مشروع “اسحلقان” بارقة أمل في مستقبل الصومال

يعد العمل التطوعي من الأعمال  التي حث الإسلام عليها وقال تعالي “ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” ومن أهم دعائم بناء الوطن وتنميته وازدهاره والعوامل المساعدة على إعداد الأجيال وتنمية روح الانتماء الوطني لديهم ولا يمكن أن يحقق أي نظام أو حكومة مهما علا شأنه أو شأنها دون دعم ومساهمة من المجتمع ، وكل مجتمع يتعاون على البر والأعمال الصالحة يتقدم على أقرانه في كافة المجالات والميادين ويحقق الإزدهار في فترة قياسية ، ولذلك تحث الحكومات دائما مواطينها على المشاركة في بناء الوطن وتدعو إلى اطلاق حملات للعمل التطوعي يُساعدها على تنظيم وتوجيه جهودها في مواضيع أكثر أهمية، وتخفيف حكم الأعباء المالية وتعزيز علاقتها مع الفرد والمجتمع.

ومن هذا المنطلق، أعلنت الحكومة الصومالية منتصف عام 2018 عن حملة أطلق عليها “اسحلقان”  وهو مشروع تطوعي يهدف إلي إعادة بناء  11 منشأة حكومية في العاصمة مقديشو التي جرى تدميرها خلال الحرب الأهلية، وإعادة جمال المدينة وتحسين صورتها أمام  العالم وتغيير الصورة السيئة  التي رافقتها المدينة خلال السنوات الماضية كواحدة من أخطر المدن في العالم، واستهدف هذا المشروع بشكل أساسي إلى إعادة بناء المنشآت التالية:

  1. المتحف الوطني
  2. مركز الإرشاد القومي
  3. المكتبة الوطنية
  4. أستاد مقديشو الرياضي
  5. مستشفى بنادر للأمومة والطفولة
  6. مقر الحز الوطني السابق
  7. الجسور والشوارع الرئيسية
  8. المباني التاريخية في العاصمة
  9. الحدائق العامة
  10. النصب التذكارية الوطنية

أوضح الرئيس محمد عبد الله فرماجو في كلمة له أمام البرلمان أن هذا المشروع معيار للمواطن الحقيقي الذي يغار على وطنيه ويناضل من أجل ازدهار بلاده وتقدمه وأنه ينطلق من المبادئ الأساسية للدستور الذي يشرح بشكل مفصل حقوق وواجبات المواطن والمبادئ الإسلامية التي تشدد على أن حب الوطن من الإيمان، وعين الرئيس فرماجو لجنة تضم مكتب رئيس الجمهورية، ومكتب رئيس الوزراء ، ووزارات العمل والشؤون الإجتماعية، والإعلام ، والداخلية والتعليم، والشباب والرياضة، والصحة ، والمرأة، والدفاع، والأمن، والعدالة وبلدية مقديشو لإدارة واشراف هذا المشروع الطموح.

يتم تمويل هذا المشروع من قبل الشعب، حيث يشارك كل مواطن صومالي بمالديه من خبرة ووقت ومال في سبل بناء وطنة وأنشئ حساب بنكي لتلقي تبراعات المسؤولين والتجار والمواطنين في الداخل والخارج، وتمكنت الحكومة خلال الأشهر القليلة الماضية من جمع تبرعات تبلغ قيمتها  2 مليون دولار بحسب عبد الله حامد وزير الدولة لشؤون مكتب رئيس الوزراء حسن علي خيري، معلنا عن استخدام هذه الأموال في إعادة بناء المتحف الوطني.

في أغسطس عام 2018 ، خلال اجتماع له  في مدينة جروي ، وافق مجلس الوزراء برئاسة حسن علي خيري رسمياً على برنامج “اسحلقان” الذي ستقوم الحكومة والمواطنون على نحو مشترك بإعادة بناء الطرق والأماكن التاريخية والمباني الحكومية.

وقال رئيس الوزراء خيري خلال مشاركته  في حفل افتتاحي لبرنامج إسحلقان في مقديشو إنه يمثل فرصة لإعادة بناء البلاد وتوفير مستقبل أفضل للشباب، ودعا خيري المواطنين الصوماليين على المساهمة في انجاح المشروع ماليا، والتطوع بأوقاتهم ، والاتحاد من أجل المشاركة في تحقيق المصلحة الوطنية.

وشدد خيري على ضرورة الاتحاد من أجل  إعادة بناء البلد وأن تقوم جميع القيادات الوطنية بدورهم في إعادة بناء الوطن.

ليس مشروع اسحلقان كما يراها البعض زوبعة في فنجان وانما هو يمثل بارقة أمل للصوماليين وهناك ثقة كبيرة بأن يحقق مبتغاه خلال العامين المقبلين.

ولتأكيد هذه الثقة وتحويل الحلم إلى حقيقة ، اتخذت الحكومة خطوات مهمة  لإنجاح المشروع ، وحققت منذ اعلانه في 26 يوليو الماضي، انجازا تاريخيا حيث وضع الرئيس محمد عبد الله فرماجو أو رئيس الوزراء حسن علي خيري حجر الأساس  لإعادة بناء عدد من المنشآت الحكومية ، ومن أبرزها المتحف الوطني، واستاد مقديشو الرياضي، والمسرح الوطني ، والمكبتة العامة بالإضافة إلى ترميم واصلاح عدد من الشوارع  الاستراتيجية في العاصمة مقديشو، وهناك توقعات بأن تتنهي هذه المشاريع ومشاريع أخرى قبل عام 2020 لتكون احتفالات بمناسبة مرور  60 عاما على الاستقلال مختلفة وفي ظل أجواء من البهجة والسرور لم يعهدها الصوماليون من قبل ووسط انجازات ملموسة في شتى الميادين. 

زر الذهاب إلى الأعلى