ما ذا ينتظر الشعب الصومالي من اجتماع “التعاون الإسلامي“ في مقديشو؟

مقديشو ( مركز مقديشو) يلتئم اجتماع لفريق الإتصال الوزاري التابع لمنظمة التعاون الاسلامي بشأن الصومال ، اليوم السبت في العاصمة مقديشو ،  وهو  أول مؤتمر اسلامي بهذا المستوى تعقد في الصومال منذ الإطاحة بنظام سياد بري عام 1991.

 تلك خطوة ايجابية تعكس مدى الاهتمام الكبير الذي توليه منظمة التعاون الاسلامي لهذا البلد الذي استضاف أحدى المؤتمرات التأسيسية للمنظمة عام 1962 حيث  كان الرئيس الصومالي الأسبق آدم عدي أول من اقترح بعقد قمة للدول الاسلامية لتدارس شؤون المسلمين.

ظلت الصومال منذ سنوات تحتل مكانة مهمة في جدول أعمال منظمة التعاون الاسلامي وأكدت الدول الأعضاء في المنظمة في أكثر من موقف التزامهم  بمساعدة الصومال في إعادة بناء دولته وذلك من خلال الإسهام في تطویر القدارت الصومالیة في مختلف المجالات ولاسيما الحساسة منها مثل قطاع الأمن وجمع الأموال لصالح الشعب  الصومالي.

وخلال هذه السنوات تعهدت عدد من الدول وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بالوقوف إلى جانب الشعب الصومالي،  حيث وقعت المملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم مع المنظمة لتنفيذ مشاريع إنمائية قيمتها الإجمالية 72.5 مليون دولار في إطار استجابة المنظمة للصومال الذي خصصت له 350 مليون دولار لبعض المجالات التي تحظى بالأولوية على مدى ثلاث سنوات، وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى بنجاح وهي التي غطت عامي 2013 و2014 بمبلغ إجمالي قدره 24 مليون دولار في خمسة قطاعات.

لكن فيما يبدو أن تلك الجهود لم ترق بعد إلى مستوى تطلعات الشعب الصومالي الذي يعتز بعروبية وانتمائه إلى نادي الدول الإسلامية ولم تصل لحد تتناسب مع مكانة المنظمة التي تعد ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة  ودورها  الرائد في تعزيز التضامن والتعاون بين دول الأعضاء. يتمنى الشعب الصومالي أن  تضطلع منظمة التعاون الإسلامي دورا أكبر في الجهود الجارية لتحقيق السلام والاستقرار وخصوصا فيما يتعلق بدعم التنمية وإعادة الإعمار ودورا رائدا في إعادة بناء الجيش الصومالي وقوات الأمن وتطوير المؤسسات التعليمية والاقتصادية في البلاد، وكذلك أن تكون لها مساهمة واضحة في تحقيق  السلام والمصالحة.

 يعلق الشعب الصومالي آمالا كبيرة على الاجتماع الذي يعقده فريق الاتصال الوزاري للمنظمة بشأن الصومال اليوم السبت  في مقديشو ويتوقع أن تصدر منه قرارات حاسمة تعيد الأموار إلى نصابها وتبرهن أنه الصومال يستحق المساعدة والانتشال في الوهد السحيقة التي وقع فيها والتأكيد على الأهمية التي يمثلها موقعه الجغرافي ودوره في تحقيق التكامل الإسلامي ومواجهة الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي.

زر الذهاب إلى الأعلى