الشرطة.

زر الذهاب إلى الأعلى