لما ذا تشارك الحكومة الاتحادية في احلاف تخلق العداوات للصوماليين؟

مقديشو (مركز مقديشو) ثمة نبض في الشارع السياسي الصومالي مناهض لإقحام الصومال في سياسة محاور  تخلق العداء للشعب الصومالي ورفض خفي لمواقف الحكومة الاتحادية الأخيرة المؤيدة لأحد أطراف الأزمة الخليجية وابتعادها عن محيطها الاقليمي وتفضيل دول غريبة على دول خليجية كانوا على مر الزمان أصدقاء  تقليدين للصومال.

لقد أثار الموقف الذي اتخذته الصومال بشأن الأزمة بين قطر وأربع دول عربية  في  شهر يونيو العام الماضي جدلا واسعا بين المجتمع  الصومالي ولا سيما بين السياسين والمثقفين ومراكز صنع القرار  ولا يزال هذا الجدل قائما حتى الآن. ويتسائل المراقبون هل كان القرار صائبا أم جانب الصواب؟ وهل  كان من منطلق المصلحة العليا للبلاد أم من منطلقات أخرى تتعلق بمصالح أشخاص داخل السلطة؟ وهل راعى القرار أهمية العلاقات الصومالية مع بعض الدول العربية كالسعودية ومصر والإمارات التي كانت دائما مع الصومال أم أعطى الأولوية لعلاقات جديدة ؟ وهذه الأسئلة وغيرها لا تزال تترد في ألسنة بعض السياسيين والإعلاميين الصوماليين دون بلورة رؤية موحدة لتوفيق الآراء ولتخفيف حدة تداعيات هذا القرار على مستقبل البلاد.

على الرغم من الجدل المثار حول هذاالقرار الا أن تصرفات الحكومة الأخيرة تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة أسقط القناع وكشف المستور واظهر مدى تأثير تدخلات بعض الدول في سياسات الحكومة الاتحادية وحجم الاختراق الموجود في القرار السياسي الصومالي .

يرى قطاع عريض من الشعب ولا سيما المثقفين منهم، أن الدور  السلبي الذي تلعبه الحكومة الاتحادية خارجيا، وتخلها عن مبدأ الحياد تجاه الأزمة الخليجية وسعيها للإنضمام إلى أحدى التحالفات الاقليمية والذي تم تتويجه بالزيارة الأخيرة  التي قام بها الرئيس فرماجو  منتصف الشهر الماضي إلى الدوحة  من شأنه أن يؤجج الوضع ويزعزع الاستقرار السياسي  والأمني الهش أصلا في البلاد لأنها تتمادي في موقفها المستفز لقوى اقليمية مهمة وتنكر جميل دول ظلت ولا تزال سندا قويا للشعب الصومالي، كما أنه يمثل تهديدا حقيقيا لمصالح الصوماليين في عدد من الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات وجمهورية مصر العربية.

ويتسائل هذا القطاع لماذا رضخت الحكومة لضغوط بعض القوى السياسية وقررت مخاطرة علاقة الصومال مع المملكة العربية السعودية والإمارات في انتهاك صارخ لقرارها السابق الداعي الي الحياد وعدم الانخراط في سياسة المحاور  والأحلاف التي تبعد الصومال عن محيطه الاقليمي المباشر والملتصق به جغرافيا.

زر الذهاب إلى الأعلى