ملايين المترات المكعبة من مياه الأمطار تضيع هدرا في الصومال

مقديشو ( مركز مقديشو ) تهطل هذه الأيام أمطار  غزيرة في عدد من المناطق الصومالية بما فيها العاصمة مقديشو.  لم يسبق لهذه الأمطار مثيل منذ سنوات عاني خلالها الصوماليون من مجاعة أدت إلى مقتل العشرات من الأشخاص ونفوق آلاف من المواشي نتيجة عدم انتظام الأمطار الموسمية وجفاف الآبار والأنهار في البلاد ما لحق أضرارا بالغة بالإقتصاد الوطني والحياة المعيشية للمواطنين.

خلال فترة الجفاف ارتفعت الأصوات المطالبة لوضع استراتيجية وطنية لمواجهة هذه الكارثة والحد من آثارها عبر  طرق ووسائل من بينها الاستفادة من الأمطار الموسمية ومنعها من الضياع والهدر الا أن هذه الدعوات لم تجد صدى سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.

فها نحن اليوم نتألم كثيرا  للخسائر التي تسببها الأمطار من فيضانات وسيول دمرت  البنى التحتية الهشة أصلا في المدن الكبرى  وحولت عشرات القرى إلى قرى عائمة في المياه وبلغ بنا الأمر حد التمني بتوقفها  في وقت  كنا  نصلي من أجل سقوطها لتحي الأراض والبشر.

اذا لماذا عجزنا عن الاستغلال من هذه النعمة التي لا تتكرر عادة في الصومال الا مرة أو مرتين في كل عام في ظل توفر عدد من الوسائل البسيطة والبدائية للاستفادة من الأمطار واعادة استخدامها في مواسم الجفاف، مثل تجميع المياه من خلال اسطح المنازل وتجهيزها بنظام تصريف يصب المياه في نقطة واحدة واقامة خزانات مياه كبيرة في الأراضي المنخفضة، ناهيك عن مشروعات طموحة تكلف ملايين الدولارات لتطوير الموارد المائية في الصومال مثل انشاء السدود  التي تعتبر من أفضل الطرق للاستفادة من مياه الأمطار.

كان يجب أن تعمل الحكومة قبل بداية موسم الشتاء على التحضير من اجل الاستفادة من الأمطار وتدعو المواطنين والمزارعين إلى اقامة الخزانات وحفر الآبار   وانشاء السدود والحواجز في أماكن السيول والفيضانات لتجميع المياه واستخدامها في فترة الجفاف التي تشح فيها المياه ويزداد الطلب منها.

زر الذهاب إلى الأعلى