5 قضايا مهمة جرى بحثها خلال زيارة الرئيس فرماجو لاريتريا

مقديشو ( مركز مقديشو ) وقع الصومال واريتريا أمس الاثنين بالأحرف الأولى على اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية وذلك خلال زيارة مفاجئة قام بها الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو إلى إرتيريا استمرت لمدة ثلاثة أيام.

وقال الرئيسان أسياس أفورقي ومحمد عبد الله فرماجو في بيان مشترك  إن بلديهما سيقيمان علاقات دبلوماسية ويتبادلان السفراء ويعززان التجارة والاستثمار، فضلا عن التبادلات التعليمية والثقافية.

وجاء في البيان أيضا أن  ارتيريا تدعم بقوة الاستقلال السياسي والسيادة ووحدة أراضي الصومال وجهود شعبها وحكومتها من أجل استعادة مكانتها وتحقيق تطلعات شعبها.

ماهي القضايا التي جرى بحثها؟

أعلن مدير الاعلام في رئاسة الصومال عبد النور محمد أن رئيسا البلدين محمد عبد الله فرماجو واسياس أفورقي بحثا  سبل فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين  بعد جفاء دام أكثر من 15 عاما  واقامة شراكة حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية، لكن فيما يبدو أهداف الزيارة كانت أبعد من ذلك ولا يمكن قراءتها بعيدا عن سياق التحولات الكبرى التي تشهد إثيوبيا الدولة المؤثرة في منطقة القرن الإفريقي وعلاقاتها مع دول المنطقة ولاسيما مع إريتريا عدوها اللدود منذ عقدين من الزمن، وبالتالي تأتي زيارة الرئيس فرماجو لأسمرة في هذا السياق وأن الصومال كانت تسعى من خلال هذه الزيارة  إلى تحقيق عدد من المصالح  لطالما كانت تتمناه انجازها.

التحالفات الجديدة

سعى الرئيس محمد عبد الله فرماجو من خلال زيارته لأسمرة  إلى التحاق بركب التحالفات الجديدة التي بدأ يتشكل في منطقة القرن الافريقي والحصول على موطئ قدم للصومال في التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة والتي يمكن أن تعيد صياغة اهتماماتها ضمن تريبات تساندها قوى اقليمية ودولية مؤثرة.

الخلافات بين الصومال والإمارات

وفقا لما أعلنه وزير الإعلام الصومالي طاهر محمد جيلي في حديث مع إذاعة صوت أميركا قسم الصومال ، فإن اريتريا يمكن أن تلعب دور الوساطة بين الصومال والإمارات بحكم علاقاتها المتميزة  مع دولة الإمارات،  ولذلك يرى كثرون أن الرئيسين فرماجو وأفورقي ناقشا سبل انهاء الخلافات بين الصومال والإمارات والدور الذي يمكن ان تلعب اريتريا في هذا الشأن.

وقف تدفق الأسلحة إلى الجماعات المتشددة في الصومال

خلال لقاءات الرئيس فرماجو مع المسؤولين الاريتريين جرى بحث سبل وقف تدفق الأسلحة إلى حركة الشباب المجاهدين المرتبطة بتنظيم القاعدة  وأن تلعب ارتيريا دور أكثر حزما في تجفيف مصادر تمويل هذه الاسلحة وممراتها في المنطقة  بالإضافة إلى مساعدة الصومال في دخول مفاوضات مع الحركة  بحكم علاقة إريتريا مع قيادات اسلامية متشددة.

العقوبات المفروضة على البلدين

 لم تخلو من مناقشات القمة، العقوبات الأممية المفروضة على اريتريا والصومال منذ سنوات، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق بينهما من أجل رفع  هذه العقوبات التي يتم تجديدها في كل عام.

في نظر البعض قد لا يتم رفع هذه العقوبات عن دولة دون أخرى وبالتالي ابدى البلدان  رغبتهما في العمل معا  وزيادة مشاوراتها لتحقيق هذا الغرض،حيث دعا فرماجو  أثناء الزيارة إلى رفع العقوبات المفروضة على اريتريا لفك عزلتها.

فقد  مدد مجلس الأمن الحظر على الأسلحة المفروض على الصومال، والحظر البحري للواردات غير القانونية وصادرات الفحم، وإعفاء العمليات الإنسانية حتى شهر نوفمبر من العام المقبل، كما مدد المجلس أيضاً تفويض مجموعة مراقبة الصومال وإريتريا حتى منتصف ديسمبر من العام المقبل.

جبهة تحرير أغادين (ONLF)

تعد قضية  قيادات جبهة تحرير أغادين (ONLF)  المعارضة للنظام الإثيوبي الموجودين في الأراضي الارتيرية أحد أبرز القضايا التي جرى بحثها خلال زيارة الرئيس محمد عبد الله فرماجو لارتيريا وذلك بسبب تعذر بقاء هذه القيادات في أسمرة بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين اسمرة وأديس أبابا ولهذا ترجح بعض المصادر امكانية قبول الصومال على استضافة هذه القيادات  وبالتنسيق مع إثيوبيا.

وقد اعلن وزير الإعلام طاهر جيلي في تصريح لإذاعة بي بي سي قسم الصومال أن الرئيس  محمد عبد الله فرماجو اجرى  خلال زيارته لأسمرة لقاءا منفردا مع رئيس الجبهة الأدميرال محمد عمر عثمان، ولكن لم يدل الوزير اي تفاصيل عن نتائج اللقاء.

أما الأدميرال بدوره  صرح بأن اللقاء كان ايجابيا ، مشيرا إلى تقديم الرئيس فرماجو اعتذرا لجبهة  تحرير أوغادين عن تسليم الصومال أحد قياديات الجبهة البارزين إلى إثيوبيا نهاية شهر أغسطس الماضي.

وقال الأدميرال في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا قسم الصومال إن الرئيس عبر عن أسفه لما حدث  وإنه قدم اعتذارا عن تسليم القيادي موسي قلب طغح لإثيوبيا.

وأوضح أن الاجتماع مع الرئيس الصومالي فرماجو كان ايجابيا وأن الطرفين اتفاقا على العمل معا.

ضربة استباقية

يرى البعض أن من ضمن اجندات زيارة  الرئيس فرماجو ، الحيلولة دون استضافة اريتريا  بعض المعارضين لنظام مقديشو بعد  أغلاق عوصم دول الجوار الأخرى في وجههم ولاسيما العاصمة الكينية نيروبي التي ظلت منذ سنوات ملجأ للمعارضين الصوماليين.

في ضوء قواعد اللعبة الدولية، تستطيع الدول المتصارعة  أن تجد حلا لمشاكلها ولا تفقد الأمل في تحقيق ذلك على أساس أن مصالح الدول لاحدود لها وأن السياسة  فن الممكن. لكن في واقع الأمر لم يكن  الخلاف بين الصومال واريتريا سوى انعكاسا للصراع  الأخيرة مع إثيوبيا وأن قرار تحسنه أو توتره ليس أمرا يقرره فقط قيادة البلدين، وبالتالي فإن علاقة الصومال مع ارتيريا ستبقى مرهونة  بالتجاذبات الاقليمية في المنطقة. 

زر الذهاب إلى الأعلى