مستقبل العلاقة بين الصومال وجيبوتي بعد زيارة الرئيس فرماجو لإرتيريا

مقديشو ( مركز مقديشو) على مدى عقود كانت الصومال وجيبوتي الحليفين الوثيقين الوحيدين في منطقة القرن الافريقي، هذه المنطقة المضطربة  وغير المنسجمة سياسيا واقتصاديا والتي لا تحكم علاقات بلدانها وحدة الهدف والمصير  وكانا ينسقان منذ فترة طويلة  سياساتهما  في كل المستويات ومجمل الأصعدة .

في المرحلة التي انهار النظام في الصومال لم تأل جيبوتي جهدا  لإعادة الامن والاستقرار إلى البلاد بعد أن وجدت نفسها وحيدة وسط بلدان تكشر انيابها لثرواتها وتسعى إلى حشرها في الزاوية، نظمت عدة مؤتمرات سلام ومصالحةبين الفرقاء السياسيين الصوماليين وكان صوتها في المحافل الدولية عاليا وقويا دفاعا عن مصالح الصومال ولفت انتباه العالم تجاه مأساة الشعب الصومالي الأمر الذي اكسب النظام الجيبوتي ولاسيما الرئيس اسماعيل عمر جيلي احتراما وتأييدا واسع النطاق من قبل الشعب الصومالي الذي يعتبر جيبوتي اخا وفيا وصديقا موثوقا ومرحبا به دائما. 

تفاجأ كثيرون بتصريحات السفارة الجيبوتية في مقديشو حول زيارة الرئيس فرماجو لاريتريا، لأنه لم يكن متوقعا أن تيخذ الرئيس فرماجو قرارا سياسيا يمس مصالح جيبوتي أو يعكس سلبا أو إيجابا على علاقات البلدين دون التشاور  والتنسيق مع القيادات العليا في جيبوتي وخصوصا في ظل الزيارات المتكررة التي قامت بها مؤخرا وفود من الحكومة الصومالية  إلى جيبوتي.

في شهر يونيو الماضي قام  رئيس الوزراء الصومالي حسن على خيري، بزيارة تاريخية إلى جيبوتي، التقى خلالها الرئيس اسماعيل عمر جيلي ورئيس وزرائه عبد القادر كامل محمد، وتفقد خيري والوفد المرافق له مقار شركات ووزارات في العاصمة جيبوتي.

بحث الجانبان خلال اللقاءات العلاقات التاريخية بين البلدين وسبل تطويرها لما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، وتعزيز التعاون الشؤون العسكرية والأمنية والخارجية.

 جاءت زيارة خيري عقب عدة زيارات للرئيس فرماجو، وزراء ومسؤولون أمنيون صوماليون إلى جيبوتي  لوضع رؤية مشتركة  للتكامل بين البلدين في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد والتنمية تقدم نموذجا فريدا  من نوعيه للتعاون الثائي  والعمل المشترك بين دول شرق افريقيا.

صحيح أن   زيارة  الرئيس فرماجو لإريتريا ودعوته إلى رفع العقوبات عنها،شكلت صدمة وخيبة أمل لدى السلطات الجيبوتية التي اعتبرت الخطوة دعما لعدوها اللدود في وقت يضحي الجيبوتيون أنفسهم من أجل الدفاع عن أمن واستقرار الصومال.

الا أن كثيرين يرون أن الموقف الجيبوتي  الرافض لنتائج زيارة الرئيس فرماجو لارتيريا لا يمثل سوى عتاب  ورسالة إلى القيادات الصومالية تحذر منها الاسراع في مشاركة تحالفات اقليمية تكون على حساب جيبوتي أو تمس مصالحها القومية، والدليل على ذلك أنه لم يصدر أي تصريح حتى الآن من رئاسة جيبوتي أو من الوزراة الخارجية والأمر اقتصر فقط على بيان من السفارة الجيبوتية في مقديشو، وبالتالي لا يمكن أن تصل العلاقات بين البلدين حد القطيعة أو التوتر جراء زيارة الرئيس محمد عبد الله فرماجو إلى اريتريا التي تحتل اراضي جيبوتية، ومطالبته برفع العقوبات عنها، لكن بالتأكيد ستكون الزيارة نقطة سوداء في العلاقات بين الصومال وجيبوتي مما يلزم على الحكومة الصومالية اتخاذ  كل ما يمكن من اجراءات أو خطوات لمحو هذه النقطة وتوجيه رسائل تطمين للقيادات الجيبوتية تفيد بعدم تكرار مثل هذه المواقف.

زر الذهاب إلى الأعلى