التدين القشري …عن مشكلته أتحدث!

اضحت العبادة عبارة عن طقوس وشكليات مجردة من المقاصد الإسلامية خالية من الروحانية،  صلاة  تقليدية ذات طابع رياضي  لا صلة لها  بالخشوع ، صوم آبائي لا ينبثق  من الداخل العميق، مظهر إسلامي  وداخل غير اسلامي ولباث  ولحي  تحت غطاء ديني  وفي الحقيقة  تكمن وراءه فلسفات  أخرى غير التي تتبادر  ذهن الناظر لأول وهلة.

لدينا سيل مظهري جارف هتك كل سبل، اضحي المظهر البديل الأوحد عن المضامين والجوهر،بيد أن الأول  هامشي في منظور الإسلامي،حيث يمثل الجوهر أولوية العظمي وفق المعاير الدينية،وليس الأمر سلوكا بشريا معرضا للأختلاط بالخصائص  البشرية كالأفكار والعادات والتربية والثقافة  بقدر ما هو أمرا دينا  محتاجا  بالأدلة والنصوص الشرعية .

إن الناظر  في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة   من حيثية التدين  يجد الطابع السذاجي باديا عليه في منتهي الوضوح، يهتم المسلم بالجانب المظهري اكثر من اهتمامه بالجانب الجوهري والمضموني   مما يوحي للمتأمل  أن الناموس الديني  لم يحل بعد  الي اعماقه ، ومظاهر تلك العويصة  لا تعد ولا تحصي، فالمسلم يصلي ويصوم في الوقت نفسه ظالم لحقوق الناس ، يكذب ويسرق  ويغش في المعاملات المالية ، يحسد ويجسس ويبغض لأخيه المسلم،  يأم الناس   وينهي عن المنكر جهرا  ولا ينهي عن  نفسه  بل يفعله سرا(يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله) بل بمارس اقبح أنواع أمراض الإجتماعية كالقبيلة والعنصرية وبث الأفكار المتطرفة لدي الشبان وما شاكلها من الرذائل،ومن اخطر الشريحة التي وقعت  هذا المزلق  شريحة  رجال الدين   حيث أخذوا وهج المظهر وتركوا  الجوهر الديني،  رؤوس معممة  بنطلون قصير  قمصان ذات اكمام  واسعة  مظهر ديني جذاب، لكن الإشكالية الأكثر فالقلب فارغ من الحلوة الإيمانية والجوهر مخالف لما في المظهر من التقمصات الفارغة،ويجيدون التلون والتقمص بقوالب متعددة، يقدمون المصلحة الدنيوية علي المصلحة الأخروية والمصلحة الشخصية والجهوية علي المصلحة العامة من غير مبرر شرعي  دائما مولعون بإلتهام أموال الناس بإسم التدين والتزهد ويستخدمون الدين سلما لقطف الدنايا من حطام الدنايا،والأغرب من ذلك يحسبون نفسهم أنهم قدموا عند ربهم أطنانا من الحسنات والفضائل وفي الحقيقة يشهدون هبوطا واضحا في الدقائق الإيمانية  فمنهم  من إتبع هواه وكان امره فرطا  ومنهم من باع دينه بثمن بخس دراهم معدودة  رغم أن الغالبية  تعتبر افعالهم  صادرة من قبل رب العالمين  ومرضية عند  علام الغيوب.

وفي الختام نقول من شأن التدين أن يحل المشكلة   وأن يلزم المسلم والمتدين علي الطريق الإلهي القويم  متابعا المنوال القرأني مخلصا لله ومهتديا  بسنة النبي المهتدي. 

وبالتأكيد كلامنا لا ينطبق عن الجميع لكن للأسف عن  الأغلبية الساحقة،ولسنا من يولعون بتنقيص الفضلاء، ولكن الحق احق أن يذكر !

محمود عثمان يوسف

طالب في معهد الفرقان للعلوم الشرعية والعر بية -لاسعانود
زر الذهاب إلى الأعلى