الصومال: وهل دخلت البلاد في عنق الزجاج !!؟؟

اختتم اليوم المؤتمر التشاوري المنعقد في العاصمة الصومالية مقديشو بعد ان تم التباحث حول مألات الأوضاع السياسية للبلاد في عام 2016 ، وخاصة الانتخابات والاستحقاق الدستوري الذى يلزم على القيادة الحالية تقديم مقترحات واضحة في ما بات يطلق بـ “حارطة الطريق نحو عام 2016 م.

شهد المؤتمر نوعا ما خضورا ملحوظا من رؤساء الادارات الفدرالية حيث شارك فيه كل من السيد.عبدالكريم حسين جوليد”رئيس ادارةجلمدغ “Galmudug “في المناطق الوسطى في الصومال والسيد.عبدالولي محمد علي غاس رئيس ادارة بونتلاند “Puntiland” في اقاليم الشمال الشرقي للصومال وكذا السيد. احمد محمد إسلام مذوبي  رئيس ادارةجوبالاند Jubbaland” “في جنوب الصومال،  والسيد.شريف حسن شيخ  آدم رئيس ولاية جنوب غرب الصومال بجانب حضور ممثلين من المجتمع الدولي والمنظمة الاقليمية “ايغاد” ووزراء ومسؤولين كبار في الدولة الصومالية ، ورغم هذا الحضور النوعي الا ان الحدث بدا وكأنه يتيم نسبة للانقسامات الحادة التي طرأت في المؤتمر قبل شروع أي نوع من الاجندات ، فالانسحابات المتكررة لوفدي بنتلاند وجوبالاند اضاف للمؤتمر المشلول أصلا رونقا وبهاء .

وعلى الرغم ان كل من جوبالاند وبونتلاند يتبرران بمبررات عامة لا تمت صلة بالواقع بل ويخلقان خلافات من حيث لا يحتمل الخلاف اصلا وفصلا  ، الا ان الحقيقة العارية تكمن في السعي للحصول على امتيازات تمكنهم التأثير في العملية الانتخابية المزمع عقدها في عام 2016 وان يكونا طرفا رئيسيا يتحكم  في العملية برمتها ، وبهذا تظل مطالبهما غير مشروعة وعادلة  سيما إعادة النظر في تشكيل لجان مراجعة الدستور والانتخابات وترسيم الحدود  والطعن في شرعية إدارةجلمدج . والحكومة هي الاخرى التي تخلق العقبات عن قصد للتفرد بالقرارات المصيرية ، مما يتيح لها المجال في التمديد او اقامة انتخابات صورية تعيد الوجوه البارزة الى أماكنها المعهودة .

ثمة من يتساءل لماذا كل هذ التنافس المحموم من الاطراف الصومالية للتـأثير على الانتخابات المقبلة في عام 2016م.. ؟

بيد ان الإجابة تتجلى بوضوح في مدى رغبة كل طرف من الاطراف الصومالية في ان يستأثر بالسلطة والثروة وللبقية الإقصاء والتهميش ، فالقيادة الحالية سخّرت ولازالت تسخركل موارد الدولة وما لديها من طاقات بشرية واخرى مالية للفوز بولاية ثانية والعودة الى قصر الرئاسة مع نهاية عام 2016م ولو بانتخابات صورية ، ومن ثم تزداد كل يوم شراسة في تشبثها للسلطة  وتتبرر بحجج واهية فيما يحب ان تقوم به من التزامات واضحة ازاء خارطة الطريق ، ومباركتها لإدارة جنوب غرب الصومال المولود الشرعي للفساد والمحسوبية ودعمها اللامحدود في تشكيل ادارة جلمدغ ماهي الا بداية تحالف مريب الهدف منه الوصول الى سلم  السلطة باي ثمن وكذا ينطبق على التخالف الموازي  بقيادة بونتلاند يخلق المشاكل ويفتعل الازمات من اجل الوصول الى كرسي الرئاسة ، وفى وقت يتدهور الوضع الأمني والاقتصادي في منظومتها الولائية .

وفى جميع الاحوال لم يخرج المؤتمر حتى اللحظة بتوصيات تلبى طموح الشعب الصومالي ولن يخرج بها اطلاقا ، ولكن الدرس المستفاد هو ان الصراع على السلطة اعاد الامور الى مربع الصفر وانعش بشكل رهيب مسالة عدم الثقة بين مكونات الشعب الصومالي بصورة لم يسبق لها مثيل .

وتفاديا لمخاطر باتت محدقة على الوطن بجب الالتزام بالاتي :

عدم التمديد : أي احتمالية للتمديد من شأنها ان تعمق الخلاف بين الفرقاء ، واجراء الانتخابات في موعدها مطلب شعبي وملح قبل ان يكون نخبويا ، واثبتت التجارب ان الانتخابات بحد ذاتها تضمن ديمومة وديناميكية النظام فضلا مما ستضمن من تغييرات مؤكدة . ولطالما أن نظام الانتخابات المعروف بفرد واحد مقابل صوتواحد،لن يكون ممكناً في عام 2016 ، فالالتزام بإجراء الانتخابات في موعدها صار مشروعا من أي وقت مضى  . وقرار مجلس الامن الصارم برقم ٢٢٣٢بشان التمديد والقاضي بعدم تمديد فترة ولاية المؤسسةالتنفيذية والتشريعية والالتزام الكامل بالانتقال السلمى للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة يمكن استعانته في حالات الضرورة .

التوافق الوطني: لا يمكن لأى جهة  – مهما بلغت شرعيتها -ان تقيم الانتخابات لوحدها ، فبالتالي لابد من اجماع وطني وايجاد صيغة توافقية في كيفية الانتخابات .

استبعاد الادارات الفدرالية في نعيين اعضاء البرلمان المقبل: لانها ببساطة تكريس للقبيلة واستنساخ لمشاهد الجبهات في عام 1991م بعد سقوط الدولة المركزية .

اشراك القوى الفاعلة في المجتمع الصومالي من العلماء والمجتمع المدني والمرأة وفئة الشباب في اختيار السلطة القادمة من التشريعية والتنفيذية .

آدم شيخ حسن

آدم شيخ حسن : باحث وكاتب فى قضايا السياسة والسياسات . حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال ويحضر حاليا لدرجة الدكتوراه في نفس المجال.عمل في مجال الاعلام محررا ومحللا وصحفيا مستقلا مع عدة مؤسسات دولية وإقليمية. كما يشارك في العديد من الحورات في الإذاعات والمحطات التلفزيونية العالمية إضافة إلي نشره عددا من المقالات والدراسات التي ساهمت في فهم قضايا وإستراتيجيات شرق إفريقيا الحالية.
زر الذهاب إلى الأعلى