الصومال يدق أبواب روسيا  

التفى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أحمد عيسى عوض ، نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو يوم أمس الاثنين وذلك على هامش الدورة الخامسة لمنتدى التعاون الروسي- العربي الذي سينطلق اليوم الثلاثاء 16 أبريل في موسكو.

وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون وسبل تطويرها  كما تم بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وخلال اللقاء أعرب وزير الخارجية الصومالي أحمد عيسى عوض عن شكر بلاده لروسيا على دعمها لها في المواقف الدولية ، مؤكداً على أهمية تطوير العلاقات بين البلدين وتفعيل اتفاقيات الشراكة على جميع المستويات.

يكون هذا اللقاء الثاني بين الوزيرين عوض ولافروف خلال أقل من عام، حيث التقيا في 27 من سبتمبر العام الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويوروك ، وهذا إن دل على شيئ يدل على اهتمام البلدين بعزيز علاقاتهما وفتح آفاق جديدة لها في ظل التحولات التي تشهدتها العالم العربي والتنافس الجديد على منطقة القرن الإفريقي الاستراتيجية، وفي ظل عودة روسيا المثير للجدل إلى مسرح السياسة الدولية بعد تدخلها الحاسم في الأزمة السورية.

عادت روسيا إلى الصومال عام 2016 بعد غياب دام 30 عاما اثر تعينها  الدبلوماسي المخضرم سيرجي كوزنتسوف سفيرا لها في الصومال.

الصومال تحن إلى ماضيه  مع روسيا

ترتبط الصومال علاقات وثيقة مع روسيا  إلى الستينات من القرن الماضي رغم تدهورها في السنوات الأخيرة بعهد الرئيس الراحل محمد سياد بري الذي تبنى مبدأ الاشتراكية قبل أن ينقلب عليه ويأمر روسيا بإجلاء وسحب مستشاريها العسكرين من الصومال عام 1977 على خلفية الحرب بين الصومال وإثيوبيا، وقد ساعدت روسيا وتحت مظلة الاتحاد السوفييتي الحكومة الصومالية منذ بداية فترة حكم سياد بري في توفير كافة الدعم العسكريٍّ للجيش الصوماليّ، فى وقت كان فيه الصومال أحوج ما يكون إلى مساعدة دولة قوية مثل روسيا تقف إلى جانبه لكى يستطيع أن ينهض ويحقق أمال شعبه.

عينت الصومال عام 2015 ،  لأول مرة منذ انهيار الدول، عبد الله محمد ورسمه سفيرا  لها لدى روسيا. وكان السفير محمد تلقى تعليمه في روسيا، وكان يشغل منصب رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الصومال.

الجيش…بوابة روسيا نحو الصومال 

في خطوة ذت دلالة قوية على رغبة روسيا في استعادة دورها في الصومال، دعا شهر مارس 2018  وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف المجتمع الدولى إلى اتخاذ إجراءات لتدعيم وتعزيز قدرات الجيش الصومإلى وبعثة الاتحاد الأفريقى فى الصومال “أميصوم”.

وقال لافروف – فى تصريحات صحيفة، إن موقف بلاده تجاه الوضع الراهن فى الصومال يتلخص فى أنها ترى أنه على المجتمع الدولى الاستمرار فى اتخاذ إجراءات لرفع قدرات الجيش الصومإلى ووحدات “أميصوم””، التى تظل قواتها العسكرية أحد العناصر الأساسية للحكومة الصومالية الاتحادية فى حربها ضد حركة الشباب الإرهابية التى تهدد منطقة القرن الإفريقى بأكملها.

سوق السلاح الصومالي

 فيما يبدو تهتم روسيا كثيرا الاسواق الصومالية ولاسيما سوق السلاح وتسعى إلى ابرام  اتفاقيات مع الصومال في المجال العسكري، في حين  تهتم الحكومة الصومالية الحالية بتنويع تحلفاتها وخياراها في وقت تشهد علاقاتها القوى الغربية الغطمى برودة شديدة جراء سياساتها الخارجية المفتقرة إلى الدبلوماسية البراغماتية  وفن الممكن وسياسة الابتعاد عن الاصطدام مع القوى الاقليمية والدولية .

زر الذهاب إلى الأعلى