الاستقبال الحافل في مقديشو ….هل يطمئن قلب الرئيس الجيبوتي ؟

  أنهي الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر جيلي زيارة رسمية إلى مقديشو استغرقت  يومين وسط استقبال رسمي وشعبي حافل ، اجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الصومالي  وحكومة حسن علي خيري، تناولت العلاقات الثانئية بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك بينهما في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية بالإضافة إلى محاربة الارهاب وحركة الشباب، كما شارك الرئيس الجيبوتي اسماعيل جيلي في افتتاح مقر جديد لسفارة بلاده في مقديشو.

 يرى كثيرون أن تلك الزيارة لم تكن عادية  وأنها حملت دلالات تعكس هواجس ومخاوف لدى الرئيس الجيبوتي اسماعيل جيلي  حيال التقارب المفاجئ بين الصومال واريتريا التي تحتل جزءا من الأراضي الجيبوتية والتحالف الذي يتشكل ملامحه في منطقة القرن الافريقي يجمع كلا من اريتريا والصومال واثيوبيا، وأن جيبوتي فيما يبدو تشكك نويا هذا التحالف وأهدفه المستقبلية وربما تأثيراته وارتداداته على مصالحها في المنطقة وهذا الشك لاح بعد اعلان البلدان الثلاثة الصومال وإثيوبيا وارتيريا انهاء خلافاتها وفتح صحفة جديدة من العلاقات والانتقال من العداء إلى مرحلة التعاون والتعاضد يقود المنطقة باسرها نحو تكامل شامل وخصوصا على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، حيث عقدت قمم ثنائية وثلاثية في كل من الصومال واثيوبيا وارتيريا لإرساء قواعد هذا التكامل.

على الرغم من المحاولات التي قامتها الصومال واثيوبيا لطمأنة جيبوتي، الا أن الأخيرة  لم تصل بعد إلى مستوى مطمئن يسمح  لها قبول الفكرة  والانضمام إلى التحالف وفيما يبدو أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتظهر ملامح التحالف الثلاثي بشكل  جلي وأنها تسعى في خضم ذلك إلى ايصال ملاحظات ورسائل  إلى القيادة السياسية في الصومال لتكون على بينة من أمرها تجاه التعقيدات السياسية والأمنية والاقتصادية في منطقة القرن الافريقي وأن تكون حذرة من الأفخاخ  التي قد ينصب إليها من قبل بعض الدول في الاقليم، وقال الرئيس اسماعيل عمر جيلي في  كلمة  ألقاها خلال اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو ورئيس الوزراء حسن علي خيري وأعضاء من الحكومة إنه جاء إلى الصومال لتعزيز أوصر العلاقة معها وتعزيز التعاون بين البلدين في كل الأصعدة، معتبرا الصومال سندا قويا لجيبوتي.   وأشار الرئيس جيلي إلى أنه يتطلع أن يعمل البلدان بشكل وثيق  وصادق بهدف بناء  علاقات استراتجية شاملة بين البلدين وتعزيز الصداقة والتوافق  بين الشعبين الشقيقين، مشددا على ضرورة التنسيق الكامل وتبادل المعلومات حول مجمل التحديات التي تواجه البلدين، وتقاسم المصالح.

 وهذا التصريح كان اشارة واضحة إلى وجود قضايا ومصالح تهتم جيبوتي وتسعى إلى حلها مع القيادة الصومالية. وبالتالي باتت الكرة في ملعب القيادية السياسية الصومالية وينبغي أن تطمئن جيبوتي التي وقفت إلى جانب الصومال  خلال الفترات الصعبة التي مر بها البلاد ولا تزال ترغب في أن تعلب دورا محوريا في القضية الصومالية اقليميا ودوليا.

زر الذهاب إلى الأعلى