ماهي التغييرات المتوقعة في انتخابات حكام الولايات الاقليمية المقبلة؟

مقديشو ( مركز مقديشو) من المقرر أن تشهد أربع ولايات اقليمية في الصومال، بونت لاند وجوبالاند وجنوب غرب الصومال وجلمدغ، انتخابات رئاسية خلال هذا العام أو العام المقبل والتي يراها البعض مفصلية للعلاقة بين الحكومة الاتحادية والحكومات الاقليمية، ويتوقع أن تشهد هذه الاستحقاقات أشرس المعارك بين الطرفين، فالحكومة الاتحادية تحاول جاهدة أن تتخلص مما تطلقه سرا كابوس رؤساء الولايات الحاليين وتسقطهم في الانتخابات لأنها تعلم علم اليقين أن فوز هؤلاء الرؤساء بداية لنهاية حكمها وبالتالي لن تتوانى من تسخير كامل طاقاتها لإسقاط حكام الإدرات الاقليمية الحاليين وانتخاب موالين لها.
وفي المقابل يرى الحكام الحاليين للولايات الإقليمية أن الدائرة تضيق بهم وأنهم باتوا أمام حكومة اتحادية تختلف عن الحكومات السابقة ، حكومة ترى نفسها انها تتصرف من منطلق القوة إثر تبنيها سياسة المحاور وتمكنها من الانضمام إلى إحدى التحالفات الاقليمية بالإضافة إلي نجاحها في تهميش المعارضين السياسيين في مقديشو وابعادهم عن دائرة التأثير وارغامهم على مغادرة البلاد ، ولذلك يضعون على رأس أولوياتهم افشال مساعي حكومة خيري والعمل من اجل اعادة انتحابهم ، وعقدت اجتماعات ثنائية وجماعية في عدة عواصم وكان آخرها مؤتمر مجلس تعاون الحكومات الاقليمية الذي يضم ولايات جنوب عرب الصومال، وجوبالاند، وجلمدغ، وبونت لاند ، وهيرشبيلي والذي اختتم منتصف الشهر الجاري في مدينة بيدوة لإعادة احياء المجلس الذي انشئ نهاية عام 2017 وتعزيز التعاون بين الحكومات وتنسيق قراراتها وخصوصا فيما يتعلق بمستقبل العملية السياسية.
بحث الرؤساء خلال اجتماعهم آخر التطورات السياسية والأمنية في البلاد والعلاقة مع الحكومة في مقديشو وتعزيز جبهتها استعداد لأي مواجهة محتملة معها وخصوصا في ظل الانتخابات التي ستشهدها بعض الولايات الاقليمية خلال العاميين المقبلين.
وخلال الإجتماع كانت مواقف المشاركين متطابقة حول التنديد بأطماع حكومة الرئيس محمد عبد الله فرماجو ونزواتها في التشبث بالسلطة والانشغال في تعزيز فرص اعادة انتخاب فرماجو في انتخابات عام 2021، كما أعربوا عن قلقهم ازاء فشل الحكومة الاتحادية في التزام  بتعهداتها والقيام بمسؤولياتها ومهامها الأساسية تجاه البلاد وفق تصريح لحاكم ولاية جوبالاند محمد اسلان مدوبي .
بدأ رؤساء الولايات الثلاثة بترتيب أوراقهم الداخلية وغربلة إداراتهم من كل العناصر التي قد تشكل تهديدا على عودتهم وخلق ظروف سياسية وأمنية مواتية قد تساعدهم في كسب مزيد من التعاطف والتأييد من قبل سكان هذه الأقاليم فتعيين وزير دولة جديدة لشؤون رئاسة جنوب غرب الصومال والمعارك الدائرة بين بونت لاند وأرض الصومال مؤشر واضح على هذا التوجه.
نظرا للتطورات السياسية والامنية التي شهدتها الصومال خلال الشهور الاخيرة ودور بعض دول الجوار من الصعب التهكن ماذا ستفرز انتخابات حكام الولايات المقبلة غي أن الأبواب مفتوحة لكل الاحتمالات.

زر الذهاب إلى الأعلى