ما تأثيرات انتخاب “لفتاغرين” رئيسا لولاية جنوب غرب الصومال على المشهد السياسي في الصومال؟

 أعلنت اللجنة المنظمة للانتخابات الرئاسية في ولاية جنوب غرب الصومال ، أمس الأربعاء، عن انتخاب عبد العزيز لفتت غرين رئيسا للولاية بعد حصوله على  101 صوتا  من أصل 147 نائبا شاركوا في الانتخابات، في حين    حصل  أقرب منافسيه آدم سرانسور على  22  صوتا فقط.

جرت الانتخابات الرئاسية التي تعد الثاني من نوعها في الولاية وسط أجواء سياسية محتقنة  وتوترات أمنية نجمت عن انسحاب الرئيس السابق للولاية شريف حسن من المنافسة نتيجة ضغوط  شديدة من قبل الحكومة الاتحادية كما أكدها في مؤتمر صحفي  عقده بمدينة بيدوة في 7 نوفمبر الماضي،  واعتقال أحد أبرز المرشحين للانتخابات مختار روبو أبو منصور القيادي السابق في حركة الشباب بعد أيام من موعد الانتخابات بالإضافة إلى خلافات  وتباين في الرؤى بين الرئيس محمد عبد الله فرماجو ورئيس البرلمان الاتحادي محمد مرسل المنحذر من الولاية حول سير العملية الانتخابية  ودور الحكومة فيها بلغت حد مطالبة عدد من أعضاء البرلمان المتحالفة مع مرسل بعزل الرئيس فرماجو.

 يشكل انتخاب عبد العزيز لفتاغرين وزير الطاقة والمياه السابق والمقرب من الرئيس محمد عبد الله فرماجو رئيسا لولاية جنوب غرب الصومال نقطة تحول في المشهد السياسي الصومالي وعاملا رئيسيا مؤثرا على موازين القوى والخريطة السياسية  في البلاد وسيفتح الباب أمام عهد جديد للنظام السياسي الذي ظل سائدا منذ أكثر من  عقدين وذلك لتدعيات هذا الحدث على الانتخابات الأخرى المزمع اجراؤها في  ولايات جوبالاند ، وبونت لاند،  وجلمدغ وباعتباره جزءا من استراتيجية الرئيس محمد عبد الله فرماجو حيال مستقبل الصومال وبسط سيطرته على مفاصل الدولة.

وضع الرئيس محمد عبد الله فرماجو منذ انتخابه رئيسا للبلاد في 8 فبرير عام 2017 كل ثقله على تغيير المشهد  السياسي في الصومال وبذل جهدا كبيرا خلال تلك الفترة من أجل القضاء على معارضيه سواء في العاصمة مقديشو أو على الأقل تهميش دورهم ومنعهم من المحاولة في اسقاط حكومته  وكذلك أولى فرماجو اهتماما كبيرا في تغيير رؤساء الولايات الفيدرالية التي يراها كثيرون بأنها القوة الوحيدة القادرة على زعزعة عرش الرئيس محمد عبد الله فرماجو عبر صنادق الاقتراع وانتخاب وجوه جديدة تكون مستعدة للتنسيق والتعاون معه في كل المجالات داخليا وخارجيا أو أكثر انسجاما مع أفكاره وسياساته.

اجتاز الرئيس فرماجو الإختبار الأول وحقق انتصار سياسيا لافتا بعد أن استطاع ما عجز غيره وهو اسقاط قطعة الدومينو الرئيسي والمتمثل بمنع رئيس ولاية جنوب غرب الصومال السياسي المشهور شريف حسن الذي كان رقما صعبا في المعادلة السياسية الصومالية  من إعادة انتخابه وانتخاب أحد السيساين المقربين منه رئيسا للولاية الا أن الطريق نحو العلامة الكاملة طويل ووعر، لأن الحرب السياسي في الصومال سجال ومفتوح لكل الاحتمالات لارتباطه بمزاج الشخصية الصومالية المتقلبة، وليس فيها أبيض أو أسود وخير دليل على ذلك كيف انقلت عليه  محمد مرسل الذي ساهم في انتخابه رئيسا للبرلمان بعد استقالة محمد عثمان جواري.

يقف البلاد أمام مفترق الطرق وتنتظره تحديات كبرى وخطوات أكثر أهمية وخصوصا فيما يتعلق بانتخابات رؤساء الولايات الاقليمية الحالية،ويتساؤل كثير ما اذا سينجح الرئيس فرماجو في تغيير هؤلاء الرؤساء بدءا من رئيس ولاية بونت لاند عبد الولي غاس مرورا بأحمد دعاله حاف رئيس جلمدغ وانتهاء برئيس ولاية جوبا لاند أحمد اسلام مدوبي؟ أم قطاره سيتعثر وسيصطدم بالأمر الواقع ؟ والأخطر من ذلك كيف سيضمن الرئيس فرماجو ولاء الرؤساء الجدد في حال تم هزيمة الحكام الحاليين؟

زر الذهاب إلى الأعلى